رئيس مالاجا..بائع الحديد الذي ظلّت وفاته لغزاً وجنازته شكراً

16 سبتمبر 2015
+ الخط -

كان نادي مالاجا الإسباني يعيش في صيف 1971 أياما سعيدة بفضل إدارة رئيسه أنطونيو رودريغز لوبيز الذي كان يسيّر الأمور بشكل جيد للغاية، وعلى الرغم من نشأته الفقيرة إلا أنه رجل عرف كيف يصنع نفسه ويصل لهذا المنصب.

وعمل لوبيز في بداية مسيرته بالحديد والصلب داخل وخارج البلاد إلى أن تمكن من جمع رأس مال مناسب، ومع نشاط قطاع السياحة اشترى مجموعة من الفنادق وأصبح رئيسا لنادي مالاجا حينما كان في دوري الدرجة الثانية وتمكن من الصعود به لليغا.

وكان لوبيز محبوبا في المدينة، وخاصة أنه عقب المباراة التي حسم الفريق فيها صعوده لليغا لم يعد للمدينة في الطائرة بل كان متواجدا مع اللاعبين في القطار، هذا بخلاف صفقات التعزيز التي أبرمها لتقوية الفريق قبل بدء المسابقة.

انتهت هذه القصة الجميلة في 31 يوليو/ تموز 1971 بعد تعرضه للهجوم من قبل شخصين بأسلحة حادة أثناء خروجه من منزله وبجانب سيارته، حيث بدأ الأمر بنقاش معهم، وفقا للشهود، وسأل أحدهم لماذا تبعوه منذ بداية اليوم، ليأتي الرد في صورة طعنات متفرقة أدت لوفاته، ولكنه قبلها كان استخدم مسدساً يحتفظ به دائما ليصرع به أحدهم وكان يدعى مانويل سيريزو، ولكن زميله الثاني تمكّن من الهرب.

واكتسبت الجريمة أبعادا كبيرة، خاصة في ظل تواجد عدد من أعضاء مجلس الإدارة في مدريد لتقديم مباراة كأس (كوستا ديل سول) الودية التي يلعبها النادي قبل بداية كل موسم، مع العلم بأن لوبيز كان رفض حضور هذا الحدث، وهو الأمر الذي دفع البعض للاعتقاد بأنه كان يعاني أحد أشكال الضغط من قبل جهة مجهولة.

وكشف بعد مقتل رئيس النادي الأندلسي أنه كان يجمع نقودا من حساباته البنكية المختلفة وصلت قيمتها لخمسة ملايين بيزيتا (عملة إسبانيا السابقة)، حيث قالت وسائل إعلام محلية حينها إن شبهات تدور حول أنه كان يتعرّض لعملية ابتزاز تتطلب دفع هذا المبلغ.

وأظهر تشريح الجثة أن سبب وفاة لوبيز هو تعرضه لثلاث طعنات مباشرة في القلب، وهو الأمر الذي زاد الشكوك حول كون الأمر عملية قتل محترفة وليس قتل بغرض السرقة، لأن من يفعل هذا لا بد أن يكون قاتلا محترفا.

وحصل لوبيز على جنازة مهيبة سار بها خمسة آلاف شخص في الشارع، حيث حمل نعش الرئيس عدد من نجوم مالاجا في تلك الفترة مثل إغليسياس وفيبيرتي وميغيلي، فيما حضر الجنازة كبار مسؤولي المدينة.

وخضعت القضية لتحقيق مطوّل لم تخرج منه أي نتائج أو ربما لم تعلن نتائجه، إنْ صح التعبير، حيث ظهرت تسريبات لمعلومات ربطت اسم رئيس مالاجا الراحل بمشروعات مع رجال أعمال سيئي السمعة ووقوع خلافات بينهم، ولكن لم يتم أبدا إلقاء القبض على القاتل ومعرفة أسباب الجريمة التي تظل لغزا حتى الآن.

اقرأ أيضا..
تشافي: كدت أرتدي قميص ريال مدريد بسبب ديل بوسكي

دلالات
المساهمون