نجح النجم الويلزي غاريث بيل جناح نادي ريال مدريد الإسباني، بتوريط المدرب زين الدين زيدان، الذي أعلن عن قرب رحيله في سوق الانتقالات الصيفية الماضية، لكنه صدم جماهير "الملكي" بالتراجع عن جميع تصريحاته الصحافية بعد الإبقاء عليه في صفوف الفريق بالموسم الحالي.
وكان غاريث بيل قريباً من الانتقال إلى جيانغسو سونينغ الصيني في "الميركاتو" الصيفي الماضي، لكن المفاوضات توقفت عقب إصرار إدارة الريال على دفع جميع رسوم انتقال الجناح الويلزي، الذي وافق على رحيله بصفقة انتقال حر.
وبات المدرب الفرنسي زيدان يدافع عن بيل في جميع مؤتمراته الصحافية، ويعتبره أحد الأعمدة الأساسية في ريال مدريد، لكن الأرقام تؤكد أن المدير الفني لا يُعول كثيراً على الجناح الويلزي، بعدما شارك في 14 مباراة فقط في الموسم الحالي بالليغا، وتمكن من تسجيل هدفين وصنع مثلهما، فيما لعب في مواجهتين فقط بدوري أبطال أوروبا، وظهر مرة واحدة بكأس إسبانيا.
ورغم إصابة النجم البلجيكي إيدين هازارد في المرة الأولى، وابتعاده عن الملاعب لفترة طويلة، لم يشارك بيل كأساسي في تشكيلة ريال مدريد سوى في 11 مرة، فيما لعب كبديل في ثلاث مباريات، ما يعني أن الجناح الويلزي مُستمر بالابتعاد عن التألق، الذي غاب عنه منذ موسمين كاملين.
وأصبح مجرد ذكر اسم بيل بين جماهير ريال مدريد أمرا يثير الجدل الكبير، لأنه غير مرغوب به من قبل قطاع كبير من مشجعي "الملكي"، وبخاصة بعدما استفز مشاعرهم عندما حمل شعار "ويلز. غولف. مدريد"، عندما احتفل بتأهل منتخب بلاده إلى بطولة "يورو 2020"، لكنه رفقة وكيل أعماله مصران على البقاء حتى نهاية عقده مع "الميرينغي"، وتحدي الجميع من دون الشعور بالذنب أو تقديم توضيح صريح، ليزداد الضغط بعدها على زيدان.
وتعالت أصوات جماهير ريال مدريد في الفترة الأخيرة، بضرورة عدم إعطاء بيل الفرصة نهائياً، لأنه فقد الثقة بنفسه، ويضيع على عدد من النجوم الشباب الظهور بشكل جيد مع الفريق في المباريات الحاسمة، بسبب غياب تركيزه الواضح في المواجهات التي يخوضها، وآخرها كان في مواجهة مانشستر سيتي بذهاب دور (16) في دوري أبطال أوروبا، التي خسرها "الملكي" بهدفين مقابل هدف وحيد.
ومع تجدد إصابة إيدين هازارد، الذي سيغيب طويلاً عن الملاعب، تزداد فرصة بيل بالمشاركة في "كلاسيكو" الأرض، الذي سيستضيفه ملعب "سانتياغو بيرنابيو" أمام الخصم التاريخي برشلونة، لكن في حال تقديمه لأداء متواضع وخسارة ريال مدريد للمواجهة، فإنه سيضع زيدان في موقف خطير للغاية.
وربما سيجد زيدان نفسه خارج أسوار ملعب "سانتياغو بيرنابيو" في حال خسارة "الكلاسيكو" أمام برشلونة، وابتعاد الأخير بصدارة الدوري، لأن الفريق بات يُعاني من سوء النتائج، بعد التعادل أمام سيلتا فيغو بهدفين لمثلهما، والخسارة المفاجئة أمام ليفانتي بهدفٍ نظيف في الليغا، بالإضافة للهزيمة أمام "السيتي" في "الأبطال"، لذلك فإن المستوى الذي سيظهر به بيل في اللقاء سيكون المقياس لحجم الورطة التي وضعها الجناح الويلزي للمدرب الفرنسي. فهل يدفع الاثنان ثمن ما حدث في الصيف الماضي؟