أطلق ناشطون وصحافيون فلسطينيون حملة إلكترونية تحت وسم "#ياعندي_ياعند_المنسق"، تدعو إلى إلغاء متابعة صفحة "المنسق" الإسرائيلي على منصات التواصل الاجتماعي، عقب المتابعة المتزايدة التي شهدتها من فلسطينيين وعرب.
وصفحة "المنسق" هي الواجهة العربية الشعبية لإيصال رسالة حكومة وجيش الاحتلال للفلسطينيين والعرب، وتتخذ من اللغة العربية مدخلاً سهلاً للتواصل أكثر مع الفلسطينيين، وتحديداً في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتسهّل عملية التواصل معهم عبر تلك الصفحة عبر التعليقات أو الرسائل الخاصة.
ونشرت صفحة "المنسق" أخيراً تغريدة تعبّر عن سعادتها بوصول عدد متابعيها إلى أكثر من 600 ألف متابع على موقع "فيسبوك". يأتي ذلك في ظل حديث الاحتلال عن فشل السلطة الفلسطينية في إدارة الضفة الغربية وعودة السيطرة على أراضيها من جديد وإمكانية عودة ما يسمى "روابط القرى" التي تتبع للحاكم العسكري في جيش الاحتلال في تلك المناطق.
وقال الناشط الإعلامي إبراهيم مسلم، لـ"العربي الجديد"، إنّ حملة "#ياعندي_ياعند_المنسق" تهدف إلى منع استغلال هذه الصفحة للشباب الفلسطيني ومحاولة تجنيدهم واستخلاص المعلومات منهم.
وأضاف: "للأسف، نرى كثيراً من هذه الحسابات تنشر التهاني بالمناسبات الدينية الإسلامية والمسيحية والوطنية للدول العربية، وتسوق المسوغات لمواقف الاحتلال". وأوضح أنّ التقليل من تأثير هذه الصفحة وما تنشره من مواد يكون في الأساس بالتوعية على خطورتها، والتركيز على عدم التعامل معها إطلاقاً، حتى بالتعليقات التي ترد عليها، "فهم لا ينزعجون من التعليقات المسيئة، لأنها تسهم في تحقيق الهدف الرئيس لهذه الصفحات، وهو انتشارها عند الشعوب العربية عامة، والشعب الفلسطيني خاصة".
أما الناشط في الإعلام الرقمي، خالد صافي، فنبه مَن لهم حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي إلى تفقد إذا كانت معجبة بصفحة "المنسق" أو لا. وأوضح لـ"العربي الجديد" أنّه عند إنشاء حساب جديد، يقترح "فيسبوك" مجموعة من الصفحات لمتابعتها، "وبما أن كثيراً من المستخدمين يكونون على عجلة من أمرهم وقتها، يضغطون زر (متابعة الكل)، وبالتالي يجد الواحد منهم نفسه أعجب بصفحة (المنسق) من دون أن يدري".
وأشار صافي إلى أنّه اكتشف أن 217 صديقاً معجبون بصفحة "المنسق"، وقال: "لم أرسل لهم تهديداً مباشراً بالطرد من حسابي، ولم أحذرهم من عواقب متابعة مثل تلك الصفحة المشبوهة، بل جهزت رسالة حيادية تحمل الكثير من الاهتمام، وأرسلتها إلى كل واحد منهم عبر (ماسينجر)، وتركت له حرية الخيار في الإعجاب بصفحة (المنسق) من عدمه. وكما توقعت، فوجئ عدد لا بأس به منهم بأنه متابع للصفحة".
وأكّد الناشط الإعلامي أنّ الحملة "تحمل هدفاً نبيلاً، وتفاعل معها عدد كبير من المستخدمين في فلسطين، ومن المتوقع أن تمتد للعالم العربي قريباً، وسرّ نجاحها اتفاق الناس عموماً على عداوة الاحتلال والنفور من تطبيع العلاقات معه".
وقال الخبير في الشأن الدعائي حيدر إبراهيم، عبر "فيسبوك"، إنّ "الإعجاب أو المتابعة يعني أن صفحتك تحولت إلى بوابة دخول لـ(المنسق) نحو فئة جديدة لم تسجل إعجاباً بصفحته من قبل، وهذه المرة من قائمتك أنت".
Facebook Post |
ووصف الإعلامي إيهاب الجريري الحملة بأنّها عظيمة، وأوضح عبر صفحته، قائلاً: "أولاً لدرجة الوعي العالي الذي تحمله رسالتها. ثانياً، لأن لها هدفاً محدداً يمكن تحقيقه، الأهم لاحقاً استمرار التوعية بخطورة مثل هذه الصفحات، وما الفرق بين أن تتابع مواقع إخبارية عبرية، وصفحات لضباط الاحتلال ومخابراته، لأن خطورتها تكمن عبر منشوراتها الممولة".
Facebook Post |
وأعلن رسام الكاريكاتير محمود عباس، أنّه سيشارك في الحملة، وسيحذف جميع الأصدقاء لديه المتابعين لصفحة "المنسق".
Facebook Post |