تعاون مثير للجدل بين قراصنة إلكترونيين و "FBI"

24 ابريل 2016
(Getty)
+ الخط -

بعد أيام من كشف مدير مكتب التحقيقات الفدرالي "FBI" جيمس كومي، أن الوكالة دفعت لقراصنة معلوماتية أكثر من مليون دولار لفك شيفرة هاتف "آيفون" استخدمه أحد منفذي اعتداء سان برناردينو، بولاية كاليفورنيا، ساد نقاش حول تفاصيل محتويات الهاتف المذكور.

وعند سؤال كومي عن المبلغ الذي دفعه الـ"أف بي آي" لقاء خدمات جهة ثالثة لاختراف الهاتف، أجاب "الكثير. أكثر مما سأجنيه في الفترة المتبقية لي في وظيفتي وهي سبع سنوات وأربعة أشهر. لكن الأمر برأيي كان يستحق ذلك".بالاستناد إلى راتب كومي المدرج بنحو 14,900 دولار في الشهر فإن الرقم يفوق 1,3 مليون دولار لعملية فك الشيفرة.

مكتب التحقيقات الفدرالي الذي دخل في حرب مفتوحة منذ أشهر مع شركة "آبل" التي أصرت على منعه من اختراق أحد هواتفها، أصر أن اختراق هاتف أحد منفذي الهجوم ضروري "لحماية البلاد من هجمات مستقبلية محتملة".

وفي معلومات أولية نقلتها قناة "سي بي أس" الأميركية، لم يجد مكتب التحقيقات الفدرالي أي معلومات مثيرة للاهتمام على هاتف منفذ الهجوم، وهو أمر وصفه عدد من المواقع الإلكترونية الأميركية بـ"المخيب للأمل"، خاصة بعد المبالغ الضخمة التي استثمرت من أجل اختراق الهاتف.

وبحسب تقارير نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية منذ أيام، خيار مكتب التحقيقات الأول كان اللجوء إلى شركات مكافحة متخصصة بالأمن الإلكتروني لاختراق الهاتف، إلا أنها لجأت بشكل مفاجئ لقراصنة محترفين واستثمرت مبالغ طائلة لإيجاد ثغرة في نظام "iOS" يسمح لهم باختراق هاتف منفذ الهجوم حصراً، دون المس بخصوصية أي من هواتف "آبل" الأُخرى.

وعلى الرغم من إسقاط مكتب التحقيقات الفدرالي الدعوى ضد "آبل"، يستمر المكتب بمحاولة حث "آبل" على التعاون معه من أجل اختراق أجهزة معينة، في وقت تكثر فيه الدعاوى القضائية التي تنتظر قرارات اختراق هواتف معينة، للكشف عن ملابسات حوادث عديدة في الولايات المتحدة ومن ضمنها هاتف متهم بقضية تجارة مخدرات، حيث تحاول وزارة العدل الأميركية الضغط على القضاء، ليضغط الأخير بدوره على "آبل" من أجل اختراق هاتف المتهم.

المساهمون