الصحف الغربية تستهجن: هل تُصادر الدنمارك أموال اللاجئين؟

20 ديسمبر 2015
لاجئون يدخلون قطاراً في كوبنهاغن (Getty)
+ الخط -

احتل مقال للصحافي ريك نواك في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية لائحة الأكثر قراءة منذ يومين، بعد الجدل الذي أثاره قرار حكومة يمين الوسط بـ "مصادرة المبالغ المالية والحلى الذهبية" التي يحملها اللاجئون.

وسائل الإعلام الدنماركية اهتمت بما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" وعدد من الصحف الغربية الأخرى ومنها إسكندنافية ومجلة "تايم" الأميركية و"الاندبندنت" البريطانية و"دايلي بيست" الأميركية خشية من "الصورة السيئة" التي باتت تنتشر عن بلدهم بين بقية البلدان التي تعد من الدول المتقدمة في مجالات الديمقراطية وحقوق الإنسان.

وكانت صحافة اليمين الدنماركي تمهّد منذ شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي لمناقشة الخطوات المتشددة وذلك لحشد رأي عام وراء قرارات الحكومة التي جرى تمرير بعضها. واستخدمت وسائل التواصل الاجتماعي، وبالأخص لأقطاب اليمين مثل ستويبرغ لجذب المزيد من المؤيدين في الأوساط الشعبية، التي باتت ترى في هذه السياسية وريثة لقطب اليمين المتشدد ورئيسة البرلمان حالياً بيا كيرسغوورد، وذلك بزيادة في شعبيتها تفوق شعبية رئيس وزراء الدنمارك نفسه.

"واشنطن بوست" ذكرت للمرة الأولى ما جرى تناوله في "العربي الجديد" عن تشدد الوزيرة آخذة مثلاً من "نشرها إعلانات مدفوعة الثمن في صحف لبنانية تتحدث فيها عن تخفيض المساعدات" وذلك لجعل البلاد "أقل جذباً للاجئين" وفق ما تكرر ستويبرغ في تصريحاتها المبررة لكل تلك التشديدات. لكن يبدو بأن انتباه الصحافة الغربية، المتأخر، قد أعاد مخاوف ساسة كثيرين بمن فيهم رئيس الوزراء من نفس حزب ستويبرغ، فينسترا الليبرالي من يمين الوسط، لارس لوكا راسموسن الذي حاول توضيح عدة نقاط خلال تصريحاته الصحافية ومنها أن "صورة الدنمارك ليست كما يجري تصويرها".


اقرأ أيضاً: الهرب من الموت: أشهر 10 صور للسوريين خلال 2015

يتّخذ اليمين المتشدد من الإعلام والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي طريقاً للتأثير في صناعة رأي عام مناهض لاستقبال بلادهم للاجئين، بمن فيهم السوريون على الرغم من محاولات اليمين تعميم تصريحاته لتشمل الجميع وليس اللاجئين حصراً.

واستغرب عدد من السوريين الذين عملوا كناشطين إعلاميين في سورية قبل لجوئهم إلى الدانمارك المعاملة التي تعرضوا لها وقالوا لـ"العربي الجديد": "استغربت الشرطة وجود هواتف ذكية معنا، كما أخبرونا أنهم سيصادرون بعض الهواتف يومها".

فتعاطي الصحافة مع قرارات يجري تطبيقها، على عكس الإيحاء بأن "سيجري"، يضيف بعداً جديداً على صورة البلد الإسكندنافي، والسويد تسير بذات الاتجاه تحت ضغط تقدم اليمين المتشدد، وهو بعد قد يكون ضاراً بحسب خبراء مختصين في التسويق الوطني كالمدرس في "مدرسة كوبنهاغن للأعمال" (Copenhagen Business School) مادس موردهورست الذي يقول للتلفزيون الدنماركي الذي يهتم بما نشر عن بلده:" بدأت الروايات والصورة عن الدنمارك تسير بالاتجاه السلبي كبلد معاد للأجانب في الشمال".

ما يعلق عليه موردهورست هو ذاته الذي يخشاه كثير من الصحافيين والإعلاميين الدنماركيين، وخصوصاً ممن لا يتبعون اليمين في دعايته، حول تأثيرات ذلك العناد اليميني والقومي المتشدد الذي تتعاطى من خلاله شخصية نسائية مثل انغا ستويبرغ التي تتطلع إلى مستقبل سياسي غير منصب وزيرة على حساب اللاجئين وفق ما يقدره ممن استمزج رأيهم العربي الجديد، بمن فيهم أعضاء نقابة المراسلين الأجانب في كوبنهاغن مساء الخميس.



اقرأ أيضاً: عودة ذكريات النازية في الدنمارك: إنهم يصادرون مقتنيات اللاجئين

المساهمون