قتل الصحافيين السوريين استمرّ أيضاً هذا العام

21 ديسمبر 2019
دفن المواطن الصحافي أنس الدياب في إدلب (الأناضول)
+ الخط -
أعلنت منظمة "مراسلون بلا حدود" يوم الثلاثاء الماضي، أن 49 صحافياً، ومواطناً صحافياً، ومتعاوناً قتلوا عام 2019، حول العالم. وقالت المنظمة ومقرها باريس إن قسماً من هؤلاء الصحافيين الذين يعتبر عددهم "منخفضاً بشكل تاريخي"، قضى في تغطية نزاعات في اليمن وسورية وأفغانستان، محذرة من أن "الصحافة لا تزال مهنة خطيرة". وأشارت المنظمة إلى أن انخفاض العدد مرتبط بتراجع عدد مناطق النزاع الدموية مقارنة بعام 2018.

كما أوضحت، وفق ما يظهره موقعها الإلكتروني، أن ثلاثة صحافيين، وستة مواطنين صحافيين، إضافة إلى متعاون واحد (سائق)، قتلوا في سورية خلال العام. وأشار الموقع كذلك، إلى أن عدد الصحافيين المعتقلين حول العالم وصل إلى 235 شخصاً، 11 منهم في سورية، و132 مواطناً صحافياً 15 منهم في سورية، و15 متعاوناً اثنان منهم في سورية.
وفي اتصال لـ "العربي الجديد" مع "مركز الحريات الصحافية" التابع لـ "رابطة الصحافيين السوريين"، التي تضم صحافيين سوريين معظمهم من المعارضين للنظام، للتعليق على هذه الأرقام التي نشرتها المنظمة في مقياسها السنوي، أشار الباحث محمد الصطوف، وهو باحث في مركز الحريات إلى أن عدد القتلى من الصحافيين السوريين خلال العام، لا يكون في كل سنة دقيقاً، كون فريق المنظمة يرصد الحالات المعروفة أو التي يعلمون بها، مشيراً إلى آليات مختلفة في إحصاء عدد الضحايا.

ورغم معايير التوثيق التي تختلف، فإن هذا العام تطابقت أرقام كل المنظمات التي تعنى بحرية الصحافة، لجهة عدد القتلى الصحافيين في سورية. إذ تشير إحصائيات "مركز الحريات الصحافية" بحسب الصطوف، إلى أن عشرة صحافيين (كما وثقت "مراسلون بلا حدود") قتلوا منذ مطلع العام الحالي وحتى منتصف شهر كانون الأول/ ديسمبر منه، وبذلك ارتفع عدد الصحافيين الذين وثق المركز مقتلهم منذ منتصف مارس/آذار 2011 إلى 455 إعلامياً. وأشارت معلومات المركز لأسماء القتلى من الصحافيين السوريين، الذين قضوا هذا العام، بالتالي:
بلال عبد الكافي المحمد الملقب أبو عروبة (قتل تحت التعذيب في سجون النظام السوري)، ومحمود عبد العال (قتل بقصف الطيران الروسي على ريف إدلب)، وعلي محمود عثمان المعروف (قتل في سجون النظام السوري)، وبلال عبد الكريم المعروف باسم عمر الدمشقي) (قتل بتفجير مجهول في ريف إدلب)، وعلاء نايف الخضر المعروف باسم وسام الدمشقي (قتل تحت التعذيب في سجون النظام السوري)، وأنس عبد المجيد الدياب ( قتل بقصف للطيران الحربي الروسي على ريف إدلب)، وسعد محمد سعيد شيخموس الأحمد (قتل برأس العين في ريف الحسكة على يد مجهولين)، محمد حسين رشو (قتل برأس العين بريف الحسكة برصاص مجهولين)، وأمجد حسن باكير (قتل بطلق ناري على يد قوات النظام السوري)، وعبد الحميد خضر اليوسف (قتل بقصف قوات النظام على ريف إدلب).

وبذلك تتوزع مسؤولية مقتل هؤلاء الصحافيين خلال عام 2019 على النحو التالي: النظام مسؤول عن مقتل 5، روسيا مسؤولة عن مقتل 2، وجهات مجهولة مسؤولة عن مقتل 3، بحسب المركز.



وأوضح الصطوف في حديثه مع "العربي الجديد" إلى أنه "لا تزال بيئة العمل الإعلامي في سورية محفوفة بالمخاطر، بل ويمكن القول إن سورية من أخطر البلدان على الصحافيين، وإن كنا نلاحظ تفاوت درجات الخطورة من منطقة إلى أخرى وذلك تبعاً لمناطق السيطرة أو منهجية الاستهداف من قبل مختلف الأطراف وخاصة النظام السوري، الذي كعادته يواصل ارتكاب الانتهاكات (الأشد فتكاً بالصحافيين) من استهداف الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية، بالقصف المباشر في المناطق المحررة، أو ممارسة القمع والتضييق على الحريات الإعلامية في مناطقه، وهذا ما دفع عددا من إعلاميي النظام (الموالين) للعزوف عن العمل الإعلامي خوفا من تبعات هذا الاستهداف أيضاً".

وتابع الباحث في المركز: "من المعروف أن للمعارك وارتفاع وتيرتها، تأثيرها المباشر على الانتهاكات بحق مختلف الأشخاص، بمن فيهم الإعلاميون، بالإضافة إلى التضييق على الحريات الإعلامية والذي تمارسه مختلف أطراف الصراع في سورية، كل هذا جعل من بيئة العمل الإعلامي في سورية خطيرة للغاية، وهنا تجدر الإشارة إلى أنه لا بد من أن يتوخى الصحافيون والناشطون الإعلاميون كل درجات الحيطة والحذر، واتخاذ التدابير الكافية وفق معايير السلامة المهنية الخاصة بالصحافيين".



ومنذ بداية الاحتجاجات في مارس/آذار عام 2011، يشدد النظام السوري من ملاحقته للصحافيين، والناشطين، والمواطنين الصحافيين على وجه الخصوص، الذين اختاروا العمل الإعلامي بعد اندلاع الثورة لتوثيق انتهاكات النظام، فاعتقل وقتل منهم المئات، ولا يزال العشرات منهم في سجونه.