قياصرة اليونان أبطال أوروبا.. ذكرياتٌ تحفيزية في زمن كورونا

30 مارس 2020
نال منتخب اليونان لقبه الأول بتاريخه عام 2004 (Getty)
+ الخط -

لم تنسَ الجماهير الرياضية رفع معنوياتها بتذكر ما حدث خلال السنوات الماضية من إنجازات عالمية وعربية في مختلف البطولات، بعد الحجر الصحي المفروض عليها، بسبب تفشي فيروس كورونا الجديد، الذي حصد أرواح الآلاف من الأبرياء، ويواصل إصابته للأشخاص في الآونة الأخيرة.

وتعد الطريقة التي فاز فيها منتخب اليونان ببطولة "يورو 2004" إحدى أبرز المفاجآت الكروية في تاريخ الساحرة المستديرة الحديث، بعد أن استطاع تخطي كبار "القارة العجوز"، وحصد اللقب الأول في مسيرته على مر العصور.

وبالعودة بالزمن إلى التصفيات المؤهلة لبطولة "يورو 2004"، فإن منتخب اليونان فاجأ الجميع، عندما بلغ المسابقة القارية بشكل مباشر، بعد أن تصدر المجموعة السادسة، وإرغامها إسبانيا المرشحة الأوفر حظاً آنذاك لانتزاع بطاقة التأهل، على خوض مواجهة الملحق، ليعود "أحفاد الإغريق" مرة أخرى إلى إثبات أن وصولهم إلى دور المجموعات لم يكن محض صدفة، عقب تغلبهم على أصحاب والأرض والجمهور، منتخب البرتغال بهدفين من دون رد في المباراة الافتتاحية.



وخالف منتخب اليونان بقيادة المدرب الألماني المخضرم أوتو ريهاغل جميع الترشيحات والتوقعات والمراهانات، بعد أن فرض التعادل الإيجابي على نظيره الإسباني في مباراته الثانية بالمجموعة الصعبة، ليحصد بطاقة التأهل إلى ربع النهائي، على الرغم من خسارته في اللقاء الأخير أمام روسيا بهدفين مقابل هدف وحيد.



واستمر منتخب اليونان بمغامرته المثيرة، بعد أن استطاع الوصول إلى المربع الذهبي ببطولة "يورو 2004"، عندما نجح بالإطاحة بمنتخب فرنسا القوي حامل لقب "يورو 2000" بهدفٍ من دون مقابل، ما جعل المواجهة آنذاك تصنف بأنها إحدى أضخم المفاجآت التي حصلت في المسابقة القارية منذ انطلاقها عام 1960، لأن "الديوك" فشلوا بعد الهزيمة الغريبة من معادلة الرقم القياسي المسجل باسم ألمانيا بعدد مرات الفوز في البطولة.

 

واستطاع منتخب اليونان كتابة اسمه بأحرف من ذهب في بطولة "يورو 2004" في الرابع من شهر يوليو/تموز، بعد أن أصبح تاسع منتخب أوروبي يحقق لقب المسابقة القارية، عندما انتصر على منافسه البرتغالي في المواجهة النهائية بهدف من دون رد سجله النجم أنغلوس خاريستياس في الدقيقة (57)، من كرة رأسية إثر ركلة ركنية نفذها زميله باسيناس، وسط حسرة كبيرة من الجماهير البرتغالية، التي كانت تعقد آمالاً كبيرة على منتخب بلادها في منحها أول لقب دولي، بعدما كان المنتخب قد فشل في ثلاث مناسبات سابقة هي: بطولة أمم أوروبا عامي 1984 و2000 بخسارته أمام فرنسا في نصف النهائي، وكأس العالم عام 1966 عندما خرج على يد إنكلترا في الدور ربع النهائي، لكن رفاق النجم كريستيانو رونالدو رسموا البسمة على وجوه جماهيرهم في "يورو 2016"، عندما ظفروا باللقب القاري على حساب فرنسا مُستضيفة البطولة.



وحرم منتخب اليونان الجيل الذهبي للكرة البرتغالية، بقيادة الأسطورة لويس فيغو، وزميله المهاجم المخضرم روي كوستا، وفرناندو كوتو من منح اللقب إلى جماهيرهم، وإنهاء مسيرتهم الدولية بإنجاز تاريخي، على غرار ما فعلوه مطلع التسعينات، عندما أحرزوا لقب بطولة العالم للشباب في مناسبتين، بالإضافة إلى منع المدرب البرازيلي المخضرم فيليبي سكولاري من تحقيق ثنائية تاريخية (كأس العالم وبطولة يورو 2004).

كما فشل منتخب البرتغال بأن يجعل من 2004 عاماً برتغالياً 100 في المائة، بعد نجاح نادي بورتو في نيل بطولة دوري أبطال أوروبا في السنة نفسها، وبخاصة أن رفاق الأسطورة لويس فيغو استطاعوا الوصول حينها إلى المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخهم، إذ كانت أفضل نتيجة لهم في المسابقة القارية هي الوصول إلى نصف النهائي في عامي 1984، و2000، ما يجعلها ذكريات تحفيزية في زمن فيروس كورونا.

المساهمون