عائدات الصحف المطبوعة... الأسوأ منذ 2009

22 أكتوبر 2016
العام الحالي كان صعباً بالنسبة للصحف (جول ساماد/فرانس برس)
+ الخط -
يواجه قطاع الصحف انخفاضاً متسارعاً في عائدات الإعلانات المطبوعة، وتواجه ضغوطاً كبيرة في السوق، مما اضطر بعض الناشرين إلى اعتماد سياسة تخفيض التكاليف وإدخال تغييرات جذرية على المنتجات المطبوعة والرقمية، وفقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال".

وأشارت الصحيفة إلى أن الإنفاق العالمي على إعلانات الصحف المطبوعة يتوقع انخفاضاً بنسبة 8.7 في المئة، أي ما يعادل 52.6 مليار دولار أميركي في العام 2016، وفقاً لتقديرات الشركة المتخصصة في شراء الإعلانات، GroupM التي أشارت إلى أن ذلك سيكون الانخفاض الأكبر منذ الركود الاقتصادي في عام 2009، حين انخفض الإنفاق بنسبة 13.7 في المئة.

ورأت أن هذا الانخفاض سيكون له ارتدادات سلبية، ستطاول كبار الناشرين حول العالم، مما قد يزيد من عبء الضغوط عليهم من أجل تعزيز الإيرادات الرقمية أو الإسراع للتعويض عن الإيرادات المفقودة، وصولاً إلى إعادة النظر في شكل المطبوعات ومحتواها. لذا، سارعت صحف عريقة إلى تقليص التكاليف للتأقلم مع الواقع الجديد، وتتضمن "نيويورك تايمز"، "وول ستريت جورنال"، أما "ذا غارديان" و"دايلي مايل" فأقدمتا على تقليص عدد الوظائف وتسريح مئات الموظفين.

وأفادت أن رسالة داخلية أرسلها رئيس تحريرها، جيرارد بايكر، جاء فيها: "نحن نعمل في وقت تتغير فيه أوضاع السوق بشكل متسارع، خاصة في عالم الإعلانات المطبوعة". في السياق نفسه، أعلنت "وول ستريت جورنال" عن إعادة تنظيم أقسام نسختها الورقية عبر دمجها وتخفيض التكاليف، مما سيساعد الصحيفة على تأمين استمرارية أطول، وتسريع عملية انتقالها إلى المجال الرقمي.

وتعمل الصحيفة حالياً على زيادة عائداتها الرقمية بشكل ملحوظ بحلول عام 2020، وتتضمن تحويل المزيد من الموارد إلى مبادرات رقمية.

وصرّح الرئيس التنفيذي للإيرادات في صحيفة "نيويورك تايمز" أن "العام الحالي كان صعباً بالنسبة للصحف، وخاصة النصف الأول منه"، وفقاً لـ"وول ستريت جورنال".

وأكدت أن الصحف تحاول زيادة عائداتها الرقمية للتعويض عن الانخفاض في عائداتها المطبوعة، خصوصاً في ظل هيمنة "فيسبوك" و"غوغل" على السوق الرقمية، مشيرة إلى تراجع اهتمام المسوقين بالصحف الورقية في العقد الأخير، بسبب شيخوخة القراء والحاجة إلى تمويل مبادرات رقمية، بالإضافة إلى الاستخدام المتزايد للبيانات والتحليلات الرقمية في عملية التخطيط لوسائل الإعلام، وصولاً إلى اندفاع المعلنين نحو المواد البصرية والفيديوهات على الإنترنت.

نتيجة لذلك، قرر ناشرون التخلي عن الإعلانات منخفضة الإيجار، والتطلع نحو عروض إعلانية مربحة أكثر. رغم ذلك، تشير الأرقام الراهنة إلى أن عائدات الإعلانات الرقمية لا تنمو بالشكل الكافي لتعويض الانهيار في النسخ المطبوعة، مما سيسبب مزيداً من الانعكاسات على وسائل الإعلام المطبوعة، وفقاً للصحيفة.

(العربي الجديد)

المساهمون