سعد الرميحي: حلم استضافة قطر للمونديال بدأ عام 1978

أنور الخطيب
أنور الخطيب
صحافي أردني. مراسل "العربي الجديد" في قطر.
11 أكتوبر 2016
1345BABA-8C92-4B0D-93AD-C4A325C18770
+ الخط -


ظل سعد الرميحي، الإعلامي المعروف، لسنوات طويلة قريباً من الأمير السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في كل المواقع التي عمل بها، وتقاعد من منصبه "سكرتير الأمير لشؤون المتابعة"، مع تولي الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الحكم في 25 يونيو/حزيران 2013، وواكب منذ البدايات، حلم تنظيم كأس العالم في قطر، والذي أصبح واقعاً، واستحقته قطر عن جدارة، بعد معركة صعبة وطويلة استمرت سنوات، حتى تكلل الجهد القطري بالنجاح.

لا ندعي أن الرميحي قال كل ما عنده عن هذه الملحمة التاريخية، والتي لا تزال فصولها تتوالى، بانتظار إطلاق صافرة البداية في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، فما زال في جعبته الكثير، فضّل الرميحي، كما يبدو، أن يودعه مذكراته التي يطمح إلى تدوينها.

عن قصة قطر مع حلم استضافة بطولة كأس العالم، والذي أصبح واقعاً ينتظر صافرة البداية كان هذا الحوار:

حلم استضافة قطر كأس العالم الذي تحقق في ديسمبر/كانون الثاني 2010، متى بدأ ومن هو صاحبه؟

حلم استضافة تنظيم المونديال لم يكن حلماً قطرياً، بل كان حلماً عربياً، سبق أن تقدمت المغرب ومصر لاستضافته ولم تحظ الدولتان بشرف الاستضافة لاعتبارات عديدة، ربما لأن المنافسة كانت شرسة، وربما لأن النظرة إلى الدول العربية مع الأسف الشديد كانت نظرة دونية من بعض الدول، على الرغم من وجود العديد من النجوم العرب، وبالذات من شمال أفريقيا ومن مصر الذين فرضوا أنفسهم نجوماً في الملاعب الفرنسية والألمانية والإنكليزية، مما يؤكد أن كرة القدم في العالم العربي تستطيع أن تقدم نجوماً كرويين، إلى جانب النجوم في المجال الفني؛ وأقصد في مجال التحكيم.

استضافة قطر كأس العالم كانت حلماً يراودنا جميعاً في قطر، والفضل في نجاحنا بذلك يعود لله تعالى، ثم يعود لصاحب الفكرة الذي تبناها وآمن بتحقيقها منذ عقود طويلة، صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وقد أكشف سراً ربما لا يعرفه الكثيرون رواه لي أحد أقرباء سمو الأمير، بأنه سمعه يتحدث عن استضافة قطر لكأس العالم عام 1978، وحينها ربما فكر بعضهم أن ذلك أشبه بالخيال.

الحقيقة كان هذا حلم وطموح شاب هو - الأمير الوالد - الذي كان آنذاك في العشرينيات من عمره، كان هذا شيئاً صعب التصديق آنذاك، لكن هذا الحلم يدلل على طموح وعلى رؤية، وأنه يسعى للوصول إلى أهداف معينة، ومن ضمن هذه الأهداف أن تكون قطر عاصمة للرياضة العالمية، وهو الهدف الذي تحقق بالفعل، فقد استضافت قطر جميع المسابقات العالمية، وفي مختلف الألعاب، ومنها التنس والفروسية والدراجات الهوائية، وكأس العالم لكرة اليد، والسباحة والهجن والألعاب الآسيوية وغيرها.

استضافة المونديال بدأت فكرة وحلماً، هل كانت ثمة مؤشرات على أن هذا الحلم وهذه الفكرة سيأخذان طريقهما إلى التحقيق؟

أريد أن أروي لك قصة حدثت في أحد أيام عام 1982، كنت أجلس مع سمو الأمير ليلاً، (وكان ولياً للعهد آنذاك) ومعنا نائب رئيس الوزراء ووزير الطاقة السابق عبدالله بن حمد العطية، نشاهد مباراة الكويت وكوريا الشمالية في دورة الألعاب الآسيوية في الهند في نيودلهي، واحتسب الحكم ضربتي جزاء لمنتخب الكويت؛ ضاعت الأولى، ونجح المنتخب الكويتي في تسجيل هدف من الضربة الثانية، ومن ثم فازت الكويت في المباراة، وبعد انتهاء المباراة قام لاعبو كوريا الشمالية بضرب الحكم ضرباً مبرحاً، فقرر الاتحاد الدولي إيقاف كوريا الشمالية عن اللعب دولياً عامين كاملين، وقد تضايق سمو الأمير مما حصل، ومن الأحداث التي رافقت المباراة، والتفت إليّ قائلاً "هذه الدورة، دورة الألعاب الآسيوية، بإمكان قطر تنظيمها"، فسارعت إلى القول "إن مشكلة قطر ودول الخليج في التنظيم مشاركة العنصر النسائي فيها، ووجود العنصر النسائي سيجعل ذلك صعباً علينا". فرد الأمير قائلاً "في كل زمن تحصل تغيرات وتحولات، أنا على ثقة أن قطر ستنظم دورة الألعاب الآسيوية". وهو ما تحقق بالفعل عام 2006، إذ تمكنت الدوحة من أن تكون عاصمة للألعاب الآسيوية، وليس العربية فحسب، بعد أن نالت سنة 2000، في اجتماع بوسان في كوريا الجنوبية وبالإجماع، شرف تنظيم الألعاب الآسيوية.

وهناك قصة أخرى تؤكد أن طموح استضافة المونديال مستمر، إذ كانت أمامنا فرصة لا تعوض وتحتاج إلى شجاعة في اتخاذ القرار وشجاعة في التنفيذ، عندما اعتذرت نيجيريا عن تنظيم كأس العالم للشباب في إبريل/نيسان عام 1995، بسبب انتشار الأوبئة والأمراض فيها، وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم يبحث عن دولة تستطيع أن تتكفل كأس العالم للشباب، فلبّت قطر النداء. إذ طلب سمو الأمير الوالد من محمد بن همام أن يبلغ الاتحاد الدولي بأن قطر قادرة على تنظيم البطولة ولو بقي لبدايتها 21 يوماً. وفعلا أعطى الاتحاد الدولي الموافقة على الرغم من أنهم كانوا يشكون في قدرة قطر على تنظيم البطولة، بهذه السرعة، وخلال واحد وعشرين يوما كان افتتاح كأس العالم للشباب في الدوحة، وكانت قطر تلعب مع منتخب روسيا في الافتتاح.

مما بقي في الذاكرة عن استضافة قطر لكأس العالم للشباب عام 1995 اتصال ناصر المبارك العلي بي ودعوتي لاجتماع في مكتبه باللجنة الأولمبية، حيث قال لي سننظم كأس العالم للشباب، ونحن نشكل لجاناً وأريدك أن تكون رئيساً للجنة الإعلامية.

وقد زارنا رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جواو هافيلانج، ونائبه وقتها جوزيف بلاتر، وكان برفقتهما وزير الإعلام آنذاك الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري في المركز الإعلامي الذي أقيم للبطولة، واستطعنا تجهيزه في فترة قصيرة، وبارك لنا هذا الإنجاز ووجود كوادر شبابية في المركز الإعلامي والمراكز الإعلامية الموجودة في الملاعب. ما أريد قوله إننا نجحنا نجاحاً كبيراً في تنظيم هذه البطولة، وأكدنا أن قطر تستطيع أن تنظم بطولات عالمية، حتى لو كان الوقت قصيراً.

وما أريد قوله أيضاً إن هذه كانت مؤشرات على أن قطر سوف تنظم كأس العالم، وهو الحلم الذي حققه سمو الأمير الوالد، والذي اتخذ قراراً بأن تستضيف الدوحة حدثين عالميين؛ الألعاب الأولمبية وكأس العالم، وقدمنا مرتين لاستضافة الألعاب الأولمبية ولم يحالفنا الحظ، وكان القرار الصائب بتقديم ملف متكامل لاستضافة كأس العالم 2022، وهو ما نجحت قطر في تحقيقه.

التحدي كان كبيراً

بالفعل كان تحدياً كبيراً لكن التجربة كانت ممتعة وشاقة ومثيرة، وإقناع العالم بحق هذه المنطقة في أن تستضيف كأس العالم كان أكثر إثارة، وإقناع أعضاء اللجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي لكرة القدم بقدرة قطر على استضافة هذا الحدث العالمي كان مهماً جداً، ونجحنا في تقديم ملف يحتوي كل إمكانات دولة نامية في منطقة، يحيط بها الصراع وتكثر حولها المشاكل، حيث برزت دولة صغيرة لكنها كبيرة الطموح، إذ كانت المنافسة شرسة مع دولة كبيرة؛ الولايات المتحدة، لكن لن ينسى العالم العربي والمخلصون في هذه الأمة تاريخ 2 ديسمبر/كانون الأول عام 2010، حينما أعلن جوزيف بلاتر أن الدولة التي ستنظم كأس العالم 2022، هي قطر.

حدثنا عن هذا اليوم، ماذا يعني بالنسبة إليك؟

هذا يوم تاريخي، يوم رائع، يوم جميل، وتتويج للجهود التي بذلها سمو الأمير الوالد، وسمو الأمير الشيخ تميم، وسمو الشيخ جاسم بن حمد، والشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء السابق، والشيخ محمد بن حمد، وأعضاء لجنة المونديال وحسن الذوادي، وباقي الشباب والشابات الذين بذلوا جهداً خارقاً وكبيراً، وكذلك لا ننسى دور محمد بن همام، والذي لعب دوراً مؤثراً في هذا المجال، الجميع عمل وبذل جهداً لإقناع العالم باحتضان قطر هذا الحدث العالمي.

موعد البطولة

بطولة كأس العالم 2022 التي ستقام في قطر ستكون فريدة من نوعها، من حيث التوقيت، إذ ستقام في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول، وليس في الموعد المعتاد لمثل هذه البطولات في فترة الصيف.

عندما فزنا بحق تنظيم كأس العالم 2022 قلت، في مقابلة على قناة الكأس، إن المعركة الأولى في نيل شرف تنظيم كأس العالم انتهت بفوزنا، لكن أمامنا المعركة الأخرى الأهم وهي أن نغيّر موعد البطولة إلى نوفمبر/تشرين الثاني أو ديسمبر/كانون الأول. فكأس العالم تقام عادة في شهر يونيو/حزيران، والطقس في قطر في هذا الشهر يكون حاراً ورطباً وغير ملائم لكأس العالم، وبطولة كأس العالم ليست كرة قدم فحسب بل ثقافة وحضارة وتقاليد وعادات وفنون، والمعركة التي يجب أن نخوضها هي كيف نقنع العالم بأن تقام البطولة في شهر ملائم، وهذا ما تحقق، وهنا أودّ أن أتقدّم بالشكر إلى الاتحاد الدولي الذي تفهّم هذه الظروف، واتخذ القرار بأن يكون تنظيم البطولة في شهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول حيث يكون الطقس في دول الخليج وفي قطر طقساً جميلاً ومناسباً لزيارة الأماكن السياحية والترفيهية، والتعرّف إلى عادات وتقاليد قطر وزيارة مدنها وبلداتها بسهولة، من خلال الحافلات والسيارات والمترو وبفترة زمنية قصيرة، أنا على يقين إن شاء الله بأن بطولة 2022 ستكون الأجمل والأحسن في تاريخ بطولات كأس العالم.

لكن كانت هناك معارضة لاستضافة البطولة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول، وقطر نجحت في نيل حق الاستضافة، بعد أن حلت مشكلة الحر والرطوبة بتكييف الملاعب.

فعلاً، ولقد أجريت تجربة أمام أعضاء اللجنة التنفيذية، إذ جرى تكييف ملعب السد خلال مباراة أقيمت في فترة الصيف، ونجحت الفكرة، لكن كما قلت، كأس العالم ليس كرة قدم فقط، والمعارضة لاستضافة كأس العالم في شهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول كان من إنكلترا فقط، لوجود بطولات محلية فيها بهذا التوقيت، لكن ما المانع أن تؤجل المسابقة المحلية لمدة شهر واحد فقط؟ شجع هذه المنطقة التي تشهد صراعات جمة، شجع الناس، ساعدهم، كرة القدم تجمع الناس وتوحّدهم، والحمد لله نجح اقتراح إقامة البطولة في شهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول.

متى اتخذ القرار في قطر رسمياً للتقدم بطلب استضافة كأس العالم 2022؟

عام 2002، بعد انتهاء بطولة كأس العالم في كوريا الجنوبية واليابان، إذ تم تشكيل لجنة تخاطب الاتحاد الدولي لكرة القدم برغبة قطر في تنظيم كأس العالم، وعندما تتخذ قراراً بتنظيم كأس العالم يجب أن تكون لديك بنية تحتية كاملة؛ ملاعب وطرق ومنشآت وفنادق، وأنت لا تستطيع أن تنشئ ملاعب ضخمة من دون موافقة على الاستضافة، والموافقة جاءت عام 2010.

لماذا جرى اختيار المنافسة على استضافة بطولة 2022 وليس بطولة 2018؟

حتى يكون هناك متسع من الوقت لتنفيذ المشاريع المرتبطة بكأس العالم، نحن قدمنا ملف الاستضافة للاتحاد الدولي لكرة القدم، والتزمنا بتوفير كل التجهيزات اللازمة للاستضافة، ووافقنا على جميع الشروط القاسية، ومن ضمن هذه الشروط أنك لا تستطيع أن تمنع مشاركة أي فريق يتأهل للبطولة، ولو تأهل "منتخب إسرائيل"، فلن نستطيع منعه من المشاركة، لأنه لا توجد علاقات دبلوماسية معها أو أننا في حالة حرب معها، هذه هي شروط الاتحاد الدولي لكرة القدم، وحدث ذلك عام 1999، في كأس العالم لكرة اليد، إذ جاء "منتخب إسرائيل" وشارك في البطولة بعد تأهله.

متى أيقنت أن قطر ستفوز بتنظيم كأس العالم 2022؟

التوفيق بيد الله تعالى، قطر قامت بكل المطلوب منها وقدمت ملفاً متميزاً، وبقي تصويت الأعضاء الـ 24 الذين هم أعضاء اللجنة التنفيذية، المطلوب أن تقنعهم بملفك وقدرتك على تحقيق وعودك، وقطر عندما تعد تفي بوعودها، فالفيلم الذي أعدته قطر، وأشرف عليه الشيخ جاسم بن حمد، كان رائعاً إلى أبعد الحدود. وحقيقة أقولها للتاريخ إن كلمة التقديم التي قدمتها الشيخة موزا بنت ناصر كانت رائعة ومؤثرة جداً. أحد أصدقائي عندما شاهد العرض والتقديم اتصل بي وقال أنا على يقين بأن قطر ستفوز بشرف تنظيم كأس العالم، أما أنا فقد كنت واثقاً من الفوز وواثقاً أن بلاتر سيعلن فوز قطر.

في الجولة الأخيرة كانت المنافسة بين قطر والولايات المتحدة الأميركية، هل راودتكم شكوك بإمكانية ذهاب التنظيم إلى الولايات المتحدة؟

الولايات المتحدة سبق لها أن نظمت كأس العالم عام 1994، لماذا نعطيها حق التنظيم مرة أخرى؟ وقطر لم تنل ذلك سابقاً، ما يجب أن تدركه أن عضوية جميع الدول متساوية في الاتحاد الدولي لكرة القدم، لا فرق بين عضوية قطر وعضوية الولايات المتحدة الأميركية.

ولكن بعد فوز قطر بالاستضافة وخسارة الولايات المتحدة، وصف الرئيس باراك أوباما فوز قطر بالاستضافة بأنه قرارخاطئ، كيف كان الرد الفعل الرسمي القطري؟

أبلغ تعبير عن هذا الموقف الذي تراجع عنه الرئيس الأميركي، ما قاله سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عندما كان في المطار لاستقبال الوفد القطري القادم من سويسرا، فقد رد على هذا السؤال لصحافي أجنبي بالقول "إنها زلة لسان". وكان رداً بليغاً ومقنعاً، ونحن نعتبرها زلة لسان، فهو لم يكن يتوقع أن دولة صغيرة تنتصر على بلاده، ولا نعطي لموقفه أكبر من حجمه، ونحن نتمتع بالروح الرياضية.

نودّ أن تحدثنا عن الاستقبال الحافل للوفد القطري، العائد من سويسرا، بعد الفوز باستضافة المونديال، والفرحة العارمة التي غمرت الجماهير.

الفرحة لم تكن في قطر فقط، بل عمّت أرجاء العالم العربي، فقد شهدنا مسيرات الفرح في قطر والإمارات والجزائر والمغرب والسودان، الأمة العربية كانت فرحة بهذا الإنجاز الذي تحقق والحمد لله. ما شهدته الدوحة وعدد من العواصم العربية شيء أشبه بالخيال، ما أذكره أن سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، سافر من سويسرا إلى الجزائر في زيارة رسمية بعد حصول قطر على حق استضافة كأس العالم، وقد فاجأ الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة سمو الأمير الوالد بإحضار "كيكة" إلى المطار للاحتفال بهذا الإنجاز التاريخي، وسمو الأمير الوالد اعتبر هذا الفوز فوزاً للعالم العربي في كلمة بليغة أكدت حبه لأمته، إذ اعتبر الانتصار انتصاراً عربياً.

ماذا تعني استضافة قطر كأس العالم 2022 بالنسبة إليك؟

هذا حدث تاريخي من الصعب أن يتكرر، تخيّل لقد دخل على موقع "غوغل" 35 مليون شخص بعد إعلان فوز قطر بتنظيم كأس العالم 2022، من أجل أن يعرف معلومات عن قطر. استضافة قطر ستحقق مكاسب اقتصادية واجتماعية كبيرة، ويكفي أن أكثر من مليار ونصف المليار سيتسمرون أمام شاشات التلفاز لمشاهدة افتتاح وختام كأس العالم، وهذه فرصة لكي نقدم بلدنا ونقدم ديننا وثقافتنا وتراثنا وعاداتنا وتقاليدنا كأمة عربية وإسلامية جميلة للعالم، وهذا مكسب كبير.

واجهت قطر هجوماً وعاصفة من الانتقادات ومطالبات بسحب كأس العالم منها لمدة ثلاث سنوات متواصلة، ما هو تفسيرك لهذا الهجوم الشرس؟

عندما تقدمنا لنيل حق تنظيم كأس العالم 2022 كنا على يقين بأن هناك دولاً قوية ستحاربنا، وستحاول أن تمنعنا من نيل هذا الشرف، وإذا نلناه، وهو ما حصل فعلاً، ستحاول هذه الدول تشويه سمعتنا والهجوم علينا، ووضع العراقيل أمامنا، وكان ذلك اختباراً لقدرتنا على الصمود والتحدي في المضي قدماً في القرار، والقيادة في قطر قادرة على خوض هذا التحدي.

الهجوم على قطر كما تعرف ركّز على قضيتين؛ الأولى حقوق العمال، والثانية اتهام قطر بتقديم رشاوى للفوز بحق تنظيم كأس العالم.

الهجوم على قطر كان شرساً، والهجوم الإعلامي على الأخص، وقد وجّهنا دعوات لزيارة قطر لمن يشاء ويريد الاطلاع على الحقيقة، ما أريد قوله هنا، حول حقوق العمال، إننا لا نستطيع أن نغيّر القوانين في يوم وليلة، نحتاج وقتاً ونحتاج فترة انتقالية، لقد حلت معظم القضايا العمالية وغيّر الكثير من القوانين والتشريعات، وجرى التأكيد على حقوق العمال، وعملت الجهات المعنية على حماية حقوقهم ومتابعة قضاياهم، خاصة ما يتعلق منها بالسكن وساعات العمل والرواتب والأجور، والأمور أصبحت في صالحهم. والأهم من ذلك أن الشريعة الإسلامية لا تسمح بإلحاق الضرر بعامل أو انتهاك حقوقه أو اضطهاده، والواجب علينا، كمسلمين، أن نعاملهم بأخلاق الإسلام، هم أخذوا حقوقهم ولا يوجد انتهاك لحقوقهم، والجهات المسؤولة تتابع أوضاعهم عن كثب.

أما قصة الرشاوى فقد ثبت للاتحاد الدولي أنها مغالطات وافتراءات ولا تمت إلى الواقع بشيء. وسائل الإعلام الغربية كتبت ونشرت ولكنها في النهاية خسرت، وباءت بالفشل ولم تستطع إثبات الاتهامات. نحن أمامنا هدف تنظيم كأس العالم، ونعمل لأجل ذلك، ونتطلع في هذه الدورة إلى احتضان الشعوب واللقاء بها على أرض قطر.

هل ذهب محمد بن همام ضحية لاستضافة قطر كأس العالم 2022؟

محمد بن همام، لم يكن ضحية لاستضافة قطر المونديال أبداً، محمد بن همام خدم الحركة الرياضية محلياً وعربياً وآسيوياً ودولياً، ونال شرف أن يكون رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وسعى بكل نية صادقة إلى تطوير كرة القدم في آسيا، وترك بصمات قوية على كرة القدم في آسيا، واختير لعضوية اللجنة التنفيذية، وكانت تربطه علاقات قوية مع رئيس الاتحاد الدولي السابق لكرة القدم جوزيف بلاتر، وأنا شاهد على أنه كان لمحمد بن همام ولقطر دور قوي ومؤثر في فوز جوزيف بلاتر عام 1998 برئاسة الاتحاد الدولي لكرة قدم.
لقد كان لدى محمد بن همام طموح أن يكون رئيساً للاتحاد الدولي لكرة القدم، وهو حق لكل شخص تنطبق عليه الشروط، لكن هناك قوى ولوبيات ترفض ذلك.

طموح محمد بن همام طموح كان واسعاً وكبيراً، وفكرة ترشحه لرئاسة الاتحاد جاءت بعد فوز قطر بحق تنظيم المونديال، فقدّم أوراقه للترشيح، ومن حقه أن يقدّم أوراقه، فأثيرت ضده زوبعة كبيرة وجرى إيقافه بطريقة أقل ما يقال عنها إنها غير لائقة، وهو أكثر رجل ظلم، لكن عدالة السماء كبيرة، ودائماً أبواب السماء مفتوحة لكل مظلوم، سجلّه نظيف وسيظل نظيفاً، وسيبقى رمزاً من رموز كرة القدم الآسيوية، ليس العربية أو القطرية فقط، وإن شاء الله سيعود وسيكون له دور فعال في مسيرة كرة القدم العالمية.

ذات صلة

الصورة
الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني والدكتور عزمي بشارة يشاركان بحفل التخريج (العربي الجديد)

مجتمع

احتفل معهد الدوحة للدراسات العليا بتخريج الفوج الثامن من طلبة الماجستير بحضور رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني
الصورة
أصيب حسن وأحمد في قطاع غزة (حسين بيضون)

مجتمع

قلما ينجو فلسطيني في غزة من صواريخ مسيّرات الاحتلال التي يطلق عليها محلياً اسم "الزنانة"، وكان من بين ضحاياها الشابان حسن أبو ظاهر وأحمد بشير جبر.
الصورة
سورلينغ

رياضة

حلت السويدية بيترا سورلينغ، رئيسة الاتحاد الدولي لكرة الطاولة، ضيفة على "العربي الجديد"، للحديث عن النسخة المقبلة لبطولة العالم، التي من المقرر أن تقام بالدوحة.

الصورة
كأس آسيا شهدت نجاحاً كبيراً (العربي الجديد/Getty)

رياضة

وصلت رحلة بطولة كأس آسيا لكرة القدم لنهايتها، وشهدت تتويج منتخب قطر باللقب بعد الفوز في النهائي الذي أقيم على استاد لوسيل أمام المنتخب الأردني بنتيجة 3-1.

المساهمون