في رسالة عبر المجموعة، كتب عصام شاكراً: "شكراً فعلاً على التفاعل، أكثر من 10 متبرعين في ظرف ساعة، بالرغم من أنّ فصيلة O- قليلة جداً. أصحاب هذه المجموعة شكراً من القلب، والحمد لله، لا يزال هناك خير في هذه البلاد".
"لا يزال هناك خير"
"لا يزال هناك خير في هذه البلاد"، جملة تتردد كثيراً عندما تذكر هذه المجموعة التي تتدفق طاقة إيجابية: امرأة هنا تعرض تقديم الحلويات بالمجان لمن يريدون إقامة عرس أو مناسبة ولا يملكون الإمكانيات، امرأة أخرى تقدم أكلات مغربية لمن تتوحم من الحوامل ولا تجد طريقاً لها، ومواطن هناك يعرض دواءً سعره أكثر من ألف دولار لمن يحتاج، ومواطن آخر يقدم كتبه بعد أن انتهى من قراءتها.
ليست هذه سوى أمثلة لطيف واسع من مجالات التبرع داخل المجموعة، يمتد من تقديم الملابس والكتب، إلى عرض الدورات والدروس الخصوصية، مروراً بالتبرع بالمال والوقت والخبرة الطبية والمهنية.
تعرّف المجموعة نفسها بأنها تأسست من أجل "الذين لديهم أشياء لا يستخدمونها، أو خدمة يرغبون بمساعدة الناس مجاناً بها". وكل شيء داخل المجموعة من وإلى المستخدمين من دون تدخل مديريها: لا تجمع التبرعات، لا تملك حساباً بنكياً، ولا تتدخل بين المعطي والمستفيد.
كل شيء بدأ بفكرة بسيطة
في حديثه إلى "العربي الجديد"، يقول مؤسس المجموعة نور الدين الشاذلي: "في حياتنا اليومية نصل إلى مرحلة نريد فيها التخلّص من الأشياء التي سبق واستخدمناها ولم نعد نحتاجها، ولا ندري من يحتاجها، وغالباً ما نهملها أو نرميها. ومن هنا جاءت فكرة المجموعة".
ويوضح الشاذلي: "جاءتني فكرة إنشاء هذه المجموعة حتى يجد كل شخص أين ولمن يقدم ما لم يعد بحاجة إليه، وحتى نسترجع ثقة الناس في أن الخير لا يزال موجوداً فينا، وأن كل واحد فينا يمكنه أن يساعد وأن يكون نبع خير".
لماذا "فيسبوك" بالضبط؟ "لأنه وسيلة تواصل تجمع جميع الطبقات الاجتماعية"، يقول نور الدين، "والتي يمكن أن تكون عند أي شخص من دون استثناء".
تأسست المجموعة في 8 يناير/كانون الثاني 2020، لكنها تمكنت في وقت قصير، من جمع أكثر من نصف مليون مستخدم، حتى كتابة هذه السطور.
وليس زوار المجموعة فقط من فوجئوا بتفاعل المغاربة مع المبادرة، بل مؤسسوها أيضاً.
يقول نور الدين: "فوجئنا بأنّ الناس باتوا يتنافسون على العطاء، بدأ الناس فعلاً يفكرون في ما يمكنهم أن يقدموه"، مضيفاً: "التفاعل فاق انتظاراتنا صراحة، وهذا يدل على كمية الخير والروح الطيبة بداخل أي مغربي، بل داخل أي إنسان".
مجموعة بهذا الحجم والتفاعل لا يمكن أن تخلو من مشاكل. أحياناً يتمنى البعض أن يكون من بين المستفدين أيضاً عندما تكون كمية المعروض قليلة، وأحياناً يكون كل من مقدم العمل والمستفيد متباعدين في المسافة.
وأحياناً يحتاج أناسٌ مالاً بينما يقدم الشخص خدمة، وفي بعض الأحيان لا يستطيع مقدم الخدمة التواصل مع جميع الراغبين في الاستفادة، بينما تشتكي المجموعة من أناس يوصفون بأنهم "يمتهنون التسول" في بعض الأحيان.
لكن الشاذلي يرى أنّ "العوائق شيء طبيعي، وجميع أعضاء المجموعة يحاولون ويضحّون كثيراً لتفادي أي مشكل والحفاظ على سيرورة المجموعة وتطوير فكرتها".
ويؤكد نور الدين: "الحمد لله أُناس كُثر لا يزالون يريدون العطاء"، ويدعو جميع المنضمين للمجموعة إلى "التعاون جميعاً للحفاظ على المجموعة نقية"، "المغاربة جميعاً هم مستقبل المجموعة، وإن شاء الله بمساهمة كل واحد منا سوف تتطور".