صحافيو الجزائر يخوضون الانتخابات البلدية المقبلة

04 نوفمبر 2017
هل استدرجت الحكومة الصحافيين إلى السياسة؟ (رياض كرامدي/فرانس برس)
+ الخط -
حملت قوائم المرشحين في قوائم مختلف الأحزاب السياسية للانتخابات البلدية في الجزائر، المقررة في 23 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، عدداً من الصحافيين والإعلاميين الذين قرروا خوض غمار المنافسة الانتخابية والعمل السياسي.

واللافت أن مشاركة الصحافيين والإعلاميين في الانتخابات البلدية في الجزائر على هذا المستوى الواسع غير مسبوقة، في انتقال من تغطية هذه الانتخابات إلى المشاركة فيها، خاصة بعد بروز تجارب ناجحة لصحافيين في البرلمان الجزائري، ويعتمد عدد من المراسلين الصحافيين على رصيدهم الإعلامي وتكفلهم بنقل مشاغل السكان في مختلف القرى والبلدات في ولايتهم للفوز بأصواتهم.

بين عبدالقادر بوشريف ونورالدين بلهواري صداقة أخوية وزمالة مهنية تمتد لسنوات، إذ شاركا في تغطية الأحداث والمشكلات الاجتماعي في بلدات وقرى ولاية تلمسان، في رصيد كل منهما إلمام وخلفية واسعة حول مشكلات المنطقة ومعاناة أهلها. لذا، اختار كلاهما حزباً سياسياً للترشح في قوائمه، في الانتخابات البلدية المقبلة، إذ تصدر المراسل الصحافي، نور الدين هواري قائمة "حركة مجتمع السلم للمجلس الولائي"، وترشح عبدالقادر بوشريف في قائمة حزب "جبهة التحرير الوطني".

يعتقد نورالدين بلهواري أن المراسل الصحافي أكثر من تكفل بنقل انشغالات سكان القرى والبلدات، ويشير إلى حادثة تكرس هذا المعنى "جاءتني دعوة من أهل قرية في تلمسان العميقة، وجدتهم ينتظرون؛ فلاحين وشبابا وشيوخا تحلقوا داخل قاعة محترمة، وقال صاحب الدار مداومة لكم ولمرشحكم فقد كنتم معنا منذ عرفناكم، لم يطلبوا مالاً ولم يساوموا، ليس لديهم أي شروط، عدا الحق في العيش الكريم لهم ولأبنائهم".

ويعتبر المراسل الصحافي، عبدالقادر بوشريف الذي ترشح في قائمة "جبهة التحرير الوطني"، في ولاية تلمسان، غرب الجزائر، أن قراره الترشح ودخول المعترك السياسي نقلة نوعية: "اقتحمت عالم الممارسة الصحافية منذ عام 1998، وكرست شبابي في نقل انشغالات المواطنين عبر الصحف التي عملت فيها، كانت فرحتي لا توصف عندما أسمع أن مشكلة ما تم حلها، واليوم أدخل تجربة أخرى أجدها تكميلية لمسار إعلامي، وهو الانخراط في العمل السياسي كمترشح ضمن قائمة تضم رجالا ونساء من مواطني مدينتي من أجل أن أكون إضافة إيجابية تشتغل في حيزها الجغرافي لاستكمال مسارات التنمية وخلق ثقافة تؤسس للصالح العام".

وفي بلدية حسين داي، وسط العاصمة الجزائرية، قرر الصحافي والإعلامي، مالك رداد، التقدم على رأس قائمة حزب "التجمع الوطني الديمقراطي"، انطلاقاً من معرفته كصحافي بأبرز مشاكل البلدية وانشغالات سكانها. كما ترشح الصحافي في قناة "الشروق"، حمزة بكاي، في قائمة "جبهة التحرير"، ويطمح بكاي أن يكون "صوت البسطاء"، وفقاً له.

ويتنافس المراسلون الصحافيون كمال لحياني وسمير بطاش في ولاية تيبازة، الأول لرئاسة بلدية أحمر العين في قائمة "الحركة الشعبية الجزائرية" والثاني في قائمة حزب "جبهة التحرير الوطني للمجلس الولائي"، كما جدد المراسل الصحافي، خليفة قعيد، تجربة الترشح في ولاية الوادي، بعد تجربة أولى في انتخابات عام 2007 في قوائم "جبهة القوى الاشتراكية".

ويفسر المراسل الصحافي، سليمان بودالية، اقتحام عدد كبير من المراسلين بمحاولة بعضهم استغلال عامل الشهرة التي حظي بها من خلال التواصل السابق مع السكان، كما أن الأحزاب السياسية باتت تحاول من جانبها استغلال هذه الشهرة المناطقية للمراسلين لحصد أصوات الناخبين. ويضيف بودالية أن السلطات نفسها في بعض الولايات شجعت المراسلين على الترشح، لاستدراجهم إلى دائرة رسمية بدلاً من بقائهم في جانب النقد الصحافي ومراقبة ممارسات وقرارات السلطات.

المساهمون