تفاعل الجزائريين مع اعتقالات "العصابة"

06 مايو 2019
طالب الجزائريون بمحاسبة الفاسدين (فرانس برس)
+ الخط -
عبر ناشطون وكتاب وإعلاميون عن سعادتهم بعد توقيف شقيق الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، السعيد بوتفليقة، ومديري جهاز المخابرات السابقين الفريق محمد مدين والجنرال بشير طرطاق، بعد المطالب الشعبية المتصاعدة في الأسابيع الأخيرة بضرورة توقيف من يصفهم المتظاهرون في الحراك الشعبي "بالعصابة".

وكتبت مديرة صحيفة "الفجر" حدة حزام في عمودها الأسبوعي "من كان يتوقع أن نرى يوما سعيد بوتفليقة مطأطئ الرأس يسير ذليلاً وهو من كان يقرر حياة أو موت شعب وبلاد برمتها، فالجزائريون حتى أمس وبعد بث صور المعتقلين الثلاثة، السعيد، طرطاق والتوفيق، لم يصدقوا خبر اعتقال أقوى ثلاثة رجال في السلطة أول أمس". وأضافت "كيف للرجل، الذي كان يسمى بـ "رب دزاير"، أن يقبض عليه بهذه البساطة ويساق إلى التحقيق، وهو الذي كان الجزائريون لا يقوون على ذكر اسمه إلا بنوع من الإشارة، فأحياناً يسمونه "السيغار" نسبة إلى ولعه بتدخين السيجار، أو "الماجور" نسبة إلى رتبته العسكرية، لكن لا أحد كان يعرف ملامح وجهه لأنه يمنع تصويره أو التقرب منه، فأحدث حول شخصه حالةً من الرعب والريب، وها هي الهالة تسقط أمس باعتقاله ولم تسقط السماء على الأرض، تماماً مثلما لم تحدث أية ردة فعل يوم إقالته من منصبه في سبتمبر/أيلول 2015".


وككثير من الجزائريين الذين لم يصدقوا للوهلة الأولى اعتقال الشخصيات الثلاث، كتب الكاتب حمري بحري على صفحته معلقاً "لم يكن يخطر حتى في الحلم ان يقضي السعيد بوتفليقة ومحمد مدين وطرطاق عثمان ليلتهم في السجن على ذمة التحقيق سبحان مغير الأحوال".

وأبدى الناشط والصحافي محمد علال سعادته برؤية شقيق بوتفيلقة والمديرين السابقين لجهاز المخابرات في السجن، وكتب في صفحته على فيسبوك مستذكراً اللحظات الأولى لبدء الحراك الشعبي "يوم 22 فيفري (فبراير/شباط) كنت أشعر بأنني ساكون رفقة الآلاف من الجزائريين في السجن أو في عداد الموتى ولن نشهد رمضان 2019 أبدا، اليوم شيء ما يشبه المعجزة ونحن نستعد لأول يوم صيام في جلسة هادئة بالطعام واللبن، بينما القابع في السجن هو السعيد شقيق بوتفليقة، كيف لي أن لا اشعر بعظمة ما حققه الحراك.. كيف لي أن لا أشعر بعظمة هذا الجيش الذي حمى الشعب وآمن به، المسيرة طويلة ولو ختمها القايد بإعلان انسحابه نهائيا من المشهد بعد ضمان إنتخابات رئاسية شفافة وحقيقية، سيدخل التاريخ من بابه الواسع.. شخصيا لم أعد اشعر الآن بأن القايد لديه رغبة في الرئاسة، صحيح كنت أشعر بذلك قبل 22 فيفري".




لكن مراقبين وناشطين آخرين أبقوا على مستوى من الريبة في القرارات المتخذة ضد الشخصيات الثلاث. واعتبروا أنها كانت جزءاً مهما من المطالب الشعبية، لكنها أيضاً تصب في مصلحة قائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح.

وفي السياق، علق الإعلامي محمد طيبي "التقت مصلحة القائد صالح مع بعض مطالب الحراك.. الاعتقالات التي مست كبار شذاذ افاق هي جزء من مطالب الشعب وليست كل المطالب، المطلب الرئيسي للحراك السلمي يكمن في بناء مؤسسات قوية أساسها الشرعية الشعبية.. قايد صالح، استغل الحراك للثأر من خصومه الذين حاولوا الانقلاب عليه في دهاليز المرادية، فشتان بين محاربة الفساد اعتقادا ومحاربته انتقاما".
المساهمون