خبراء الإنترنت: الاتجاه العالمي للعمل من البيت يفتح الباب للتسلل الإلكتروني

19 مارس 2020
استغلال الفيروس للتسلل (Getty)
+ الخط -
يقول خبراء الأمن السيبراني إنه في ضوء التزام الناس بيوتهم للعمل والدراسة بسبب وباء كورونا ومعهم أجهزة اللابتوب وبيانات الشركات التي يعملون بها فإن المتسللين الإلكترونيين سيتبعونهم سعياً للاستفادة من هذا الوضع والتسلل إلى المواقع الإلكترونية للشركات.

وقد أصدر مسؤولون حول العالم تحذيرات من مخاطر العمل عن بعد، وفي الوقت نفسه تشهد شركات التكنولوجيا زيادة كبيرة في طلبات المساعدة في تأمين العاملين الذين يؤدون مهامهم من خارج مكاتبهم، فيما أكدت شركات متخصصة بالأمن السيبراني ملاحظتها لاستغلال الفيروس للقرصنة والتجسس.

وفي شركة سيسكو سيستمز على سبيل المثال، قفز عدد طلبات الدعم الأمني للعاملين عن بعد إلى عشرة أمثاله في الأسابيع القليلة الماضية. وقالت المستشارة لدى شركة دو سيكيوريتي التابعة لسيسكو، ويندي نيزر، التي أمضت السنوات العشر الأخيرة في العمل من بيتها في وظائف مختلفة "من لم يعملوا من البيت من قبل قط يحاولون ذلك وعلى نطاق واسع".

وقالت إن هذه النقلة المفاجئة تعني اتساع المجال لحدوث أخطاء ومزيداً من الضغط على العاملين في تكنولوجيا المعلومات وزيادة الفرصة أمام مرتكبي الجرائم السيبرانية الذين يأملون في الإيقاع بالعاملين والحصول على كلمات السر الخاصة بهم.

ويعمل المجرمون على تطوير رسائلهم الساعية لسرقة كلمات السر وكذلك برمجياتهم الخبيثة وتصويرها في شكل تحذيرات وإنذارات من فيروس كورونا أو تطبيقات.

ووجد بعض الباحثين أن المتسللين يتنكرون في هيئة المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، في محاولة للتسلل إلى البريد الإلكتروني أو خداع المستخدمين والسطو على ما بحوزتهم من عملة البيتكوين، في حين رصد آخرون متسللين يستخدمون تطبيقا ضارا يتعلق بالفيروس للسيطرة على الهواتف المحمولة التي تعمل بنظام أندرويد.

ويبدو أن جواسيس لديهم قدرات سيبرانية متقدمة يستغلون تفشي فيروس كورونا الذي أصاب أكثر من 210 آلاف شخص وتسبب في حوالى 8700 حالة وفاة في مختلف أنحاء العالم.

ويوم الجمعة أطلق مسؤولون أميركيون في مجال الأمن السيبراني تحذيراً للشركات من أجل تحديث شبكاتها الخاصة والانتباه لأي زيادة في رسائل البريد الإلكتروني الخبيث التي تستهدف العاملين. ويوم الثلاثاء، أصدر المركز الوطني للأمن السيبراني في بريطانيا منشوراً من ست صفحات للشركات التي يعمل موظفوها عن بعد.

والفرص أمام المتسللين لا حصر لها. فعدد كبير من العاملين ينقلون بيانات المؤسسات التي يعملون بها من شبكات الشركات التي يديرها متخصصون إلى شبكات الواي فاي في البيوت والتي تحميها كلمات سر بسيطة. واتجهت بعض الشركات لتخفيف القيود للسماح للعاملين وهم في بيوتهم بالحصول على معلومات حساسة تتعلق بالعمل.

وربما يعرض العمل من البيت العاملين لأخطار أقل تقنية مثل سرقة المعدات الإلكترونية أو فقدانها، أو لمجرد الخطأ البشري أثناء التكيف مع بيئة العمل الجديدة. وقالت نيزر إن جمهور العاملين من البيت قد يكون أيضاً ضحية للمحتالين بالدعم التكنولوجي الذين ينتحلون صفة من يحاول إصلاح مشكلة تكنولوجية في محاولة للتحكم في الكمبيوتر المستهدف.


(رويترز)
المساهمون