الأزمات والإشاعات تحاصر اتحاد الكرة الجزائري

26 اغسطس 2018
مشاكل وأزمات تضرب الاتحاد الجزائري (Getty)
+ الخط -
يعيش اتحاد الكرة الجزائري على وقع الإشاعات وأزمات جديدة امتداداً لنفس الوضع الذي يعيشه الاتحاد منذ اعتلاء خير الدين زطشي سدة رئاسته خلال الجمعية العمومية الانتخابية التي جرت في شهر مارس/آذار من العام 2017 خلفا لمحمد روراوة الذي ترأس اتحاد الكرة لثلاث ولايات.

وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإلكترونية أخباراً عن حدوث أزمة بين المدير الفني الجديد للمنتخب الجزائري جمال بلماضي ومدير المنتخبات الوطنية حكيم مدان، حيث زعمت أن الأخير حاول التدخل في الصلاحيات الفنية للمدير الفني الجديد المعروف بعدم تقبله لمثل هذه الأمور فضلا عن صرامته وشدته. واضطر اتحاد الكرة لإصدار بيان بحسابه على "فيسبوك" للرد على ما وصفه بـ "الإشاعات والأخبار الكاذبة".

وبالعودة للتفاصيل، فقد انتشرت أخبار عن خلاف حاد نشب بين بلماضي ومدان مطلع الأسبوع الحالي، بسبب قيام الأخير بمنح بلماضي قائمة تضم حوالي 35 لاعبا من بينهم عدة لاعبين ينشطون بنادي أتلتيك بارادو الذي يملكه رئيس الاتحاد خير الدين زطشي، تمهيدا لإعداد قائمة اللاعبين الذين سيخوضون مباراة غامبيا في الثامن من شهر سبتمبر/أيلول المقبل في الجولة الثانية من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2019.

وزعمت ذات المصادر أن بلماضي أبدى غضبه من قيام مدير المنتخبات بمنحه هذه القائمة، معتبرا ذلك تدخلا في صلاحياته وأنه يرفض التدخلات "الفوقية" وأن تملى عليه الأوامر التي تدخل في إطار عمله الفني، وواصلت المصادر ذاتها تقول إن بلماضي قام بتمزيق القائمة في وجه مدير المنتخبات الوطنية قبل أن يغادر غاضباً.

وبالفعل، انتشرت هذه "الأخبار" كانتشار النار في الهشيم خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، ليقوم بعدها اتحاد الكرة بنشر بيان على حسابه في "فيسبوك" جاء فيه: "الاتحاد الجزائري لكرة القدم يحارب الإشاعات والأخبار الكاذبة"، ثم أضاف: "ينفي الاتحاد الأخبار التي أكدت وجود خلاف بين المدرب الوطني المُعين حديثا جمال بلماضي ومدير المنتخب حكيم مدان وتمزيق الأول للورقة التي تضم القائمة الموسّعة التي منحها له الثاني".

وتابع البيان: "هذه الأكاذيب الهدف منها التشويش على عمل الاتحاد، والبحث عن زرع البلبلة ولا يعقل أن يصدق البعض هذه الأقاويل، كون الناخب الوطني شخص محترف ولا يمكن أن يقدم على هكذا تصرف صبياني "تمزيق الورقة ورميها".

وختم البيان: "من جهته يؤكد الاتحاد أنه سيتصدى إلى هذا النوع من الأكاذيب عن طريق قسم الإعلام الخاص به، وقد يصل الأمر إلى فضح هؤلاء المشوشين، وسيحاول جاهدا أن يضع الجمهور الرياضي في قلب الحدث عن طريق الأخبار الصحيحة".

وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها استهداف اتحاد الكرة ومختلف الهيئات التابعة له، وهذا من قدوم زطشي لرئاسته في ربيع العام الماضي، وكثيراً ما وجهت القيادة الحالية أصابع الاتهام للقيادة السابقة برئاسة محمد روراوة الذي تم دفعه للرحيل وقتها والخروج من الباب "الضيق"، حيث تم اتهام هذه الأطراف باستغلال هشاشة وضعف الاتحاد الحالي في تسيير شؤون الكرة والمنتخبات الوطنية، قصد ضرب مصداقيته وإضعافه أمام الرأي العام إما عبر تسريب معلومات وأخبار صحيحة عن فضائح وأخطاء ترتكبها القيادة الحالية، وإما عبر تسريب الإشاعات وأخبار مغلوطة لنفس الغرض.

ونشبت "حرب باردة" بين الرئيس الحالي خير الدين زطشي وسلفه محمد روراوة، حيث وصل بهما الأمر إلى حد تبادل "التصريحات النارية"، ورغم الهدوء الذي ميز هذا "الصراع" في الأشهر القليلة الماضية، إلا أنه عاد ليندلع مجدداً وقد يكون أكثر حدة في المرحلة القادمة، خاصة بعدما أقدم اتحاد الكرة على "التهجم" بشكل غير مباشر على القيادة السابقة للاتحاد برئاسة محمد روراوة.

ونشرالاتحاد بيانا نهاية الأسبوع الماضي، يؤكد فيه تعرضه لعقوبة من طرف اتحاد الكرة الدولي بسبب خطأ فادح ارتكبته القيادة السابقة في الإجراءات المعمول بها لبرمجة مباريات ودية دولية، حيث عاقب "فيفا" الاتحاد الجزائري من خلال غرامة مالية تقدر بـ 6 آلاف فرنك سويسري على خلفية عدم إشعار "فيفا" ببرمجة لقائين وديين أمام موريتانيا في شهر يناير/كانون الثاني من العام 2017.
المساهمون