"محمد صلاح" في غزة رغم الحصار والاحتلال

27 مايو 2018
صلاح خرج مصاباً من مباراة النهائي (العربي الجديد)
+ الخط -
حالةٌ من الحزن والغضب سادت جماهير اللاعب المصري محمد صلاح، ليس في مصر فحسب، بل في غزة المحاصرة، إذ امتلأت جميع المقاهي والاستراحات في غزة هذه المرة لمشاهدة نهائي دوري أبطال أوروبا وتشجيع المصري نجم الريدز العربي، وسط حماسة وآمال كبيرة فيه، قبل أن يغضبوا من لاعب ريال مدريد سيرجيو راموس الذي تسببت عرقلته بإصابة محمد صلاح وخرج من المباراة على إثرها.

قطاع غزة لا يختلف عن المدن العربية التي تحب وتهتم بمشوار محمد صلاح الكروي، لكن لها حالة خاصة في مشاهدة مبارياته، فهم يعيشون في مجتمع يشهد انقطاع الكهرباء وصل معدله لأكثر من 16 ساعة يومياً، إضافة للحصار المستمر، وهي تحرم في أوقاتٍ كثيرة من مشاهدة أخباره على الإنترنت عندما تفرغ بطاريات هواتفهم الذكية، لكنهم يقبلون على المقاهي أو على منازل بعضهم لمتابعته.

أصبحت مباريات ليفربول ذات أهمية عالية في المقاهي المنتشرة على شاطئ بحر غزة، فهي بالنسبة للشبان متنفسهم الوحيد في القطاع المحاصر، وإلى جانب الاهتمام الكبير في مباريات الدوري الإسباني وتشجيع برشلونة وريال مدريد أصبحت مباريات ليفربول أيضاً من المباريات الأساسية عرضها في كل المقاهي، لأن محمد صلاح نجم عربي لم يسبق له مثيل أوروبياً.

في العاشر من نيسان/ إبريل الماضي طلب المشاهدون من أحمد أبو بشير، صاحب أحد المقاهي بالقرب من ميناء غزة، مباراة ليفربول ومانشستر سيتي في إياب دور الثمانية في دوري أبطال أوروبا واعتبروها أهم من مباراة روما وبرشلونة في الدور نفسه، وخلال خسارة برشلونة على أرض روما اتجه مشجعو برشلونة للاحتفال بفوز ليفربول وتسجيل صلاح هدف التعادل وثم هدف فريمينو، ونسوا خسارة فريقهم.

أحمد نمر (30 عاماً) وشقيقه مصطفى (27) يشجعان ريال مدريد الإسباني، لكنهما لأول مرة يشجعان ليفربول، رغم أنهما لا يحبان الأندية الإنكليزية، لكن محمد صلاح أجبرهما على حب النادي الإنكليزي، وكما يقولان: "نشعر أنه واجب وطني وديني أن نشجع محمد صلاح"، ورغم فوز ريال مدريد في بطولة دوري الأبطال إلا أنهما يشعران بالحزن على إصابة محمد صلاح في بداية الشوط الأول".

يقول أحمد نمر لـ"العربي الجديد": "آخر مرة كنت أشجع فيها نادياً إنكليزياً كانت في زمن اللاعب تيري هنري مع أرسنال، بعدها انتقل ووجدت أن أرسنال ليس قوياً، وأخذنا نهتم أكثر في الأندية الإسبانية التي سيطرت على مجريات الكرة الأوروبية، لكن محمد صلاح خلق نكهة جميلة حتى إننا أصبح قريباً لنا ولروحنا".

هاني الأطرش (28 عاماً)، يشجع برشلونة، ولكنه ساند ليفربول بحماس، وتحضّر منذ أيام لاجتماع مع أصدقائه في أحد المقاهي عند شاطئ البحر، وقال لـ"العربي الجديد": "حتى لو لعب ليفربول ضد برشلونة سأشجع ليفربول، محمد صلاح سفير العرب في بلاد الغرب، وصانع السعادة في بلاد العرب، ونحن في غزة نتعطش لنشعر بالسعادة، مجتمعنا كله صعاب، لذا نتطلع إلى أي أمل أو لاعب يسعدنا، ونحن ومصر بلد واحد".

همام اليازجي، يدير واحداً من المقاهي الكبيرة التي تقوم بعرض جميع مباريات دوري أبطال أوروبا والدوريات العالمية، قال لـ"العربي الجديد": "محمد صلاح خلق قاعدة له في غزة رغم الحصار والاحتلال الذي نعيشه، ومنذ بداية لعب محمد صلاح في ليفربول أصبحت مباريات النادي الإنكليزي على رأس أولوية عرضنا نظراً لطلب الزبائن الشباب".

يلفت اليازجي إلى أن جماهير محمد صلاح في غزة أصبحوا يضاهون جماهير الناديين الإسبانيين برشلونة وريال مدريد عددياً، والجماهير الغزية تستعد لمساندة جميع المنتخبات العربية المشاركة في نهائيات كأس العالم في روسيا 2018، والاهتمام بمحمد صلاح أكثر وما سيقدمه مع منتخب مصر في كأس العالم على أمل أن يصنع فارقاً ويصنع سعادة على وجوههم وهم في غزة.

المساهمون