ضياء رشوان والحصة من كعكة السلطة

10 نوفمبر 2014
ضياء رشوان (تويتر)
+ الخط -
كانت حصة الصعيد (لسامح عاشور) كنقيب للمحامين معدة سلفاً مع نظام مبارك لسنوات قبل ضياء رشوان (ابن عضو البرلمان). لاحظ أن النقابتين (المحامين والصحافيين) متجاورتان كأصحاب، وأيضاً سامح وضياء، وقد لحقهما في الصحبة (نادي القضاء) بزعامة أحمد الزند بعد الانقلاب. فهل المحبة كانت قديمة قدم الفرعون المصري والكاتب المصري أم هي صدفة محضة؟
ورغم أن صحبة الأحداث جمّعت ضياء وسامح، إلا أن جبهة الإنقاذ قد زادتهما انصهاراً ومودة خلف حمدين صباحي وبمباركة قضائية من أحمد الزند. كما أن الفكر الناصري صهر من سنوات ضياء وسامح أيضاً. ولم تنس بقايا أحزاب عبد الناصر وهي تحاول إحياء رميمها بعد أحداث 30 / 6 وانقلاب 3 يوليو أن تحمل على أكتاف سدنتها صور السيسي جنباً إلى جنب مع صور عبد الناصر. ظل ضياء رشوان لسنوات هو القريب وهو البعيد أيضاً من السلطة كما كان يتبدى لنا حينئذ، وكثيراً ما كان يقال إنه على هامشها ولكنه يُدعى عند الطلب وفقاً للاستراتيجية كعبد المنعم سعيد وغيرهما، وأن السمك لو خرج من الماء يموت.
ظل ضياء رشوان لسنوات طوال، نصفه في "مركز الأهرام الاستراتيجي" والنصف الآخر يعلق تلفزيونياً على أحداث الإسلام السياسي من تورا بورا إلى مالي، ورغم ذلك لم نشعر إلا طفيفاً بأن الرجل في معية السلطة وإن كان البعض لوّح إلى أنه من أبناء الصف الثاني.
إلى أن جاء 30 يونيو، ووقفت السلطة بكل أطيافها مع ضياء رشوان وصار نقيباً. هناك ترك الرجل مكان ظله الأول على شاطئ السلطة وانتقل للمتن واضحاً. وتلك كانت الكاشفة بلا لبس، له، ولسذاجة تقديراتنا الأولى. وكل هذا حقيقة يعد أمراً طبيعياً لأي مراقب، لأي صحافي في "الأهرام" ابتداء من أحمد بيه موسى نص الكرة الأرضية، حتى هيكل مروراً بعبد المنعم سعيد بعدما صرحت له السلطات في المطار بالسفر من ساعات.
هنا صار ضياء رشوان مع جمال فهمي حبتي قلب الصحافة، وقد أكدت كل الأحداث بعد أن تولى النقابة أنه جزء أصيل من السلطة. حتى جاء اجتماعه من أيام برؤساء تحرير الصحف القومية والحزبية والمستقلة كي يقفوا مع النظام ضد أي قوة تتهدد النظام، وكأن تلك الصحف كلها بشحمها ولحمها وفضائياتها لم تقف كجبهة (إنقاذ) في وجه رئيس شرعي منتخب على مدار سنة هي حكم محمد مرسي وسنة أخرى وشهور بعد الانقلاب. وكأن مرسي كان يخنق هذه الأصوات البريئة والمضطهدة طوال حكمه الديكتاتوري وسجونه فاغرة الأفواه وسلخانات الدموية وزنازينه، حتى حانت الفرصة لرؤساء التحرير كي يعبّروا عن مأساتهم وكبت حرياتهم خلال سنة مرسي. ذلك الرئيس الذي كان أول قرار له هو رفع الحبس الاحتياطي عن الصحافيين، فهل رأيتم نكتة أفضل من هذه في العالم؟ فرئيس يلغي عقوبة الحبس الاحتياطي عن الصحافيين، وصحافيون ومعهم نقيبهم ومعهم السلطة والحكومة والرئيس والمعارضة القديمة والصحافة المستقلة والحكومية والحزبية والأباتشي والجيش والشرطة والقضاء يدبجون بياناً بإشراف نقيبهم ضياء رشوان كي يمنع أي صحافي تراوده نفسه أن يغرد خارج هذا السرب ضد النظام أو أن يكون خارج هذا السياق.
هذه هي صحافتنا تحت ظل السيد ضياء رشوان، النقيب وعضو جبهة الإنقاذ، فهل لا يزال في الجبهة للآن؟ أم ترك مكانه لحسين عبد الغني؟

المساهمون