(كتاب ميسي 1).. ميسي الذي نجا من الموت جنيناً

16 فبراير 2016
+ الخط -

يستكمل "العربي الجديد" تقديم سلسلة مقالات (عصير الكرة) عن أفضل وأبرز ما كتب حول أسرار الساحرة المستديرة وعالم نجومها، ونبدأ معاً الكتاب الخاص بالنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي.

في الرابع والعشرين من يونيو/حزيران 1987 ووسط أزمة اقتصادية وسياسية كانت تعصف بالأرجنتين، وبعد عام تقريبا من رفع مارادونا كأس العالم في الأرجنتين ولد ليونيل أندريس ميسي، ولكن قدومه للحياة لم يكن بهذه السهولة.

كانت العائلة في حالة قلق لأن الأطباء أخبروهم أنه ربما توجد حاجة لاستخدام أسلوب التوليد بالشفط عن طريق الملقط الطبي، وهو الأمر الذي كان ربما تنتج عنه وفاة الجنين، ولكن لحسن الحظ لم يحدث الأمر.. القلق كان فقط بسبب تغير لون بشرة الطفل عن المعتاد، ووجود انثناء في الأذن، قال المختص نوربرتو أوديتو للعائلة إنه سيزول بعد أيام وهو ما حدث بالفعل.

أظهر الابن الثالث لخورخي ميسي وسيليا كوتشيتيني منذ الصغر أنه كان مختلفا، ولم لا؟ الأمر لا يتعلق فقط بأنه بدأ السير وعمره تسعة أشهر، بل بأنه كان دائما يتبع الكرة في أي مكان مع أخويه بمنزل العائلة في مدينة روساريو.. ليس هذا فقط بل كان يتجرأ على الخروج للشارع لأن باب منزل العائلة كان دائما مفتوحا.

مرت دراجة هوائية واصطدمت بذلك الطفل في أحد الأيام، لقد بكى كثيرا ولكنه لحسن الحظ لم يصب بأذى.. لقد كان ذراعه متورما بعض الشيء وكان هذا الأمر قبل عيد ميلاده الأول بقليل، ذلك الذي حصل فيه على قميص نيويولز أولد بويز ثم حصل بعدها بعامين في عيد ميلاده الثالث على أول كرة تخصه.

أصبح عمر ميسي أربعة أعوام وبدأ في الخروج ولعب الكرة في الشارع مع الأقارب وحول هذا الأمر يقول في حوار مع مجلة (سوهو) الكولومبية "كانت والدتي تتركني أخرج للعب الكرة، ولكن أنا كنت الأصغر بين الجميع، لذا كانت تراقبني دائما عن بعد".

كان ليو ينام دائما والكرة بين أحضانه أو بالأدق بين قدميه.. أفضل نوم يحصل عليه كان حينها، إذا ما حاول أحدهم تحريك الكرة كان يشعر بالقلق، كما لو كانت تشعره بنوع من الطمأنينة، الكرة بالنسبة له كانت مثل الخبز.. يجب أن تكون في أي وجبة.

حينما كانت والدته ترسله لقضاء حاجة للمنزل، لم تفارقه الكرة أيضا وكانت الشرط واضحا ومعروفا "إذا لم يسمح لي بأخذ الكرة، فلن أذهب".. في بعض الأحيان كان يرضخ، ولكنه كان يجد حلا كان يبتكر كرة من الحقائب أو الجوارب أو أي شيء.

يكشف خورخى عن اللحظة التي بدأ الجميع في إدراك موهبة ليو في حوار ويقول "كنت ألعب مع كل أبنائي في الشارع وابني رودريغو كان يسير بها، ليو كان في المنتصف يلاحقه وفي لحظة ما مد قدمه وانتزعها، جميعنا شعرنا بالدهشة ونظرنا إلى بعضنا، لم يقل له أحد أبدا كيف يمكن يفعل هذا، لقد كانت تصرفا طبيعيا من جانبه".

يضيف خورخى "حينما كان عمره أربع سنوات اتفق الجميع أنه كان مختلفا، كان ينفذ مهارات أكبر من سنه وينام بالكرة أسفل قدمه، لم يمكننا تصديق هذا، كبر قليلا وبدأ في اللعب مع من هم أكبر سنا منه بخمس وسبع سنوات، ولكنه كان قادرا على الرقص بهم جميعا، إنها موهبة، شيء ولد معه".

لم يكن ليو، ذلك الفتى الذي كان دائما الأصغر حجما بين الجميع، والأكثر مهارة بينهم، يحب أبدا الخسارة، لا في كرة القدم ولا غيرها حيث تقول والدته سيليا كوتشيني "حينما كنا نلعب بالأوراق، إذا خسر كان يبعثرها كلها، شخصيته قوية للغاية، وأعتقد أنه اكتسبها مني ووالده".

يعترف ميسي بنفسه بهذا الأمر، حيث يقول في حوار نشرته صحيفة (الغرافيكو) "في مرة تشاجرت مع ابن عمي في منزله بسبب اللعب، كانت جدتي موجودة أيضا، الجميع كانوا ضدي وعاقبوني بإخراجي من المنزل، حينها بدأت في إلقاء الحجارة على الباب وركله".

المساهمون