تطبيق جديد لتبديل الوجوه... كيف يعمل وما مخاطره؟

حُمل التطبيق الصيني الجديد ZAO ملايين المرات خلال الأيام القليلة الماضية، لكنه أثار قلقاً ومخاوف عدة حول الخصوصية، وسلّط الضوء على استغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) في انتحال هوية الآخرين.

ما هو تطبيق ZAO؟
التطبيق الصيني الجديد يسمح للمستخدمين باستبدال وجوههم بوجوه المشاهير ونجوم الرياضة أو أي شخص آخر في فيديو كليب.
وقد حُمل ZAO على متجر التطبيقات الخاص بهواتف "آيفون"، يوم الجمعة، ثم انتشر سريعاً بين المستخدمين. ووفق منشور كتبته الشركة المطورة للتطبيق Momo، على موقع "ويبو" الصيني للتواصل الاجتماعي، فإن خوادم ZAO كادت تتعطل من الإقبال الكبير عليه.
وأفادت شركة App Annie، المتخصصة في رصد تحميل التطبيقات حول العالم، بأن ZAO تصدر قائمة التطبيقات المجانية الأكثر تحميلاً في الصين، يوم الأحد الماضي، عبر متجر "آب ستور" App Store للهواتف العاملة بنظام تشغيل "آي أو إس" iOS.

Twitter Post

كيف يُحمل التطبيق الصيني؟
يشترك المستخدمون في تطبيق ZAO عن طريق إدخال أرقام هواتفهم المحمولة وتحميل صور وجوههم الملتقطة بالهواتف نفسها، وفق ما أفادت وكالة "رويترز".
بعد إدخال رقم الهاتف والصورة، تُعرض أمام المستخدمين مجموعة من الفيديوهات الخاصة بالمشاهير، ليختاروا من بينها ما يريدون تثبيت وجوههم عليه، ثم مشاركته مع أصدقائهم.
ولا تقتصر الفيديوهات المتوفرة على المشاهير الصينيين، بل تضم فئة من مشاهير العالم، مثل النجم الهوليوودي ليوناردو دي كابريو، والممثلة الراحلة مارلين مونرو.

Twitter Post

مخاوف الخصوصية
بعد الانتشار الفيروسي للتطبيق، أثار مستخدمون مخاوف بشأن الخصوصية؛ إذ عند تحميل التطبيق، تنص أحد بنوده على أن من يحملون صورهم على ZAO يوافقون على تسليم حقوق الملكية الخاصة بوجوههم، ويسمحون للتطبيق باستخدامها لأغراض تسويقية.
لكن هذه المخاوف لم تحدّ من شعبية التطبيق.
وردّت الشركة المطورة للتطبيق على المستخدمين الصينيين عبر موقع "ويبو"، يوم الأحد، وفق ما نقلت "رويترز". وقالت: "نتفهم تماماً قلق المستخدمين على خصوصيتهم. لقد تلقينا رسائلكم، وسنصحح مكامن الخلل التي تحتاج بعض الوقت".
تجدر الإشارة إلى أن شركة Momo اشتهرت كمصنعة لتطبيق مخصص للمواعدة على غرار "تندر" Tinder، ثم تحولت إلى خدمة للبثّ الحي على شبكة الإنترنت. وأدرجت على بورصة نيويورك عام 2014.

Twitter Post

يعتمد تطبيق ZAO تقنية Deepfake أو "التلاعب المعمّق" التي تثير جدلاً كبيراً منذ الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016. وهو التلاعب الواقعي المفرط بالصور الرقمية التي يمكن أن تغيرها بفعالية كبيرة، لدرجة تجعل من التمييز بين النسختين الحقيقية والزائفة أمراً شديد الصعوبة.
ورغم محاولة عمالقة التكنولوجيا السيطرة على هذه الظاهرة، عبر حظر الحسابات والصفحات التي تروج لها، وبينها موقع "تويتر" و"ريديت" وموقع الأفلام الإباحية "بورن هاب"، إلا أن قدرات الذكاء الاصطناعي في تزايد متواصل ينذر بفقدان السيطرة.
وفي يونيو/حزيران الماضي، قال المؤسس والمدير التنفيذي في شركة "فيسبوك"، مارك زوكربيرغ، إن المنصة الاجتماعية تصارع لمكافحة الفيديوهات المعدلة بتقنية "ديب فايك"، موضحاً أن هذا النوع من التلاعب "قد يؤسس لفئة مختلفة تماماً من التضليل" عما شهدناه سابقاً.
وللمفارقة، فإن زوكربيرغ واجه هذه الظاهرة، إذ في يونيو/حزيران الماضي، أنشأ مصمّمان وشركة إعلانية مقطع فيديو مفبركا يبدو فيه مؤسس "فيسبوك" وهو يدلي بتصريحات لم يتفوّه بها إطلاقاً، ونشروها عبر تطبيق "إنستغرام".