في الثالث والعشرين من مايو/أيار الجاري، بدأ العمل رسميًا بموقع "تذكرتي"، وهو السبيل الوحيد لشراء تذاكر حضور مباريات كأس الأمم الأفريقية التي تقام في مصر، في الفترة من 21 يونيو/حزيران المقبل، حتى 19 يوليو/تموز 2019.
ولأول مرة تتم زيادة عدد المنتخبات المشاركة في البطولة من 16 إلى 24، استجابة لرغبة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" في تمثيل أكبر عدد ممكن من المنتخبات الأفريقية، ورفع مستواها.
ومن خلال تجربة صغيرة للدخول إلى الموقع وتسجيل بطاقة تعريف "FAN ID" التي تتيح بعد ذلك شراء التذاكر، كان التسجيل يتطلب معلومات وبيانات شخصية، بعضها منطقي مثل الرقم القومي "الهوية المصرية الرسمية"، وفصيلة الدم "تحسبًا لوقوع إصابات أو خلافه"، والجانب الآخر أمني بحت، مثل اسم الأم الثلاثي "منعًا لتشابه الأسماء".
وطُبقت هذه التجربة خارج مصر سابقاً، وتحديداً في دول أفريقية مثل الجزائر وتونس، وكانت البيانات المطلوبة أغلبها تلك الواردة في جواز السفر، وبعض البيانات الأخرى التي تشبه البيانات المطلوبة للحصول على تأشيرة زيارة. تلك البيانات تعيد إلى الأذهان مشهد فتح أي تحقيق رسمي في مصر يبدأ بالسؤال "اسمك وسنك وعنوانك".
ويبدو أن المعلن حتى الآن هو أن تلك البيانات المطلوبة هي لمحاربة السوق السوداء لبيع تذاكر المباريات، وبالفعل نوّهت شركة "تذكرتي"، المسؤولة عن البطولة والموقع، إلى أنه لا يمكن نقل ملكية تذاكر بطولة الأمم الأفريقية 2019 بعد شرائها إلى مشجع آخر بأي حال من الأحوال، وأنه إذا تم التحقق من التذكرة ووُجدت مع الشخص غير المعني فسوف يتعرض للمساءلة القانونية، وذلك حرصاً على التصدي لجميع محاولات البيع في السوق السوداء.
في هذا الإطار، تحدث محمد فضل، مدير بطولة كأس الأمم الأفريقية، عن "الإجراءات الصارمة" لمحاربة السوق السوداء لبيع تذاكر المباريات، حيثُ قال، في حديث لصحيفة "الأهرام" القومية الرسمية قبل شهر من الآن تقريباً: "إن السلطات ستتبع إجراءات جديدة صارمة لمنع بيع تذاكر بطولة الأمم الأفريقية في السوق السوداء، حيث ستقوم جهات سيادية بالإشراف الكامل على إجراءات بيع التذاكر الخاصة بالبطولة القارية".
وتُعتبر "الجهة السيادية" بمثابة الأجهزة الأمنية المعنية بإدارة الشأن القومي المصري، مثل المخابرات العامة، والمخابرات الحربية، وجهاز الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية (أمن الدولة سابقاً).
تلك الجهات السيادية تتعامل مع جمهور المباريات بمنطق "ملفات الأمن القومي"، وتطلب منهم بيانات خاصة وشخصية للغاية، ورغم أن ذلك غير معلن، إلا أنه يمكن استنتاجه بسهولة من أن إتمام عملية التسجيل وتلقّي الرد بالقبول أو الرفض يستلزم 24 ساعة. وتمرُ فيها تلك البيانات والملفات على الأجهزة الأمنية لتفحصها، وتختار منها الجمهور الملائم من وجهة نظرها، ثم ترد بالنفي أو الإيجاب على طلبات التسجيل.
في المقابل، تلقت "العربي الجديد" من مصادر رياضية، معلومات خاصة تُشير إلى أن التذاكر ستحمل أرقامًا بالمقاعد المخصصة لحاملها، وهو ما لم يكن متبعاً من قبل، حيث كانت المدرجات تقسم بالدرجات ويدخل جمهور كل درجة من بوابة مخصصة، ثم يجلس في أي مقعد يختاره.
وأضاف المصدر، أن هذا الإجراء الجديد جاء لتسهيل الوصول إلى المتسببين في أية أعمال شغب، حيث سيتم تحديد المدرج والمنطقة ورقم المقعد، باستثناء مدرجات الدرجة الثالثة فإنها لن تكون مرقمة، بل مقسمة إلى مناطق، وستتم كتابة اسم المنطقة على التذكرة.
إلا أن هذه الإجراءات التي كانت سرية بحسب المنظمين تنبأ بها جمهور مواقع "التواصل الاجتماعي"، حيث علّق أحدهم "موقع تذكرتي لحجز تذاكر كأس الأمم الأفريقية، طلبوا الرقم القومي وصورة البطاقة وصورة شخصية واسم الأم ثلاثي وفصيلة الدم! هل نحن بصدد حجز تذكرة مباراة أم حجز إجراء جراحة كلى في مستشفى.
ورغم التزامنا بكل تلك الإجراءات وإدخال كل تلك البيانات، لا بد من انتظار الموافقة الأمنية، واستلام الرقم السري المطلوب لحجز التذاكر، بدعوى التسهيل على المواطنين، لكنها في الحقيقة بداعي الحصول على ملفات أمنية للجمهور، خاصة جمهور الدرجة الثالثة والأولتراس".
ويُشار إلى أن قانون الرياضة الجديد الذي تمت الموافقة عليه رسميًا، في 31 أيار/مايو الماضي، حمل العديد من مواد العقوبات التي تستهدف تصيّد روابط المشجعين "الأولتراس"، التي دخلت في مواجهات متعددة مع الدولة، خلال الأعوام الماضية، وتسبب الصدام معها في قرار منع حضور الجماهير للمباريات.
وتساءل مشجع آخر عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "ليه موقع تذكرتي برعاية إعلام المصريين والأجهزة الأمنية والسيادية يطلبون اسم أمي ثلاثي كي أحجز تذكرة لماتش المنتخب"، ليتكرر رد متابعيه "لأن كشف تحريات الأمن الوطني يستلزم اسم الأم، من أجل تشابه الأسماء"، و"هذا إجراء طبيعي في أي استعلام أمني، في حال تطابق اسمك الرباعي".
اقــرأ أيضاً
يُذكر أن البطولة تُقام على 6 ملاعب في 4 محافظات، وهي استاد القاهرة واستاد السلام واستاد الدفاع الجوي وثلاثتهم في القاهرة، واستاد برج العرب في الإسكندرية، واستاد السويس في السويس، واستاد الإسماعيلية في الإسماعيلية.
وتم تقسيم الـ 24 منتخبًا إلى 6 مجموعات، تضم كل منها 4 منتخبات، يصعد منها الأول والثاني، إضافة إلى أفضل 4 منتخبات في المركز الثالث. بالإضافة إلى تنظيم مصر للدورة الـ 32 من كأس الأمم الأفريقية، فقد نظمت من قبل 4 نسخ سابقة أعوام 1959 و1974 و1986 و2006، وفازت مصر بلقبها 7 مرات، منها 3 مرات على أرضها، كأكثر المنتخبات الأفريقية تحقيقًا للقب.
ومن خلال تجربة صغيرة للدخول إلى الموقع وتسجيل بطاقة تعريف "FAN ID" التي تتيح بعد ذلك شراء التذاكر، كان التسجيل يتطلب معلومات وبيانات شخصية، بعضها منطقي مثل الرقم القومي "الهوية المصرية الرسمية"، وفصيلة الدم "تحسبًا لوقوع إصابات أو خلافه"، والجانب الآخر أمني بحت، مثل اسم الأم الثلاثي "منعًا لتشابه الأسماء".
وطُبقت هذه التجربة خارج مصر سابقاً، وتحديداً في دول أفريقية مثل الجزائر وتونس، وكانت البيانات المطلوبة أغلبها تلك الواردة في جواز السفر، وبعض البيانات الأخرى التي تشبه البيانات المطلوبة للحصول على تأشيرة زيارة. تلك البيانات تعيد إلى الأذهان مشهد فتح أي تحقيق رسمي في مصر يبدأ بالسؤال "اسمك وسنك وعنوانك".
ويبدو أن المعلن حتى الآن هو أن تلك البيانات المطلوبة هي لمحاربة السوق السوداء لبيع تذاكر المباريات، وبالفعل نوّهت شركة "تذكرتي"، المسؤولة عن البطولة والموقع، إلى أنه لا يمكن نقل ملكية تذاكر بطولة الأمم الأفريقية 2019 بعد شرائها إلى مشجع آخر بأي حال من الأحوال، وأنه إذا تم التحقق من التذكرة ووُجدت مع الشخص غير المعني فسوف يتعرض للمساءلة القانونية، وذلك حرصاً على التصدي لجميع محاولات البيع في السوق السوداء.
في هذا الإطار، تحدث محمد فضل، مدير بطولة كأس الأمم الأفريقية، عن "الإجراءات الصارمة" لمحاربة السوق السوداء لبيع تذاكر المباريات، حيثُ قال، في حديث لصحيفة "الأهرام" القومية الرسمية قبل شهر من الآن تقريباً: "إن السلطات ستتبع إجراءات جديدة صارمة لمنع بيع تذاكر بطولة الأمم الأفريقية في السوق السوداء، حيث ستقوم جهات سيادية بالإشراف الكامل على إجراءات بيع التذاكر الخاصة بالبطولة القارية".
وتُعتبر "الجهة السيادية" بمثابة الأجهزة الأمنية المعنية بإدارة الشأن القومي المصري، مثل المخابرات العامة، والمخابرات الحربية، وجهاز الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية (أمن الدولة سابقاً).
تلك الجهات السيادية تتعامل مع جمهور المباريات بمنطق "ملفات الأمن القومي"، وتطلب منهم بيانات خاصة وشخصية للغاية، ورغم أن ذلك غير معلن، إلا أنه يمكن استنتاجه بسهولة من أن إتمام عملية التسجيل وتلقّي الرد بالقبول أو الرفض يستلزم 24 ساعة. وتمرُ فيها تلك البيانات والملفات على الأجهزة الأمنية لتفحصها، وتختار منها الجمهور الملائم من وجهة نظرها، ثم ترد بالنفي أو الإيجاب على طلبات التسجيل.
في المقابل، تلقت "العربي الجديد" من مصادر رياضية، معلومات خاصة تُشير إلى أن التذاكر ستحمل أرقامًا بالمقاعد المخصصة لحاملها، وهو ما لم يكن متبعاً من قبل، حيث كانت المدرجات تقسم بالدرجات ويدخل جمهور كل درجة من بوابة مخصصة، ثم يجلس في أي مقعد يختاره.
وأضاف المصدر، أن هذا الإجراء الجديد جاء لتسهيل الوصول إلى المتسببين في أية أعمال شغب، حيث سيتم تحديد المدرج والمنطقة ورقم المقعد، باستثناء مدرجات الدرجة الثالثة فإنها لن تكون مرقمة، بل مقسمة إلى مناطق، وستتم كتابة اسم المنطقة على التذكرة.
إلا أن هذه الإجراءات التي كانت سرية بحسب المنظمين تنبأ بها جمهور مواقع "التواصل الاجتماعي"، حيث علّق أحدهم "موقع تذكرتي لحجز تذاكر كأس الأمم الأفريقية، طلبوا الرقم القومي وصورة البطاقة وصورة شخصية واسم الأم ثلاثي وفصيلة الدم! هل نحن بصدد حجز تذكرة مباراة أم حجز إجراء جراحة كلى في مستشفى.
ورغم التزامنا بكل تلك الإجراءات وإدخال كل تلك البيانات، لا بد من انتظار الموافقة الأمنية، واستلام الرقم السري المطلوب لحجز التذاكر، بدعوى التسهيل على المواطنين، لكنها في الحقيقة بداعي الحصول على ملفات أمنية للجمهور، خاصة جمهور الدرجة الثالثة والأولتراس".
ويُشار إلى أن قانون الرياضة الجديد الذي تمت الموافقة عليه رسميًا، في 31 أيار/مايو الماضي، حمل العديد من مواد العقوبات التي تستهدف تصيّد روابط المشجعين "الأولتراس"، التي دخلت في مواجهات متعددة مع الدولة، خلال الأعوام الماضية، وتسبب الصدام معها في قرار منع حضور الجماهير للمباريات.
وتساءل مشجع آخر عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "ليه موقع تذكرتي برعاية إعلام المصريين والأجهزة الأمنية والسيادية يطلبون اسم أمي ثلاثي كي أحجز تذكرة لماتش المنتخب"، ليتكرر رد متابعيه "لأن كشف تحريات الأمن الوطني يستلزم اسم الأم، من أجل تشابه الأسماء"، و"هذا إجراء طبيعي في أي استعلام أمني، في حال تطابق اسمك الرباعي".
يُذكر أن البطولة تُقام على 6 ملاعب في 4 محافظات، وهي استاد القاهرة واستاد السلام واستاد الدفاع الجوي وثلاثتهم في القاهرة، واستاد برج العرب في الإسكندرية، واستاد السويس في السويس، واستاد الإسماعيلية في الإسماعيلية.
وتم تقسيم الـ 24 منتخبًا إلى 6 مجموعات، تضم كل منها 4 منتخبات، يصعد منها الأول والثاني، إضافة إلى أفضل 4 منتخبات في المركز الثالث. بالإضافة إلى تنظيم مصر للدورة الـ 32 من كأس الأمم الأفريقية، فقد نظمت من قبل 4 نسخ سابقة أعوام 1959 و1974 و1986 و2006، وفازت مصر بلقبها 7 مرات، منها 3 مرات على أرضها، كأكثر المنتخبات الأفريقية تحقيقًا للقب.