الصحافة العالمية تنتقد منع "البوركيني" في فرنسا

18 اغسطس 2016
(Getty)
+ الخط -
بعد الشجار الجماعي الذي شهدته مدينة سيسكو في كورسيكا الفرنسية، على خلفية تصوير سيدات يرتدين "البوركيني"، اتّخذ عمدة المدينة قرارا يمنع لباس الزي الإسلامي على شاطئ البلدة، أسوةً بمدينتي "كان" و"ڤيلنيوف-لوبيه" اللتين أصدرتا تعميما في هذا الشأن مع بداية العطلة الصيفية وتوافد السائحين إلى الشواطئ الفرنسية. 
القرار الذي يتّجه ليطاول مختلف مدن الجنوب الفرنسي، شكّل مادة جدل كبيرة في الصحافة العالمية الصادرة خلال الأيام الماضية، والتي طرحت الموضوع في صفحاتها وقاربته من منظور التعدّي على حرّية التعبير، ورأت في "البوركيني" زيًّا إسلاميًا طبيعيًا لا يتناقض مع مبادئ العلمانية في أوروبا.
"قضية البوركيني تصل إلى الشواطئ الإسبانية" تحت هذا العنوان شرحت صحيفة "الباييس" الإسبانية الأسباب التي تجعل إسبانيا متردّدة في منع البوركيني. وقالت اليومية الإسبانية، إنّ ثلاثين مدينة كاتالونية صوّتت سنة 2010 على قرار يقضي بمنع ارتداء البرقع في الإدارات العامة، لكنّ المحكمة العليا رفضت القرار واعتبرته معاديا لمناخ الحرية الدينية. وأضافت "حصل أمر مشابه لما حصل في بعض المدن الفرنسية في إقليم البلسك سنة 2014، حيث منع خافيير ماروتو، عمدة فيتوريا، كل سيدة محجبة أو ترتدي ملابس مغايرة للباس البحر الطبيعي، من السباحة على شواطئ المدينة، لكنّ المنع بقي محصورا في مدينة فيتوريا ولم تتجّه مدن أخرى إلى فعل ذلك".
وفي نفس السياق، سخرت الكاتبة والصحافية الإسبانية، برنا غونزاليز هاربور، من إجراءات البلديات الفرنسية. وقالت "إذا كان السبب الرئيسي وراء منع البوركيني هو مشكلة النظافة، فكان من الأفضل النظر في نظارات الغطس وأشياء أخرى. وإذا كانت ردة الفعل إلى الإرهاب الذي يضرب فرنسا وأخذ الحيطة والحذر طبيعيين، فإنّ حاجز التعصب غير العقلاني قد أصبح وراء العديد من البلديات".
في إيطاليا، تناولت صحيفة "لا نويڤا دي فينيسيا" المحلية، القرار الذي اتخذه عمدة سيسكو، ووصفته بـ"الجائر"، وقالت إنّ شواطئ إقليم فينيتو، الواقع شمال شرق إيطاليا، لا تشهد أي منع للبوركيني. وكانت الصحيفة قد أجرت مقابلة مع عمدة مدينة جيزولو، فاليريو زوغجيا، الذي اعتبر أنّ "مسألة الأمن العام تهم جميع المواطنين في المدينة، الإجراءات التي تعني الأمن والسلامة العامة لا يجب أن تتعارض مع إمكانية السباحة بلباس يغطي الجسد".
بدورها، سخرت ريمونا علي في "ذا غارديان" من قرار البلديات الثلاث في فرنسا، وكتبت مقالا تحت عنوان "5 أسباب لارتداء البوركيني، ليس فقط من باب إغاظة الفرنسيين". ولخّصت علي الأسباب بشكل هزلي "مواجهة الحمقى، إثارة جنون الميديا الفرنسية، توفير سعر واقي الشمس، التأكيد على تفاهة القرار، والاحتفال بالحريات الشخصية".
كما أجرت "بي بي سي" تقريراً عن الموضوع واعتبرت الأمر "هجوما إسلاموفوبيا ضد مسلمي فرنسا" كما جاء على لسان إحدى السيدات في التقرير. أما "تلغراف" فقد رأت أنّ الأعداء الحقيقيين للحرية لسن السيدات اللواتي يسبحن بالبوركيني، إنّما السياسيون الذين يمنعون تلك النساء من السباحة تحت مبررات الخطر من الإرهاب. أما التعليق الأكثر سخرية في الصحف الأميركية فكان من نصيب يومية "الإنترناسيونال" التي كتبت "فرنسا تعلن عن أحدث تهديد أمني لها: البوركيني".



دلالات
المساهمون