مهزلة، فضيحة غياب الاحترافية. لا أعلم ما هو الوصف الأصح لما حصل في القمّة المصرية بين الأهلي والزمالك، التي كان مقرراً أن تقام اليوم على استاد القاهرة في مباراة مؤجلة من الدوري المصري لكرة القدم.
بعيداً عن مطالبات الزمالك في تأجيل المباراة ليومٍ آخر في ظلّ ارتباط الفريق يوم الجمعة بمباراة مهمة في مسابقة دوري أبطال أفريقيا أمام الترجي التونسي، جاء قرار الإدارة وسيناريو ما حصل من قبل رئيس النادي مرتضى منصور بطبيعة الحال مرفوضاً وغير احترافي، كما عوّدنا الأخير في الكثير من الأوقات، من خلال تصريحاته الهوجاء وتصرفاته الصبيانية أحياناً.
لا يُمكن الاختلاف على أن الاتحاد المصري هشٌ وقراراته غير صائبة في الكثير من الأوقات، لكن ما قام به الزمالك بعدم القدوم إلى المباراة بدراما وسيناريو مضحكين ومبكيين في الوقت عينه أمرٌ معيب، ويشوّه تاريخ نادي "الفن واللعب والهندسة"، ومن شأنه أن يهزّ صورة الكرة المصرية أمام العالم.
بين الانسحاب منذ البداية ومن ثم العدول عن القرار بعد تدخلات وضغوطات، قرر الزمالك خوض المباراة بفريقٍ من قطاع الناشئين (1999-2001)، قبل أن يأتي الفصل الأمتع في المسرحية "تعطّل باص الفريق على كوبري 6 أكتوبر".
تم تأجيل المباراة على إثرها ومن ثم رحل كلّ لاعبٍ إلى منزله، فريق حقق لقب الكونفدرالية الموسم الماضي ومن ثم حصد السوبر الأفريقي والمصري قبل أيام، يتصرّف بطريقة الهواة، ليدخل لاعبو الأهلي فقط إلى أرضية الملعب بصحبة الحكم، الذي اعترف أنه لم يعش مثل هذه التجربة في مسيرته، مطلقاً بعدها صافرته بإعلانه فوز الأحمر، بعد تعذّر وصول الزمالك للملعب، أو لنقل "الانسحاب المفبرك" ربما لتفادي بعض العقوبات، وليكون لديه حجج أنه لم يرد تعطيل المباراة بل لأسباب قاهرة منعته من ذلك.
لم يكن مقبولاً ما حصل، المشهد يؤكد أن الكرة المصرية تعاني في ظلّ اتحاد انبثق عن اتحادٍ اتهم بالفساد، في بلدٍ كانت فيه الكرة قريبة من الاحترافية لتتراجع إلى الدرك الأسفل.
لما لم يتصرّف الزمالك باحترافية مثلما فعل ليفربول؟ الريدز قبل فترة ارتبط بمباراة محلية في كأس الرابطة الإنكليزية، لكنه كان مضطراً لخوض مواجهة أخرى في بعد 24 ساعة في كأس العالم للأندية بقطر، يومها أصدر بياناً وأبدى احترامه لقرار الاتحاد المحلي، وأعلن مشاركته بالفريق الثاني أمام أستون فيلا، لم يقرر الانسحاب وتلقي عقوبات، أو أن يصبح أضحوكة ومهزلة يتحدث عنها الجميع لفترة.
لا أعلم ما يُمكن قوله أكثر، مباراة قمة يتحكّم بها رئيسٌ اسمه مرتضى منصور، يتصرف بعشوائية وكما يشاء وكأن النادي له، لا يهتمّ لما سيقوله الإعلام العالمي والعربي، لا يهتم للجماهير لا يهتم لتاريخ فريقه.