كرة القدم بعد رونالدو وميسي

08 سبتمبر 2015
كوكبة من النجوم كانت تتنافس (العربي الجديد)
+ الخط -

صراع الأبطال، منافسة النجوم، هي عناوين وصفتها الصحافة العالمية لأفضل لاعبين في الفترة الحالية، الاثنان نجحا في الابتعاد أشواطاً عن بقية اللاعبين. في قصر عاجي يقطن الهداف الكبير كريستاينو رونالدو، والفنان ليونيل ميسي، لكن هل هذا أمر إيجابي على صعيد كرة القدم والمتعة؟

من دون شك لدى اللاعبين الكثير من المهارات والعشاق حول العالم وهما يبدعان في المراوغات وتسجيل الأهداف، لكن أين بقية الأسماء، وكيف لها أن تنافس سطوة الدون وميسي، فتغير الزمن ينذر بأن الأيام المقبلة ستخلو من نجم بارز على غرار هذين اللاعبين.

ماضٍ زاخر بالنجوم الكبار
في السنوات الماضية وتحديداً في السنوات الـ15 أو العشرين الأخيرة على أقل تقدير، أي قبل بزوغ فجر رونالدو وميسي، كانت كرة القدم مختلفة عن الآن، فالفرق على صعيد المنتخبات والأندية مغاير عن حقبتنا هذه، حيث كانت المنافسة بين كوكبة النجوم لا تقتصر على اسمين أو ثلاثة، بل على أكثر من عشرة نجوم من الطراز العالمي والأول.

فأنت تجد رونالدو البرازيلي، وزين الدين زيدان، ولويس فيغو، ريفالدو، شيفشينكو، توتي ودل بييرو، رونالدينيو وروماريو، والقائمة من دون شك تطول كثيراً، فنحن لم نذكر كل الأسماء التي كانت تعتبر رائعة في عالم الساحرة المستديرة، في كل منتخب كان هناك نجوم كثر، ولم تقتصر الأسماء على لاعب واحد، وفي نفس النادي كانت التشكيلة تعج بالنجوم في معظم الفرق الأوروبية، حتى لاعبو الصف الثاني في ذلك الوقت، كانت أكثريتهم تضاهي كبار المهاجمين واللاعبين في هذا الزمن.

الحاضر وغياب النجوم
لا نستطيع في هذه الفترة القول إننا في زمن النجوم الكبار، لدينا رونالدو وميسي في كوكب آخر فقط، ونيمار يقترب رويداً رويداً، لكن هارزاد هو الآخر اقتنع أنه لن يصل إلى إنجازات الأرجنتيني والبرتغالي، حيث قال لا أتصور أنني أستطيع تسجيل 50 هدفاً في الموسم، وحتى على صعيد المدافعين كرة القدم في زمننا مختلفة. ولذلك ينجح رونالدو وميسي في تسجيل هذا الكم من الأهداف.

صحيح أن هناك بعض المدافعين في الفترة الحالية، يتمتعون بمهارات كبيرة، لكن شتان بين الماضي والحاضر، فالمقارنة حتى غير جائزة، وكمثال صغير إذا أردنا مقارنة خط دفاع إيطاليا بين بداية الألفية والفترة الحالية، سنجد الأمر مخيفاً، فعندما تتحدث عن باولو مالديني، وكانافارو، نيستا وزامبروتا فمن دون شك لن تستطيع وضعهم في خانة مشابهة لجورجيو كيليني، برازغالي، بونوتشي وأباتي مثلاً.

أما على صعيد الهجوم والمهارات البرازيلية، فالسؤال هنا، هل اضمحلت مواهب راقصي السامبا، وأين نحن من رونالدو، ريفالدو، روماريو، روبرتو كارلوس، كافو، الأمر محيّر فمنتخب السيليساو لا يمتلك سوى نيمار، وإذا غاب يسقط الفريق، ولذلك يجب التفكير ملياً في مستقبل كرة القدم، هل بالفعل تتطور، أم أنها تتراجع إلى الوراء.

المساهمون