استهداف الصحافيين مستمر في العراق

06 مارس 2020
فشلت الحكومة العراقية في حماية الصحافيين (مرتضى السوداني/ الأناضول)
+ الخط -

لا يمرّ أسبوع في العراق من دون الاعتداء على ناشطين وصحافيين، وقد ازدادت أخيراً هذه الحوادث، لا سيما بعد التوتر وسوء العلاقة بين التيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين مقتدى الصدر، والمتظاهرين الرافضين له ولتعليقاته المتشددة ضد المحتجين.

وأصيب المصور والناشط، حسين رحم، بجروح بليغة بعد تعرضه لهجوم بالسكاكين في "ساحة التحرير" وسط العاصمة بغداد، يوم الثلاثاء، فيما أكد مقربون منه أن المسلحين ينتمون للتيار الصدري.

وكتب حسن رحم، شقيق حسين، على "فيسبوك": "تعرض أخي حسين رحم للاعتداء بالسكاكين في ساحة التحرير من قبل جهة سياسية معروفة، نمتلك الكثير من الأدلة على تحريض أفراد ينتمون لهذه الجهة ضدنا أنا وأخي، بيننا وبينكم القضاء والإعلام، والسكاكين لن تثنينا".

من جهة ثانية، ذكر المدوّن ستيفن نبيل عبر "فيسبوك" أن "الاعتداء على الناشط حسين رحم بالسكاكين هو استمرارية لحالة التسيب لأتباع الأحزاب وضبابية مواقفهم وعدم سيطرة قيادتهم (أو الأسوأ سيطرتها وأمرها بهذا) عليهم. لن يتقدم العراق خطوة بوجود هذا التسيب والعنف والترهيب والاعتداء على المتظاهرين والناشطين والإعلاميين. العراق الآن في حالة احتلال لقراره من قبل جهات وميليشيات مسلحة لا يتجرأ أي جهاز أمني على القضاء على سطوتها".

الصحافيان التوأم، حسن وحسين رحم، شاركا في تغطية معارك تحرير الموصل، واعتصما في "ساحة التحرير" منذ بداية الاحتجاجات. يجذبان جمهوراً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي. وأخيراً، أبدى حسين رحم معارضته بدون تحفظ، لترشيح المكلف بتشكيل الحكومة محمد توفيق علاوي، مما أدى إلى تعرضه للتحريض بشكل مستمر من قبل التيار الصدري، بحسب مراقبين.

كذلك تعرّضت الصحافية العراقية، خلود الطائي، يوم الأربعاء، إلى اعتداء بالضرب المبرح. وأشارت منظمة "مراسلون بلا حدود" في العراق إلى أن الطائي "تعرضت للضرب الوحشي على أيدي عناصر من سرايا السلام التابعة لمقتدى الصدر".

 بدورها، دانت "مراسلون بلا حدود" الاعتداءات، ودعت إلى حماية الصحافيين. كذلك استنكر "مركز حماية الصحافيات العراقيات" الاعتداء على العضوة فيه خلود الطائي.

في السياق نفسه، قال عضو نقابة الصحافيين زهير العبدلي، لـ"العربي الجديد" إن "الحكومة العراقية تعهّدت لأكثر من مرة خلال الأشهر الماضية بحماية الصحافيين والناشطين، لكنها لم تتمكن من ذلك"، موضحاً أن "المليشيات المسلحة التابعة للأحزاب السياسية تواصل قمعها للناشطين وترهيبهم واعتقالاهم، وقد برزت أخيراً عمليات الطعن التي تمارسها أكثر المليشيات خطورة في العراق، وهي سرايا السلام التابعة للتيار الصدري".

ولفت إلى أن "الحكومة مُطالبة بوضع حدٍّ للاستهتار بأرواح الناشطين، وأن تعاقب من يقف وراء هذه الجرائم، وألا تلتزم الصمت إزاء ما يحدث، وإلا فإن صمتها يعني اشتراكها بالجريمة"، مؤكداً أن "الاحتجاجات التي يشهدها العراق منذ خمسة أشهر أظهرت الإجرام الحكومي لدى النظام العراقي، وبالتالي فقد بات فاقداً للشرعية ودكتاتورياً بنظر العراقيين والمنظمات الدولية والإنسانية".

المساهمون