العالم بين الاستياء والإشادة..بعد خسارة الأمير علي رئاسة الفيفا

30 مايو 2015
+ الخط -



عاش الشارع الأردني بمختلف أطيافه السياسية والاجتماعية والرياضية ليلة حزينة مملوءة بالاستياء والحزن والإشادة، عقب خسارة الأمير علي بن الحسين منافسته على رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" بعد انسحابه قبل الجولة الثانية من الانتخابات التي منحت الفوز للسويسري، جوزيف بلاتر، الرئيس الحالي للفيفا لفترة رئاسية خامسة على التوالي.

وكان الاستياء والحزن العلامة البارزة لدى الشارع الأردني بعد خسارة الأمير، حيث عمت التساؤلات عن أسباب الخسارة، والخذلان الذي مني به المرشح العربي الأردني، في الوقت الذي كانت فيه أجواء الإشادة بوصول الأمير، علي بن الحسين، لمرحلة متقدمة من المنافسة على رئاسة أقوى إمبراطورية كرة قدم في العالم الحديث.

وفاجأ الأمير، علي بن الحسين، الجميع بإعلان انسحابه من سباق الترشح على رئاسة الفيفا بعد انتهاء الجولة الأولى، حيث نال 73 صوتاً مقابل 133 صوتا لمنافسه بلاتر الذي دخل الانتخابات على وقع فضائح مدوية، تتعلق بقضايا فساد طالت أركان قيادته في الفيفا؛ فقد أدى الأمر لاعتقال العديد منهم قبل بدء أعمال مؤتمر الفيفا.

ترقب وخيبة أمل
وكان الأردنيون يمنون النفس في رؤية الأمير علي بن الحسين؛ وهو يتولى سدة رئاسة "الفيفا"، حيث تجمع عدد كبير منهم في القاعات الرياضية بالأردن لمتابعة الانتخابات عبر شاشات التلفاز، في الوقت الذي انشغل فيه عشرات الآلاف منهم داخل بيوتهم وفي الساحات العامة ومراكز الشباب والأندية، لمتابعة سباق الانتخابات الذي قدم التلفزيون الأردني عبر قناته الرياضية الرسمية تغطية مباشرة من زيوريخ.

وعقب إعلان انسحاب الأمير من سباق الترشح بعد الجولة الأولى، أصيب الشارع الأردني بخيبة أمل كبيرة، في الوقت الذي عبر عدد كبير منهم عن أسفهم لانسحاب الأمير علي قبيل الجولة الثانية من الانتخابات، وعن إشادتهم بمبادرته.

وعبر الأردنيون عن استيائهم من تخلي العديد من الدول -التي وعدت الأمير علي بانتخابه- عن وعودها، مؤكدين أن هذا الخذلان أثر بشكل كبير على حظوظ الأمير الذي كان يستحق نتيجة أفضل، وقيادة الفيفا في المرحلة المقبلة.

واتهم الأردنيون الدول والشخصيات التي منحت صوتها لبلاتر، بأنها فضلت مصالحها الشخصية على المصالح العامة لرياضة كرة القدم.

ووجهوا انتقادات لاذعة للموقف العربي والآسيوي الذي خذل الأمير، معربين عن اعتقادهم بأن هذا الأمر سيلقي بظلاله على العلاقات المستقبلية مع تلك الاتحادات العربية والآسيوية.

إشادة
وعلى الرغم من الخسارة، أشاد الأردنيون بشجاعة وجرأة ونزاهة الأمير علي، حيث اعتبروا في تغريدات وتعليقات كثيرة امتلأت بها مواقع التواصل الاجتماعي أن الممثل الأردني والعربي في هذا السباق خرج مرفوع الرأس بغض النظر عن الهزيمة.

وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، قد أبدى فخره واعتزازه بما قدمه الأمير، علي بن الحسين، وخوضه غمار المنافسة في انتخابات رئاسة "الفيفا"، وقال في رسالة نشرها عبر الحساب الرسمي للديوان الملكي الأردني عبر "تويتر" و"فيسبوك": عرفتك يا أخي العزيز، سمو الأمير علي، فارسا هاشميا حريصا على أداء الواجب، وتحمّل المسؤولية في شتى المجالات.. ولقد تابعت ما بذلته من جهود خلال حملتك الانتخابية، ومدى التزامك بالعمل الجاد والدؤوب لإحداث نقلة نوعية في رياضة كره القدم العالمية".

في غضون ذلك، أشاد الأردنيون بمواقف الدول الأوروبية، وموقف رئيس الاتحاد الأوروبي ميشيل بلاتيني، بعد دفاعه المتواصل ودعمه المستمر للأمير، علي بن الحسين، حتى بعد إعلان النتائج وفوز بلاتر.

اجتياح لمواقع التواصل
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي اجتياحا كبيرا من قبل الأردنيين، الذين تفاعلوا بشكل كبير مع نتيجة رئاسة الفيفا، وأكدوا دعمهم الكبير للأمير علي، وحزنهم لخذلانه من قبل بعض الدول والشخصيات العربية والآسيوية.

ورأى ناشطون أن الاتحادات الرياضية باتت بمثابة أمر تجاري وفاسد فقط، ولا تعطي فرصة للمصلحين والشباب بأن يقودوا التغيير.

وغرد آخرون منتقدين موقف رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل رجوب، حيث قال أحدهم: إذا كان موقف الرجوب هو معاونة بلاتر ضد الأمير علي، علماً أن بلاتر دعم الاتحاد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، أليس هذا عاراً؟".

وأشار آخرون "هل تعتقدون أن الأمر انتهى حتى هنا.. حسناً ملفات الفساد فتحت.. وسنرى من يقع فيها.. وهناك اتحادات دولية عدة هددت بالانسحاب وكلنا مع الأمير علي..".

وردد البعض عبارات مناصرة للأمير علي، خلال ازدحام واضح في المنشورات التي احتلت مجمل صفحات التواصل "واحد اثنين .. علي ابن حسين.. " و "ارفع راسك يا علي.." و"يا علي عونك عونك عار عاللي بخونك..".

اقرأ أيضاً

بالفيديو..الأمير علي بن الحسين يكشف سر انسحابه أمام بلاتر

بلاتر رئيساً للفيفا بعد انسحاب الأمير علي بن الحسين

المساهمون