شركات التواصل الاجتماعي تكثّف حملاتها بالانتخابات الأميركية النصفية: شفافية وتحفيزات للتصويت

05 نوفمبر 2018
أُطلقت ملصقات تحفز التصويت (جولي دينيشا/Getty)
+ الخط -
تسرّع شركات التكنولوجيا الخطى لتجنب أخطاء الماضي خلال انتخابات الكونغرس النصفية  في الولايات المتحدة؛ إذ أطلقت قواعد بيانات تكشف، نظرياً، من يقف وراء الإعلانات السياسية، في محاولة لتفادي ترويج حملات الأخبار الكاذبة والاستقطاب، كما أطلقت أدوات للتحفيز على التصويت

وتجري انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي يوم غدٍ الثلاثاء. وأطلق كل من "فيسبوك" و"غوغل" و"تويتر" قواعد بيانات قابلة للبحث في هذا العام تسمح للناس بمشاهدة تفاصيل الإعلانات المتعلقة بالانتخابات التي تعمل على مواقعهم.

ويمكن للأشخاص الذين يزورون قواعد البيانات عبر الإنترنت مشاهدة مقاطع الفيديو والصور من الإعلانات، فضلاً عن التكاليف ومن وراء كل إعلان، من الناحية النظرية بحسب شبكة "إن بي سي".

وأجبرت شركات الإنترنت على هذه الخطوة تحت تهديد اللوائح الفيدرالية، وذلك بعد تقارير تفيد بأن العملاء الروس اشتروا إعلانات سياسية اجتماعية مثيرة للانقسام والاستقطاب، تحت أسماء وهمية، في الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية لعام 2016 وفاز فيها دونالد ترامب.


قوائم لا تخلو من ثغرات

لكن المشرعين والباحثين يقولون إن الثغرات الضخمة في قواعد البيانات لا تزال قائمة، وتشير العيوب إلى أن جهود الشركات، رغم إنتاجها كميات هائلة من البيانات، قد لا تكون كافية.

ونقلت الشبكة عن مدير الإصلاح الاتحادي في المركز القانوني للحملات (منظمة غير ربحية تعمل في واشنطن وتدافع عن حقوق الإنسان)، برندان فيشر: "نحن الآن في مكان أفضل بكثير من حيث الشفافية مقارنة بما كنا عليه قبل عامين، لكنّ هناك طريقا طويلا يجب قطعه" لقوانين تمويل حملة أكثر صرامة.

قد تكون بعض مشكلات الإعلانات السياسية خارج نطاق سيطرة شركات التكنولوجيا تثير المنظمات السياسية، وتنفق ملايين الدولارات على كل انتخابات في ما يسمى "الأموال المظلمة"، أو المال الذي لا يُعرف أصله علناً، أحيانًا لأنه يمر عبر شركة ذات مسؤولية محدودة. تشتري هذه المجموعات الإعلانات عبر الإنترنت وفي وضع عدم الاتصال.


تحركات في أروقة الكونغرس

يوم الجمعة، قال اثنان من أعضاء مجلس الشيوخ إنهما بعثا برسالة إلى الرئيس التنفيذي لشركة "فيسبوك"، مارك زوكربيرغ، يحثانه على معالجة ثغرات في أرشيف الإعلانات السياسية للشبكة الاجتماعية.

وجاء في نص الرسالة: "انتخابات حرة ونزيهة تتطلب الشفافية والمساءلة اللتين تمنحان الجمهور الحق في معرفة المصادر الحقيقية للتمويل للإعلانات السياسية، من أجل اتخاذ خيارات سياسية مستنيرة ومحاسبة المسؤولين المنتخبين".

كما أرسل أعضاء مجلس الشيوخ رسالة منفصلة إلى الرئيس التنفيذي لشركة "ألفابيت"، مالكة "غوغل"، لاري بيدج، في إبريل/نيسان حثته على أن يكون أكثر شفافية بشأن الإعلانات السياسية.

هذا ويعمل مشرّعون أميركيون على  تشريع يعرف باسم "قانون الإعلانات الشريفة"، والذي يتطلب من بائعي الإعلانات عبر الإنترنت تلبية بعض متطلبات الإعلان السياسي نفسها التي تقدمها شركات الإذاعة والتلفزيون.

ولن يتمكن "فيسبوك" و"غوغل" من الإفصاح عن مصادر الأموال المظلمة. ويرى الخبراء أن "هذه مسؤولية الكونغرس واللجنة الانتخابية الفيدرالية" أو "لجنة الانتخابات الفيدرالية".


تحفيزات على المشاركة

يضيف كل من "إنستغرام" و"سناب شات" ميزات جديدة للحث على زيادة مشاركة الناخبين في انتخابات التجديد النصفي الأميركية. خصوصاً أن الإحصائيات تشير إلى أن الأشخاص الأصغر سناً أقل ميلاً إلى التصويت. 

ويضيف "إنستغرام" مجموعة جديدة من الملصقات التي ستمكّن المستخدمين من الإعلان أنهم أدلوا بأصواتهم: "ابتداء من يوم الأحد، ستتمكن من استخدام ملصق I Voted جديد. افتح الكاميرا، التقط صورة شخصية فخورة، انقر فوق رمز الملصق وحدد ملصق I Voted. إذا تم ضبط لغة هاتفك على الإسبانية، سترى نسخة Yo Voté".

من جانبه، سيطرح "سناب شات" مجموعة من الملصقات والعدسات لتشجيع المستخدمين على المشاركة، كما سيرسل مقطع فيديو إلى جميع المستخدمين البالغين من العمر 18 عاماً في الولايات المتحدة لتذكيرهم بالتصويت، بينما يضيف أيضاً مواقع الاقتراع إلى خريطة Snap Map.

بالنظر إلى معدلات مشاركة الناخبين المنخفضة تاريخياً بين المجموعات الأصغر سناً، يرى موقع "سوشل ميديا توداي" أن "سناب شات" و"إنستغرام يمكن أن يلعبا دوراً مهماً في تغيير النتيجة في الولايات المتحدة الأميركية، باعتبارهما المفضلين عند الفئة الأصغر سناً.
المساهمون