أنا زلاتان (39)عندما فضل البرسا الخسارة..من أجل رحيلي للميلان

01 أكتوبر 2015
+ الخط -


يستكمل "العربي الجديد" تقديم سلسلة مقالات (عصير الكرة) عن أفضل وأبرز ما كتب حول أسرار الساحرة المستديرة وعالم نجومها، وندخل معاً إلى الكتاب الخاص بالنجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش.

برشلونة كان قد اشترى عقدي بـ 700 مليون كرونه والآن الرجل تحت الضغط من أجل استعادة المبلغ، لكن إذا قام ببيعي للريال - الذي أصبح فريق مورينيو الجديد - فإنهُ قد يُقتل من قبل بعض جماهير النادي، الأمر لم يكن سهلا عليه إطلاقا، لم يكن بإمكانه أن يقول إنه لا يمكنني البقاء بسبب المدرب، ولم يمكنه بيعي للعدو الريال.

استمرينا بالعمل بقوة "فكر بسهولة الأمر الآن، مورينيو قال إنهُ يريدني!"، لم يقل مورينيو شيئا، فقط قلنا ذلك، لكن الرجل فعلا كان في قمة التوتر، وقرر أن يرفض فكرة الانتقال إلى ريال مدريد، وهو ما دفعنا للخروج من المكتب اعتراضا على ما وصل إليه الحديث.

كان ذلك هو الخط الرئيسي الذي نسير عليه، لكن ميلان ظهر مرة أخرى، كنا نعمل من أجلهم، فإذا أصبح روسيل مضطرا وبائسا، فإن هذا أمر ليس جيدا لبرشلونة، لكنهُ جيد لميلان، فكلما تم الضغط على روسيل، قلّ سعر بيعي، وهذا أمر يعد في مصلحتنا على المدى الطويل، كانت لعبة، مرت بالعديد من المستويات، أحيانا أمام الملأ، وأحيانا خلف الكواليس، لكن الساعة كانت مستمرة بالدوران أيضا، السوق الصيفية سوف تغلق في 31 أغسطس/آب، وفي الـ 26 من أغسطس كنا سنلعب مباراة ودية ضد ميلان في الكامب نو.

لم يتم التأكد من انتقالي، لكن الأمر كان يدور في الإعلام، كانت هناك الكثير من التوقعات في كل مكان، وغالياني، نائب رئيس الميلان، كان قد صرح رسميا بأنهُ لن يغادر برشلونة بدون إبراهيموفيتش، في الملعب كان هناك قطاع كبيرة من الجماهير يصيح "ابق إبرا !"، كان هناك الكثير من التركيز علي، لكن غالبا تلك المباراة كانت مباراة رونالدينيو، فكان يلعب في ميلان، لكن عندما كان في البرسا حصل على جائزة أفضل لاعب في العالم مرتين على التوالي، قبل اللقاء كان من المفترض أن نرى أفضل ما قدمه على شاشة كبيرة في الملعب، ومن ثم يقوم هو بجولة فخر وتحية في الملعب أمام الجماهير.

دخل رونالدينيو إلى غرفة الملابس وسألني، إن كنت قد حزمت حقائبي من أجل مرافقتهم إلى الميلان، وهو ما أثار ضحك زملائي. قام بالتسلل إلينا بهذه الطريقة، لكن جميع اللاعبين نظروا إلي، بالتأكيد قبل ذلك اشتبهوا في الأمر، لكن لم يتمكن أي شخص من قول ذلك مباشرة، الآن الأمر تكرر أكثر من مرة، كنت سألعب منذ البداية، اللقاء لم يكن بتلك الأهمية، قبل اللقاء ذهبت إلى رونالدينيو وبدأنا نمزح بخصوص الأمر، قلت له: هل أنت مجنون؟ ومن هذه الكلمات، صورتنا ونحن نضحك على أرض الملعب انتشرت في كل مكان بعد ذلك، لكن الجزء الأسوأ كان عندما خرجنا إلى الملعب قبل بداية الشوط الثاني، تحدث إلي كبار "الروسونيري"، وعلى رأسهم بيرلو وغاتوزو ونيستا وأمبروسيني، وطالبوني بالرحيل إلى الميلان، والعودة إلى الدوري الإيطالي.

لم تكن الأمور سهلة على الميلان مؤخرا، خاصة مع سيطرة إنتر على الدوري المحلي، والجميع في ميلان كان يريد بدء حقبة جديدة من الانتصارات، وأنا أعلم أن كثيراً من اللاعبين، خاصة غاتوزو، قد قاموا بالضغط على إدارة النادي، من أجل التعاقد معي لاستعادة نغمة الفوز، لكن الأمر لم يكن سهلا، ميلان لم يكن يملك الكثير من المال، وبالرغم من كل الإحباط الذي يحيط بروسيل الا أنه يريد 50 أو 40 مليون يورو من أجل انتقالي، لكن مينو استمر باللعب بطريقة قاسية معه.

بدأت مفاوضات بين ميلان والبرسا، ولم أعرف عنها في الحقيقة، لكن الأمر كان دراميا، فالوقت كان يمر، الساعات تمضي، القلق كان مشتركا، المدرب لم يتمكن من التعامل معي، روسيل كان يزداد توترا مع كل دقيقة تمر، سعري انخفض بشكل مروع، في النهاية تم بيعي مقابل 20 مليون يورو! كل هذا حدث بسبب شخص واحد، شخص واحد قلل من سعري بما يقارب 50 مليون يورو.

بسبب مشاكل غوارديولا، النادي اضطر للقيام بعملية بيع طارئة، وهذا لم يكن جيدا، الأمر ذاته قلته لروسيل، ليس لأنه يحتاج أن يعرف، لا فلقد كان يعرف هذا، روسيل ربما كان ليقسم على ذلك، ما أعنيه هو: لقد سجلت 22 هدفا، وصنعت 15 هدفا آخر في موسمي مع برشلونة، وبالرغم من ذلك، سعري انخفض بما يقارب الـ 50 مليون يورو.

حان دوري، كنت أحمل ذلك القلم والجميع ينظر إلي، حينها شعرت أنه الوقت المناسب لقول شيء ما، ربما وفقا للوقت والمزاح، لكنني أردت إنهاء بعض الأمور الشخصية التي علقت بها "لدي رسالة لغوارديولا!"، بدأت حديثي بتلك الطريقة، لاحظت أن التوتر خيم على الجميع: ما الذي سيحدث الآن أيضاً؟ ألم نكتف من المشاكل؟ ألا يستطيع أن يوقع على الورقة وحسب؟

- "هل أنت مضطر لفعل ذلك؟".

"نعم، أريد أن أقول له" ثم قلت لهم كل ما أردت أن يصل إلى غوارديولا، جميع من في الغرفة بالكاد استوعبوا الأمر، لماذا عليه أن يقول هذه الأمور الآن؟ صدقوني، كنت بحاجة لذلك، حدث شيء ما في ذهني في تلك اللحظة، استعدت دوافعي، مجرد فكرة الانتقام أعادتني إلى الحياة هذه هي الحقيقة، بينما جلست هناك وتوقيعي على الورقة، كلماتي قلتها لغوارديولا، استعدت نفسي مرة أخرى.

استيقظت من حلم سيئ ولأول مرة من فترة طويلة كنت متحمسا للعب كرة القدم، ذهبت تلك الفترة المليئة بالاعتقادات السيئة، وعدت لمرحلة ألعب فيها بكل مرح، أو لكي أقول بشكل صحيح، بفرح عارم وغضب عارم في الوقت نفسه، فرح عارم لأنني هربت من برشلونة، وغضب عارم لأن شخصاً واحداً هو من تسبب في إفساد حلمي.

كأنني تحررت من أشياء عدة، وبدأت أرى الأمر بوضوح تام، عندما كنت في وسط المشكلة، كنت فقط أحاول أن أحفز نفسي: الأمر ليس بتلك الخطورة، سوف أعود مرة أخرى، سوف أظهر لهم من أنا، لكن بعدما تخطيت هذه المشكلة، أدركت أنني مررت بمرحلة صعبة وقاسية، لقد كانت ذات وطأة كبيرة جدا علي، الشخص الذي كان من المفترض أن يعني لي كل شيء كلاعب كرة قدم.

أتذكر أنني قلت لمينو:

- "لقد قام بإفساد كل شيء!".

- قال لي مينو: "زلاتان".

- "نعم؟" .

-"الأحلام بإمكانها أن تصبح حقيقة، وتجلب السعادة معها".

- "نعم".

- "لكن الأحلام قد تتحقق، مع حلم واحد ميت".

كان ذلك صحيحا، شعرت بذلك على الفور، الحلم تحقق وتحطم في وقت واحد في برشلونة، كنت أنظر باستمرار إلى بحر من الصحافيين الذين كانوا بانتظاري في الخارج، ثم فكرت في نفسي، الرجل لن أطلق عليه اسمه الحقيقي، سأطلق عليه اسماً آخر، تذكرت كل تلك الأشياء غير المنطقية التي كان يرددها، ومن خارج ملعب الكامب نو في برشلونة، وجدتها: الفيلسوف! سأطلق عليه اسم الفيلسوف "اسألوا الفيلسوف عن سبب المشكلة"، قلت ذلك بالفخر والغضب الذي شعرت به.

المساهمون