قمع الصحافة طريق ترامب للرئاسة

08 نوفمبر 2016
ترامب يشتم الصحافة باستمرار (سبنسر بلات/Getty)
+ الخط -
هاجم المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية، دونالد ترامب، الإعلام الأميركي مرات عدّة منذ بدء حملته الانتخابية، متهماً إياه بالانحياز لصالح المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون. 

لا يخفي ترامب انحيازه للفاشية، فهو يستمرّ، منذ الإعلان عن ترشحه، في تصريحات ذكوريّة وجندريّة وعنصريّة، طاولت أكثر من 282 شخصاً ومكاناً ومنصباً، بحسب لائحة نشرتها "نيويورك تايمز"، الشهر الماضي.

ويصف ترامب الإعلام بـ "الفاسد والمثير للاشمئزاز"، حيث قال في تغريدة، في أغسطس/آب الماضي، "ليست حرية صحافة حين يسمح لصحف ووسائل إعلام بأن تقول وتكتب ما تريد حتى لو لم يكن صحيحًا". واعتبر ترامب أنّه "لا يحارب فقط منافِسته كلينتون، بل أيضاً الإعلام الكاذب والفاسد وحماية الحكومة لهيلاري".

ومنع ترامب اثنتي عشرة صحيفة وموقعاً من تغطية المناسبات التي تُنظّمها حملته، بسبب عدم توافق هذه المؤسسات مع دعاية الأخير ومواقفه، أو انتقاده ومهاجمته، وهو إجراء قمعي غير مسبوق. وشملت اللائحة، حتى يونيو الماضي، كُلا من "غوكر"، "باز فيد"، "هافينغتون بوست"، "ذا ديلي بيست"، "ذا دي مون ريجيستر"، "فورين بوليسي"، "بوليتيكو"، "فيوجن"، "يونيفيجين"، "ماذر جونز"، "ذا نيو هامبشير يونيون ليدر"، و"واشنطن بوست".

وأهان ترامب أكثر من 70 اسماً ووسيلة إعلام على حسابه على "تويتر". وبينهم المذيعة، ميكا بريجينسكي التي وصفها بـ"المجنونة والغبية جداً" و"لديها مرض عقلي"، وصحافية في "نيويورك تايمز"، مورين دود، التي وصفها بـ"المجنونة" و"المخدرة" أكثر من مرة، ورئيس شبكة "سي أن أن"، جيف زوكر، الذي قال عنه: "فشل في بي سي ويفشل الآن في سي أن أن". هذا بالإضافة إلى مديرة "هافينغتون بوست"، آريانا هافينغتون، التي تعرّض لها ترامب عبر حسابه على "تويتر" أكثر من مرّة، فوصفها بـ "الكلبة"، وقال عنها "قبيحة من الداخل والخارج". كما أرسل للصحافية في "نيويورك تايمز"، غاييل كولينز، قائلاً: "وجهك كوجه الكلاب".

وهاجم ترامب 23 مؤسسة إعلامية، بينها "سي أن أن"، "نيويورك تايمز"، "هافنغتون بوست"، "واشنطن بوست"، "يو أس ايه توداي".

وتعرّض مصوّر موقع "تايم"، كريس موريس، للضرب والتعنيف خلال تجمّع لترامب، حيث هاجمه شرطي من جهاز الخدمة السرية وإنفاذ القانون المحلي Secret Service، ورماه أرضاً، قبل أن يحاول عدد من الشرطيين تقييد يديه. وكان موريس يُحاول الاقتراب لتصوير تظاهرة لناشطين من حملة "حياة السود مهمة" Black Lives Matter في جامعة رافورد في فيرجينيا أول مارس/آذار الماضي. وأتى التعنيف هذا بعدما حاول الصحافي الخروج من خانة الصحافيين التي تُخصص في تجمعات ترامب وحده، إذ يُمنع الصحافيون من التجول خلالها ويُحدد لهم منصة للتصوير والتغطية.

وفي مايو/أيار الماضي، شن ترامب هجومًا حادًا على المراسلين الصحافيين ووسائل الإعلام التي يمثلونها، في أثناء مؤتمر صحافي عقده في نيويورك، لإعلان تبرعه بستة ملايين دولار للمحاربين القدماء، متهمًا وسائل الإعلام بالانحياز لكلينتون، من حيث تغطية حملتها إيجابيًا والتعامل سلبيًا مع حملته. وكان بين المراسلين محطات أميركيّة كـ"أي بي سي".

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2015، عمد ترامب إلى السخرية من الصحافي، سيرج كوفاليسكي، الذي يعمل في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، ويعاني من مرض مزمن يضعف حركة ذراعيه، فقام بتقليد الصحافي من دون الإشارة إليه بشكل مباشر.

ولعلّ أبرز الإشكالات بين ترامب والصحافة، كانت مع المذيعة في قناة "فوكس نيوز"، ميغن كيللي، التي بدأت عندما اتهمها بأنّها "فتّشت في تاريخ تعليقاته العنصرية ضد النساء، لأنها كانت في فترة العادة الشهريّة". قائلاً عن أدائها في مناظرة المرشحين الجمهوريين في أغسطس/آب 2015: "كان يُمكن مشاهدة الدم يخرج من أي مكان".


المساهمون