(كتاب ميسي 8) مباراة التنس التي غيرت تاريخ الكرة

25 فبراير 2016
+ الخط -


مر شهر على عودة ميسي ووالده من إسبانيا عقب تلقي وعد كارليس ريكساش مستشار رئيس برشلونة بـ"حل كل الأمور" ولكن لم يحدث شيء.. كانت العائلة تنتظر ردا وسط حالة من الشكوك بخصوص مستقبلها ككل، وليس ذلك الذي يخص ليو فقط.

جاء ديسمبر وتساءل والد ميسي "أين هذه الوعود؟" "ألم يعجبهم ليو؟" "هل كان مجرد كلام؟".. لم يكن البريد الإلكتروني من الأمور الشائعة، وجرس الهاتف لم يرن، لذا تلقى برشلونة إنذارا "إذا لم يجر التوقيع، فإن الفتى سيبحث عن مستقبله في مكان آخر".

كانت توجد خيارات أخرى: في إيطاليا وتحديدا مع إيه سي ميلان بجانب أتلتيكو مدريد وأيضا الريال الذي كان ترك قبلها بشهور جرحا عميقا في قلوب الكتالونيين بضم البرتغالي لويس فيغو قائد البرسا.. خورخي فالدانو المدير الرياضي للريال حينها كان ينتظر تغيير دفة ليو نحو النادي الملكي.

"هل ترغب في لعبة مباراة تنس زوجية؟".. هذه كانت الدعوة التي وجهها جوزيب ماريا مينجيلا الذي جلب ميسي لبرشلونة وتكفل بمصاريف إقامته ووالده أثناء فترة الاختبار لريكساش وقبلها الأخير وربما تكون السبب الرئيسي في تواجد ميسي داخل جدران النادي الكتالوني ليبدأ بعدها مستقبل في صناعة تاريخ جديد للكرة.

بدأ مينجيلا في الحديث عن موضوع ميسي مع ريكساش بعد هذه المباراة التي جرت في 14 ديسمبر، أي بعد 10 أسابيع من زيارة ليو وخورخى لبرشلونة حيث قال له "تشارلي، علينا أن نتصل بالعائلة، نقول لهم منذ فترة أننا وافقنا وأن كل الأمور على ما يرام ولكن لا يوجد شيء محدد حتى الآن، يجب أن نوقع عقدا".

لم يكن ريكساش شخصا محبا للبروتوكولات وكان في نفس الوقت مقتنعا بميسي لذا جاء رده "حسنا أعطني ورقة وقلما".. كان القلم موجودا أما الورقة فلا، حيث إن مكتب النادي الذي كانوا يلعبون فيه مباراة التنس كان قد أغلق.

"حسنا سأكتبه هنا".. قال ريكساش هذه العبارة بعد أن سحب ورقة منديل من عبوة أمامه على المنضدة وكتب فيها التالي "تحرر في برشلونة الرابع عشر من ديسمبر عام 2000 وفي حضور السيدين مينجيلا وأوراسيو، أن كارليس ريكساش يتعهد بصفته السكرتير الفني لبرشلونة وتحت مسؤوليته وعلى الرغم من بعض الآراء المعارضة، بالتعاقد مع ليونيل ميسي، طالما تم التوصل لاتفاق مادي".

يعتبر البعض أن هذه الواقعة وتلك الوثيقة الفريدة من نوعها تعد الأهم في تاريخ برشلونة الحديث، بينما ينظر بسببها آخرون إلى ريكساش على أساس أنه الرجل الذي أحضر ميسي للبرسا.

حول هذا الأمر يقول ريكساش مازحا "أشعر بالخجل حينما أسمع هذا الأمر، وهو أنني مكتشف ميسي، ولكن ليو لا يحتاج لمكتشف، الفضل لا يعود لي، بل للفتى نفسه".

أخبر مينجيلا عائلة ميسي بالأمر عن طريق الهاتف، ولكن الأمر لا يمكن أن يكون أبدا بهذه السهولة حيث كان يتوجب على برشلونة تحقيق الكثير من الأمور وهي توفير منزل للعائلة ودفع تكاليف السفر من الأرجنتين وتوفير عمل لخورخي ميسي التزاما بقواعد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

بمعنى آخر أن ليو لم يكن سيعيش في (لا ماسيا) مثل باقي الفتية الذين كانوا يأتون من خارج برشلونة بل سيتشارك المنزل مع عائلته، وهو طلب كان جديد تماما حينها على إدارة برشلونة، كما يقول رئيس البرسا السابق جوان جاسبارت "لم يكن هناك لاعب آخر قبله سيقول أنا سآتي بكل عائلتي وأقيم في برشلونة".

جوان جاسبارت.. ذلك الرجل الذي أعطى الأذن النهائي بإتمام الصفقة، ولكن لا يعترف أحد بأهميته في الموضوع لعدة أسباب كروية يعرفه الجميع، فصورته كنائب رئيس سيئ طيلة 22 عاما، ورئيس دون ألقاب لمدة عامين في واحدة من أعمق أزمات برشلونة كانت سببا كافيا للتقليل منه.

في الثامن من يناير 2001 كانت كل الأطراف على مشارف خطوة جديدة ونهائية في عشاء عمل حضره المدير العام لقطاع الناشئين كيم ريفيه ونائبه جوان لاكويفا لوضع التفاصيل النهائية على العقد وهي أن ميسي سيحصل على 100 مليون بيزيتا (600 ألف يورو) في العام بجانب مدفوعات حقوق استخدام الصورة، وهو الأمر الجديد تماما في عقود اللاعبين الناشئين، بجانب دفع إيجار المنزل الذي ستقطن فيه العائلة مع سبعة ملايين بيزيتا (42 ألف يورو) سنويا لخورخى كمقابل للعمل الذي سيقوم به في شركة (بارنا بورترز) التابعة للنادي الكتالوني، فضلا عن تكاليف العلاج الهرموني للـ"برغوث".

بعدها بستة أيام كان ريكساش يكتب خطابا رسميا لخورخى ميسي مختوما بختم النادي يتعهد فيه بإتمام كل ما تم الاتفاق عليه مع ممثليه في برشلونة، وبعدها بثلاثة أيام حرر جوان لاكويفا خطابا آخر أكد فيه الجوانب الاقتصادية للاتفاق.. كانت هذه هي البداية.

اقرأ أيضا
(كتاب ميسي 7).. انتظار ريكساش والنهاية السعيدة
(كتاب ميسي 6).. لغز اختفاء "المايسترو"
(كتاب ميسي 5)... أزمة هرمون النمو
(كتاب ميسي 4).. أسطورة طفل نيولز أولد بويز
(كتاب ميسي 3)... ليو في المدرسة ومغامرات الجيش!
(كتاب ميسي 2) الجدة سيليا وملعب جراندولي
(كتاب ميسي 1).. ميسي الذي نجا من الموت جنيناً