هل غيّر بلماضي توجه الاتحاد الجزائري؟

05 مارس 2020
جمال بلماضي مدرب المنتخب الجزائري (Getty)
+ الخط -
بعد سنوات من القطيعة بين الاتحاد الجزائري واللاعبين مزدوجي الجنسية، وعقب تعيين المكتب الفدرالي الجديد بقيادة الرئيس خير الدين زطشي، جاء هذا الأخير بمشروع مغاير لسابقه محمد روراوة، الذي كان يعتمد كلياً على "المُنتَج" الفرنسي ونظام تغيير الجنسية الرياضية، أو ما سُمِّي وقتها "قانون البهاماس".

وركّز الاتحاد الجزائري على عملية التكوين عبر مختلف المراكز، بداية بانطلاق مركز خميس مليانة هذا الموسم، ومركزي سيدي بلعباس والنعامة، اللذين سيدخلان حيّز العمل بداية من الموسم المقبل، فضلاً عن الأكاديمية التي قاربت عملية تشييدها مرحلة متقدمة في مدينة تلمسان، والتي ستكون نسخة طبق الأصل عن المركز التقني الذي يعسكر فيه منتخب الجزائر بسيدي موسى.

وجاء هذا التغيير في الأيام القلية الماضية، حيث تعاقد الاتحاد الجزائري مع كشافين في فرنسا، لمراقبة اللاعبين مزدوجي الجنسية، وتكوين منتخب وطني على أراضي المهجر، لربح الوقت وتفادي انتقال اللاعبين إلى الجزائر، لعدم الدخول في مشاكل إدارية مع أندية اللاعبين، خاصة أن قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم لا تُرغم الأندية على تسريح لاعبي هذه الفئات، كما هو الحال مع لاعبي المنتخب الأول.

الأمر نفسه جرى مع اللاعبين الناشطين في كندا، حيث حلّ فريق مكون من لاعبين ذوي أصول جزائرية للعب مباريات ودية مع مختلف الأندية المحلية، وهي الجولة التي هدفها تقريب هؤلاء الشبان من موطنهم الأصلي، وخلق علاقة وطيدة معه، وستُؤتي أكلها مستقبلاً في عملية اختيار المواهب الناجحة للمنتخب الأول الذي سيحملون قميصه.

وربط معظم العارفين بأمور الكرة الجزائرية هذه التغييرات على مستوى سياسة الاتحاد، بتأثير المدرب جمال بلماضي، الذي يعتبر من فئة مزدوجي الجنسية، الذين اختاروا تمثيل الجزائر مطلع هذا القرن، ما جعله يؤثر في قرارات الرئيس خير الدين زطشي، خاصة أن بلماضي بات الشخصية الأكثر قرباً من رئيس الاتحاد، وبات هذا الأخير يستشيره في كل كبيرة وصغيرة.

تأثير بلماضي، أو حمى بلماضي إن صح التعبير، لم يعد يقتصر على المنتخب الأول فقط. فبعد أن قام بهيكلته وإعادته إلى السكة الصحيحة، بتحقيق التاج القاري، والحفاظ على أطول سلسلة من المباريات دون هزيمة، بمزيج من اللاعبين خريجي البطولة المحلية ومزدوجي الجنسية، فإن التشكيلة التي عادت بالتاج الأفريقي من مصر، كان قوامها مناصفة بين الفئتين، بل تجاوز رفاق محرز إلى مختلف الفئات السنية الأخرى.

التحول الكبير الآن سيقود المنتخبات الوطنية بكل فئاتها السنية إلى تكرار ذات تجربة المنتخب الأول، دون أي تطرف لأي فئة، فالأحسن والأكثر جودة وجاهزية وموهبة لا بد أن تفتح له أبواب المنتخب، لأن الجميع يتشارك في الجنسية الجزائرية، والجزائر أقوى بكل أولادها. فالعمل القاعدي في الجزائر يمكن أن يعطي الجزائر عشرات عطال وبلعمري وبونجاح، والعمل مع مزدوجي الجنسية سيعطي حتماً الكثير من محرز وفغولي ومبولحي، وسيغني الجزائر عن انتظار لاعبين على شاكلة عوّار، ولن يضيع الكثير من أمثال بنزيمة وفقير.
دلالات
المساهمون