سفيان فغولي... عودة كبير المحاربين

18 فبراير 2019
سفيان فغولي نجم الجزائر (Getty)
+ الخط -
يعتبر المنتخب الوطني الجزائري من أكثر المنتخبات العربية ثراءً من ناحية التعداد، إذ تضم كتيبة المدرب جمال بلماضي لاعبين متألقين في مختلف الملاعب الأوروبية وحتى العربية، بل منهم من يصنعون ربيع أنديتهم، ومنهم من دخل تاريخ ناديه من أوسع أبوابه وخلّد اسمه على غرار ما فعله رياض محرز مع نادي ليستر سيتي، أو الأرقام التي تسقط تباعاً تحت أهداف بغداد بونجاح، أو الأضواء التي يخطفها يوسف عطال من أسبوع إلى آخر.

ورغم كثرة الأسماء الرنّانة في قائمة "محاربي الصحراء"، إلا أن متوسط ميدان نادي غلطة سراي التركي سفيان فغولي، يعتبره جلّ المتتبعين "كبير المحاربين"، والرقم الصعب في نجاح المنتخب الجزائري في الفترات الماضية، حتى إن المرحلة السيئة للخضر تزامنت مع دوامة المشاكل التي عاشها اللاعب مع ناديه السابق وست هام يونايتد بالدوري الإنكليزي.

فغولي الذي اعتبره البوسني وحيد حليلوزيتش المدرب السابق للمنتخب الجزائري الركيزة الأساسية التي شيّد من خلالها أساس المنتخب الجزائري، فمنحه الرقم 15 في أول ظهور له، كرسالة واضحة ومباشرة، أن هذا الرقم الذي ظل لسنوات محجوزاً من طرف كريم زياني، قد وجد الوريث الشرعي له الذي سيحمل على عاتقه المنتخب، فكانت أجمل بداية بأول لقاء وأول هدف، وأول فوز للمنتخب الجزائري خارج الديار بعد سنوات من الانهزامات.

نفس الأمر للفرنسي كريستيان غوركيف، الذي حافظ على سفيان كلاعب أساسي وأحد الكوادر المهمة في المنتخب، ومنحه الرواق الأيمن رغم وجود النجم وقتها رياض محرز، قبل أن تعصف المشاكل بالمنتخب الجزائري في فترة الصربي ميلوفان راييفاتس، وحتى خليفته البلجيكي جورج ليكنس، الذي قرر إبعاد اللاعب ووضعه في الثلاجة، وذلك بإيعاز من الاتحاد بعد عتاب اللاعب لها علناً على صفحات جريدة فرنسية، بسبب تعيين المدرب الصربي ميلوفان راييفاتس.

أما بالنسبة للمدرب السابق رابح ماجر فإن إبعاده للاعب كان لأسباب غير رياضية، بسبب تلاسنه معه لما كان هذا الأخير يشغل منصب محللٍ في إحدى القنوات، إذ دافع لاعب فالنسيا السابق عن زملائه بقوة بسبب التصريحات الخطيرة، والاتهامات بخصوص وطنية اللاعبين المغتربين، ليجد صاحب العقب الذهبي في موقف ضعف ويعيد استدعاء اللاعب من جديد قبل ودّية البرتغال، قبل أن تمنعه الإصابة.



وجاء تعيين جمال بلماضي على رأس المنتخب بمثابة الصفحة الجديدة، حيث فتح الأبواب وأصدر عفواً شاملاً، فكانت عودة المحارب سفيان للخضر، ومن باب الصدفة تزامنت عودته كأساسي وكقائد مع عودة الانتصارات خارج الميدان في لقاء توغو، كأن التاريخ يعيد نفس ما حدث في فترة البوسني حليلوزيتش.

ما يقدمه سفيان فوق المستطيل الأخضر مع المنتخب الجزائري يحتاج إلى كتابات كثيرة وتحليلات عميقة، فقد لعب في العديد من المناصب، بداية من منصبه الأصلي كصانع ألعاب، ثم كجناح أيمن، وبعدها كلاعب وسط بمهامّ دفاعية، بل شارك مرات عديدة كظهير أيمن. وأكثر من هذا فإن عطاءه فوق المستطيل الأخضر لا يختلف عليه اثنان من حيث القوة والروح، فقد شهد العالم لحظات مميزة للاعب ودماؤه تسيل في مباراة روسيا.

اليوم سفيان يعيش فترة زاهية مع ناديه غلطة سراي، إذ شكل رفقة زميله المغربي يونس بلهندة ثنائياً من ذهب يخطف الأضواء من جولة إلى أخرى في "السوبر ليغا" التركية، ليتوّج هذا المستوى بتوقيع ثلاثية تاريخية له، تعطي انطباعاً بأن كبير المحاربين قد عاد، وأن المنتخب الجزائري بدأ يستعيد عافيته على كل الصعد وسيشكل رقماً صعباً في كأس أمم أفريقيا هذا الصيف بمصر.

المساهمون