ميركاتو الوسط.. الرهان الجديد بين برشلونة وريال مدريد

02 يناير 2016
+ الخط -


انتهى عام 2015 بكل ما يحمله من انتصارات وانكسارات، ودخل العام الجديد أيامه الأولى، ليستمر الصراع التاريخي بين الغريمين برشلونة وريال مدريد، في سباق الحصول على ألقاب السنة الحالية، والعين على الأهم بكل تأكيد، الليغا وعصبة الأبطال، لذلك يفكر كل مدرب في الاستفادة القصوى من تشكيلة فريقه، بالإضافة إلى تحديد مواطن القوة ونقاط الضعف، من أجل تقييم المجموعة ككل، ومحاولة إضافة أسماء جديدة في الميركاتو الشتوي، الذي يبدو مشتعلا رغم برودة الأجواء في القارة العجوز.

أفكار إنريكي
خرج لويس إنريكي بفريقه إلى بر الأمان في النصف الأول من موسم 2015-2016، فالمدرب الشاب واجه صعوبات بالغة، نتيجة عقوبة الفيفا بالحرمان من التعاقدات، والإصابات المتكررة لنجوم البارسا، لذلك لعب البلاوغرانا بقائمة قليلة من الأسماء على مدار الدور الأول، لكنه لم يبتعد عن الصورة في البطولة الإسبانية.

يفضل لوتشو فكرة المداورة، أي استخدام أكبر قدر ممكن من اللاعبين في الفترة الأولى، وذلك للوصول إلى أشهر الحسم في أفضل حالة بدنية وفنية. وبالعودة إلى الموسم الماضي، تعرض المدير الفني لحملة انتقادات واسعة بسبب عدم ثباته على تشكيلة واحدة في بدايات 2015، لكن وضح في النهاية إيجابية هذه الفكرة، بعد تتويج الكتلان بالثلاثية التاريخية.

نجحت المداورة في برشلونة وافتقدها أنشيلوتي مع الريال، الإيطالي لعب بمجوعة شبه ثابتة في البدايات، ليواجه مأزق الغيابات وقت الجد، ليفقد الملكي كل شيء في الآونة الحاسمة، ضياع لقب الدوري والخروج من الشامبيونز أمام يوفنتوس. ويبدو أن لويس إنريكي يفكر في إعادة الكرة مرة أخرى، بعد أن أثقلته الغيابات أخيرا، من ميسي إلى نيمار مرورا بإنييستا وبقية النجوم، لذلك يريد الرجل خيارات إضافية، والعين على أبعد من فيدال وتوران.

سواريز الآخر
ينتظر أنصار برشلونة الثنائي أردا توران وأليكس فيدال بفارغ الصبر، يجيد التركي اللعب في جبهات عديدة، الساعد الهجومي على الرواق، وصانع اللعب في العمق، بالإضافة إلى قدرته على شغل مركز لاعب الوسط المساند بجوار إنييستا خلف بوسكيتس، كذلك يمتاز فيدال بالسرعة والقوة، لذلك يمكنه التألق في مركزي الظهير والجناح بخطة اللعب 4-3-3.

لكن لويس إنريكي يريد ما هو أشمل من ذلك، إنه يبحث عن عودة دينيس سواريز، النجم الحالي لكتيبة فياريال. "تابعت جيداً أداء دينيس سواريز، إنه في مستوى جيد جداً، قد يكون صفقة جيدة بالنسبة لنا" هكذا تحدث المدير الفني، ليؤكد دون تأويل أن برشلونة سيُنهي صفقات جديدة في شهر يناير، سواء كان مهاجم آخر أو سواريز، أو الثنائية معا.

يريد إنريكي دماء جديدة في الفريق، لأنه يعلم جيدا أن خيار الاستمرار بدون إصابة أمر أقرب إلى المستحيل، وإذا كان الفريق استطاع مواجهة ذلك في الجزء الفائت، فمن الصعب تدبير الأمر خلال فترة الحسم، لأن البارسا وقتها سيلعب أكثر من مباراة مصيرية في وقت قصير، سواء بالدوري أو الكأس أو جولة الأبطال.

يستطيع دينيس سواريز شغل أدوار كل من إنييستا وراكيتيتش، بالتالي من الممكن إراحة الكبار قبل المباريات الكبيرة، كذلك ستزيد فرص اللعب بخطة رباعية الوسط كما حدث بكلاسيكو البرنابيو، لأن دينيس لاعب يجيد الربط بين العمق والطرف في آن واحد، أي يرتاح واحد من الـ"مسن" في سبيل شغل الارتكاز بكلا من بوسكيتس، راكي في العمق، والوافد الجديد مع إنييستا على الأجناب.

واقعية بينيتيز
يواجه الإسباني رافا بينيتيز معارضة قوية داخل البيت المدريدي، وزادت الانتقادات بعد هزيمة الفريق في الكلاسيكو بالأربعة أمام برشلونة، لكن يؤكد الرئيس فلورنتينو بيريز أنه يضع ثقته الكاملة في المدير الفني. بينيتيز مدرب واقعي غير حالم بالمرة، معقد على الصعيد الخططي، ويهدف دائما إلى بناء نظام صارم يندمج بداخله كل اللاعبين، ويحاول هدم خطط منافسيه، قبل البدء في الهجوم، لذلك يحتاج إلى نوعية خاصة من الأسماء.

يلعب الريال بأكثر من خطة، ويمزج بين مختلف الرسومات الخططية هذا الموسم، 4-4-2 في بعض المباريات، 4-3-3 أيضاً، كذلك حضور واضح لـ 4-2-3-1، والمتابع الجيد للفريق يدرك أن كل لاعبي الوسط بلا استثناء غير مؤكد مشاركتهم مع رافا، يلعب كروس ثم يجلس، يشارك كاسيميرو كثيرا لكنه لم يبدأ الكلاسيكو، بينما مودريتش يعاني في بعض الأحيان من عدم الجاهزية البدنية، أما رورديغز فيتمركز هجوميا في الثلث الأخير.

يفكر رافا في خيارات أخرى، ورغم أن الدفاع يعاني هذا الموسم، بسبب إصابات راموس المتكررة وكبر سن بيبي، إلا أن خط المنتصف يأتي على أولويات الطاقم التقني للريال، وهناك عدة حلول مطروحة أثناء الميركاتو، أهمها بكل تأكيد لاعب وسط يمتاز بصبغة اللعب المباشر، بيانيتش في الصورة.

نجم روما
يحصل بيانيتش على كامل الحرية في روما، يلعب أمام محاور الارتكاز، ويتحرك بين العمق والأطراف، لذلك هو لاعب وسط ثالث في الثلث الأخير، وريشة هجومية تربط بين لاعبي الأجنحة وبقية الأسماء في المنتصف، ويعتبر من أكثر اللاعبين نجاعة، من خلال تسجيله وصناعته لأهداف عديدة بالكالتشيو.

الدولي البوسني لاعب يسدد كثيرا، يمتاز بأسلوب مباشر في أدائه، يمرر بشكل عمودي تجاه المرمى، لا يقدم كرة معقدة، بل يحاول دائما استغلال صفاته الإيجابية لخدمة فريقه، وهذا الفكر هو الأقرب إلى قلب وعقل رافا بينيتيز، لأنه يستخدمه بسهولة دخل نظامه الفني، بالإضافة إلى سرعته الواضحة في الثلث الهجومي الأخير، حينما يقطع من قلب الوسط، وهذا ما لا يتوافر في الكتيبة الحالية لنجوم الميرنغي.

يملك الريال ترسانة من النجوم في كل خط، ويبدو من الوهلة الأولى أن هناك مراكز أولى بالتدعيم، لكن إذا فهمنا جيدا طريقة تفكير رافا، فإن بيانيتش هو الخيار المثالي لرغباته، لأنه يهدف إلى النجاح من دون إبهار، ويفكر فقط في ملامسة الشباك، كما يبحث الإسباني عن الفوز في كل المسابقات التي يشارك فيها.

المساهمون