عاد النجم البرازيلي المعتزل ولاعب برشلونة السابق رونالدينيو، ليخطف الأضواء مرة أخرى، ويتصدر عناوين الصحف العالمية، لكن هذه المرة ليس بهدف حاسم في الدقيقة الأخيرة، أو مراوغة صفقت لها الجماهير مطولاً، بل بفضيحة مدوية، ومشكلة قد تنقل النجم البرازيلي من أضواء النجومية إلى غياهب السجون.
ويواجه رونالدينيو عقوبة السجن، بعد أن ألقت عليه الشرطة البراغويانية، في الأسبوع الماضي، بتهمة دخول البلاد برفقة شقيقه، بجوازي سفر مزورين، حيث تم احتجازهما داخل فندق في إحدى ضواحي العاصمة أسونسيون بحراسة الشرطة.
رونالدينيو لا يعتبر أول لاعب كرة قدم، يواجه عقوبة السجن، فقد سبقه العديد من اللاعبين، منهم من سجنوا بعد اعتزالهم، وآخرون سجنوا في عز عطائهم الكروي، وضيعوا مشواراً كروياً كبيراً.
هيغيتا... وعصابة خطيرة
ومن أبرز هؤلاء النجوم، الحارس الكولومبي رينيه هيغيتا، صاحب واحدة من أغرب اللقطات في تاريخ كرة القدم، بإخراج الكرة عن طريق حركة أكروباتية سميت "ركلة العقرب".
الحارس الكولومبي، ورغم المكانة الكبيرة التي بلغها في سماء كرة القدم العالمية، إلا أنه ظل دائما تحت المجهر، بسبب علاقته الوطيدة مع زعيم العصابات بابلو إيسكوبار، ليجد نفسه في الأخير رهن الاعتقال، ويقضي عقوبة سبعة أشهر بالسجن، بسبب تورطه في قضية اختطاف ابنة صديقه.
رينكون خلف القضبان
وغير بعيد عن هيغيتا، وفي كولومبيا أيضاً، واجه وسط الميدان الكولومبي ولاعب ريال مدريد السابق فريدي رينكون، عقوبة السجن لمدة 123 يوماً، قضاها بالسجون البرازيلية، بعد أن ألقت عليه السلطات البرازيلية القبض، بناءً على طلب من العدالة البنمية، بتهمة تهريب المخدرات، والضلوع في قضايا غسيل أموال.
عصبية كونتونا تقوده للسجن
ويعد إيريك كونتونا لاعب مانشستر يونايتد السابق، واحدا من النجوم الذين دخلوا السجن، في عز عطائهم الكروي، حيث دفع اللاعب الفرنسي ثمن عصبيته الزائدة، بعد اعتدائه على مشجع بطريقة مروعة، وجد نفسه بسببها أمام القضاء بعد تقديم المشجع شكوى ضده، ويدخل السجن لمدة 24 ساعة، ويعاقب بقضاء 125 ساعة في الخدمة الاجتماعية.
باولو روسي والمراهنات
وعكس كل اللاعبين الذين أنهى السجن مشوارهم الكروي، يعتبر الإيطالي باولو روسي حالة خاصة، فرغم تورطه في قضايا مراهنات، قضى بسببها عامين في السجن، إلا أنه عاد أكثر قوة بعد إنهائه العقوبة، بداية بتوقيعه في نادي يوفنتوس، ينضم مباشرة بعد استنفاد العقوبة، ويشارك في آخر ثلاث جولات ويتوج بلقب الدوري.
وواصل المجد فتح ذراعَيه للاعب السجين، وتم استدعاؤه إلى "تشكيلة الأزروي" خلال مونديال 1982، حيث قاد المنتخب الإيطالي للتويج بكأس العالم، وأنهى البطولة هدافاً بستة أهدافٍ، وتوج بلقب أحسن لاعب في المونديال، وأحسن لاعب في العالم لنفس السنة.
الطرابلسي والجماعة المسلحة
وعرفت الكرة العربية قضايا مماثلة للاعبين وجدوا أنفسهم أمام القضاء، ولعل أبرزهم، النجم التونسي نزار الطرابلسي، اللاعب السابق لنادي ستوندار دولييج البلجيكي، الذي انخرط في الجماعات المسلحة بعد اعتزاله ميادين الكرة، لينتهي به المطاف خلف القضبان، بداية بعقوبة السجن لمدة 10 سنوات في بلجيكا، بتهمة التخطيط لتفجير السفارة الأميركية، ثم تم ترحيله إلى الولايات المتحدة الأميركية بعد أحداث سبتمبر/أيلول، حيث يقضي عقوبة السجن مدى الحياة.
كما شهد العالم العربي كذلك حالات مماثلة للاعبين خاضوا تجربة السجن الأليمة، لعل أبرزهم مهاجم منتخب تونس السابق زياد الجزيري الذي تم حبسه سنة 2011 بتهمة تعاطي المخدرات، فيما لقي مواطنه الحارس الأسطوري شكري الواعر نفس المصير العام الماضي بسبب تورطه في قضية تزوير وثائق عقارية حتّمت عليه البقاء بين جدران السجن لمدة ثلاثة أشهر.