بداية لا تُشبه برشلونة: ما هذا يا فالفيردي

17 اغسطس 2019
فالفيردي بدأ بكارثة في "الليغا" (Getty)
+ الخط -
تُعتبر بداية الموسم الأصعب لأي فريق، والأندية ليست مطالبة بتقديم الأداء الكبير لأن اللاعبين ما زالوا في طور الدخول في أجواء المنافسة والأمر يحتاج لبعض الوقت. لكن بداية المدرب إرنستو فالفيردي في موسم 2019-2020 لا تُشبه برشلونة أبداً: الكثير من المشاكل الفنية، عجز تكتيكي، كوارث في الانضباط، وغيرها من الأمور التي حولت النادي "الكتالوني" إلى ضحية ليلة "سان ماميس".

خسر برشلونة بهدف نظيف في أول مباراة رسمية من منافسات "الليغا"، وهو الأمر الذي لم يحدث منذ أكثر من عشر سنوات، وتحديداً عند خسارته من فريق نومانسيا عام 2008. المشكلة لا تكمن في سقوط برشلونة مع بداية الموسم الكروي بل في طريقة اللعب غير المُبشرة الأقرب إلى الكارثية لفريق بحجم برشلونة المُدجج بالنجوم والأسماء المُميزة القادرة على صناعة الفارق على أرض الملعب. 

مشاكل تكتيكية واضحة
تكررت الصورة نفسها التي ظهر فيها برشلونة في مبارياته الأخيرة من الموسم الماضي، وخصوصاً أمام ليفربول في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. الصورة نفسها لفريق ضعيف تكتيكياً خارج الأرض يعجز عن تحريك الكرة كما يريد مع استحواذ سلبي "عقيم" لا يُثمر عن شيء.

اختار فالفيردي أسماء غير موفقة في افتتاح "الليغا"، وربما نقطة الاستفهام الأكبر كانت حول أسماء خط الوسط، لماذا البداية بآليينا وسيرجي روبيرتو التي لم تُساعد فرانكي دي يونغ على الظهور المُعتاد، فالأخير لم يتمكن من إخراج الكرة كما يريد ومنح زملائه المساحات في الأمام، وذلك بسبب ضغط المنافس عليه بلاعبين أو أكثر، وبالتالي عجز عن إخراج الكرة بالطريقة الصحيحة ولعب دور بوسكيتس المُعتاد.

ربما كان على فالفيردي البداية بسيرجيو بوسكيتس كلاعب وسط ارتكاز وعلى يمنيه إيفان راكيتيتش وعلى يساره دي يونغ، وبهذه الطريقة ربما دي يونغ سيُقدم دوره الهجومي المُعتاد برفقة راكيتيتش ويُدافع أيضاً مثلما كان يفعل في فريق أياكس الهولندي.

ولم تنحصر مشاكل فالفيردي مع برشلونة في المباراة الأولى حول خط الوسط فقط، بل بطريقة توظيف اللاعبين وخطة اللعب غير المفهومة التي لا تُشبه برشلونة أبداً من الدفاع إلى الهجوم. ففي الموسم الماضي عانى برشلونة من المشكلة نفسها عندما يتعرض للضغط المباشر من المنافس، وخصوصاً عندما يلعب خارج الأرض.

مع فالفيردي يستلم برشلونة الكرة ويبدأ الهجمة من الخلف، وعندما يتعرض للضغط يفشل في الخروج بالكرة بالشكل الصحيح ويُجبر على لعب كرة طويلة أو إرجاع الكرة نحو حارسه تير شتيغن. والمشكلة الأكبر أنه وفي حال نجح برشلونة في الخروج بالكرة نحو منطقة الوسط، يجد صعوبة كبيرة لخلق المساحات لنفسه وصناعة الفارق الهجومي في الثلث الأخير.

يبدو الفريق عاجزاً، الكرة تدور وتدور بين اللاعبين يميناً ويساراً دون أن توفق حتى في إيجاد الثغرة، لأن الأمر تحول إلى استحواذ سلبي لا ينفع، لأن تكتل الفريق المنافس يحتاج ربما لإعداد خطة أخرى تسمح للفريق بإيجاد الثغرات دون البقاء على الحالة نفسها وهي تدوير الكرة في مساحة واحدة دون حلول.


وربما كان على فالفيردي تعديل أفكاره التكتيكية قليلاً، وهناك عدة خيارات كان يمكن أن تُنقذ برشلونة من ورطته في ملعب "سان ماميس"، أولاً كان بإمكان فالفيردي اعتماد الكرات الطويلة خلف ظهر المدافعين لضرب التكتل وكان يملك لاعبين سريعين مثل عثمان ديمبيلي وأنطوان غريزمان.

والخيار الثاني كان بالإمكان اللعب بطريقة (4-2-3-1) وبالتالي فتح الملعب والاستفادة من الأجنحة الهجومية بالشكل الأفضل، خصوصاً عندما دخل المهاجم بيريز بديلاً لسيرجي روبيرتو. لكن كل هذا لم يحصل، بقي فالفيردي مُصراً على التشكيل نفسه وطريقة اللعب نفسها ولم يُغير أي شيء، وعندما تلقى الهدف في الدقيقة 88 كل شيء كان منتهياً، على طريقة المثل الشائع "بعد خراب مالطا".

المساهمون