إغلاق موقع "المنشار" الإلكتروني الساخر في الجزائر

15 مايو 2020
"المنشار": "الجزائر الجديدة أسوأ من القديمة" (رياض كرامدي/فرانس برس)
+ الخط -
أعلنت صحيفة "المنشار" الجزائرية الإلكترونية الساخرة إغلاقها هرباً من "القمع"، ما أثار ضجة كبيرة على الشبكات الاجتماعية، في وقت يتعرض فيه مستخدمو الإنترنت ووسائل الإعلام المستقلة لإجراءات قسرية من قبل السلطات.

وعند فتح الموقع الذي سخر من الجميع ومن كل شيء يمكن قراءة إعلان الإغلاق "(المنشار) انتهى، نلتقي قريباً في جزائر أفضل. أو لا". وتبعت هذا الإعلان موجة من ردود الفعل، وتساءل عدد من المتصفحين عما إذا كان السبب "الرقابة"، أم أنها مزحه جديدة "بلا طعم".

ويوم الخميس ردّت الصحيفة الإلكترونية عبر صفحتها على موقع "فيسبوك" التي يتابعها 500 ألف شخص "لم نخضع للرقابة من السلطات أو الإغلاق". وقال "إن مناخ قمع الحريات وسجن المواطنين بسبب نشاطهم على الشبكات الاجتماعية قاد إلى التفكير في المخاطر التي نواجهها. قاومنا لمدة خمس سنوات (...) سنلتقي في جزائر أفضل (...) حيث لا يوجد هذا الخوف". ولم تتمكن "العربي الجديد" من تصفح صفحة "المنشار" على "فيسبوك" اليوم الجمعة، كما أن صفحتها على "تويتر" أصبحت مشددة الخصوصية، ولا يمكن متابعة التغريدات المنشورة فيها.

وقال مؤسس الموقع الساخر نزيم باية: "أنا أفكر بالفعل في إطلاق (المنشار الجديد). سيكون مثل الجزائر الجديدة، يعني مشابهة للقديمة ولكن أسوأ". وهذه إشارة إلى "الجزائر الجديدة" التي دعا إليها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الذي خلف عبد العزيز بوتفليقة، بعدما أُجبر الأخير على الاستقالة تحت ضغط الشارع في إبريل/نيسان عام 2019، بعد 20 عاماً في الحكم.

"المنشار"، وشعاره "بالمناشير نغير العالم"، يقدم نفسه على أنه "موقع لمعلومات كاذبة وسخيفة تماماً" تهدف إلى "استكشاف مجال العبث". وأوضح الموقع أن المقالات المنشورة "لا تشير إلى أحداث واقعية بل فقط إلى أحداث ممكنة".

وأقرّت الجزائر أخيراً قانوناً يجرم التضليل وخطاب الكراهية، وهو ما يمكن أن يكون له تأثير غير مباشر على المنشورات الساخرة. وتخوفت منظمات غير حكومية جزائرية ودولية من إمكانية استخدام قانون العقوبات الجديد لإسكات حرية التعبير في الجزائر. ومنذ إبريل/نيسان، لم يعد بالإمكان تصفح مواقع إخبارية عدة في الجزائر، بعد "حجبها" من السلطات بحسب أصحابها.

(فرانس برس)

المساهمون