بين المغدور والقتيل والمخلوع والسابق احتارت الفضائيات العربية بصالح

05 ديسمبر 2017
سكاي نيوز سمّت صالح بالمغدور (تويتر)
+ الخط -
تسبّب خبر مقتل الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح بحالة من الهلع في الإعلام العربي، تحديداً في القنوات السعودية والإماراتية، والتي لم تكُن قد تعوّدت بعد على لقب "الرئيس السابق" ومنحت صالح في أقل من يومين على تغيير سياستها التحريريّة لقب "الرئيس المقتول".

الأخبار عن اليمن، بطبيعة الحال، وبطبيعة أهمية الحدث، طغت على سواها على الفضائيات العربية. لكنّ بعض القنوات كـ"العربية" انشغلت به فقط، فخصصت العشرات من الأخبار عن سيرة صالح، وحزب المؤتمر، وردود فعل المقربين من صالح كابنه، وأعدّت أخباراً عن انتهاكات الحوثيين، بل وسيرا ذاتية عن عبد الملك الحوثي، وردود الفعل العربية والعالمية حول مقتل صالح، ومقتل الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر عارف الزوكا. هكذا، نجد حساب "العربية" على "تويتر" منذ الاثنين وحتى صباح الثلاثاء، مثلاً، يخلو من الأخبار عن القمة الخليجية التي تنعقد اليوم في الكويت، وتتحوّل لرصدٍ لردود الأفعال حول قتل صالح.

وكانت المقارنة بين مقتل صدام حسين، ومعمر القذافي، وعلي عبدالله صالح، حاضرةً في الإعلام العربي كما على مواقع التواصل. فصور "الزعماء" الثلاثة قبل قتلهم وخلال وبعد عملية القتل، وصور جثثهم، انتشرت بكثافة، في ما كان يُشبه "رثاء القتَلة".

استمرّت تسمية الحوثيين بـ"المليشيا" في الإعلام العربي أيضاً، لكنّ "سكاي نيوز عربية" أضافت تعبير "الإيرانية"، لتُصبح "مليشيا الحوثي الإيرانية". وخصّصت القناة أخباراً عن انتهاكات مليشيا الحوثيين "في مسجد صالح"، وسمّت يوم الاثنين بـ"يوم الهمجية الحوثية"، واعتبرت قتل صالح "اغتيالاً"، وأعدت تقريراً عن "تاريخه ومحطاته"، وتحدثت أيضاً عن "التمثيل بالجثث وإعدام الأسرى". وخصّصت القناة أيضاً تقارير عن "أذناب إيران"، كـ"حزب الله" اللبناني، وقتل الزوكا. وذهبت القناة أبعد من ذلك، لتصف صالح بـ"الرئيس المغدور".
وحتى في الأخبار عن اليمن، وجّهت "سكاي نيوز عربية" تحريضاً ضدّ قطر. وكان الخبر العاجل الذي أرسلته عبر تطبيقها على الهواتف الذكية، والذي قال إنّ "الحوثيين قتلوا صالح بدمٍ بارد"، من أبرز ما أثار السخرية من تغطية القناة.


أما قناة "الجزيرة"، فكانت أغلب تغطيتها للحديث عن مقتل صالح أيضاً. وعرضت القناة بشكلٍ مستمرّ فيديو قتل صالح، كما استضافت عضو المكتب السياسي للحوثيين، محمد البخيتي، كي يروي "تفاصيل الساعات الأخيرة قبل مقتل صالح".
 أعدّت "الجزيرة" تقريراً عن "أبرز المحطات التاريخية والتحالفات في حياة صالح التي شكّلت تاريخ اليمن المعاصر".
وتساءلت القناة عن "مستقبل حزب المؤتمر" بعد مقتل صالح، كما أعدت تقارير متعددة عن ردود الفعل العالمية والعربية حول الحدث، إلى جانب اهتمامها بالقمة الخليجيّة.
وفي تقرير عن "مصير الزعماء" بعد الربيع العربي، قالت القناة "وقد كان في الإصغاء إلى الشعوب منجاة"، مشيرةً إلى أنّ صالح انضم إلى قائمة "المخلوعين والقتلى"، وعرضت مصائر آخرين كحسني مبارك ومعمر القذافي وزين العابدين بن علي. واعتبرت القناة أنّ "التقلّب في التحالفات ميزةٌ اتصف بها صالح، لكن حليف الأمس لم يمهله حتى يضبط تحالفاً جديداً فأرداه قتيلاً".

من جهتها، بدأت قناة "الميادين" أخبارها عن مقتل صالح بخبر نقلته عن وزارة الداخلية اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون، والتي قالت "انتهاء ميليشات الخيانة ومقتل زعيمها". كما كثّفت تغطياتها حول قصف التحالف العربي الذي تقوده السعودية على اليمن. وتساءلت القناة إن كان قتل صالح سيؤدي إلى "تصعيد عسكري وسياسي أكبر في البلاد".
وفيما انشغلت القناة بتصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني والأخبار الميدانية في سورية، أعدّت تقارير عن "محاولات الاغتيال" التي تعرّض لها صالح. كما تساءلت إن كان "تحالف السعودية يتّجه للتسوية"، وأعادت بثّ إعلانٍ لها يدعو إلى "إنقاذ أطفال اليمن لما تبقى فينا من إنسانية"، وركّزت على تصريحات عبدالملك الحوثي والقياديين في المليشيا.