وأبدت إدارة القناة، من خلال مراسلة داخلية من عمر الذهبي، المدير التنفيذي لهيئات التحرير بالقناة، اعتراضها على المقابلات التي يستضيف فيها صحافيو القناة شخصيات عامة عبر تقنية البث المباشر انطلاقاً من حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بالموازاة مع عملهم المهني.
واعتبر المدير التنفيذي لهيئات التحرير بالقناة، في مراسلته، أن إجراء صحافيي القناة لمقابلات عبر تقنية البث المباشر عبر حساباتهم الشخصية "يتعارض كلياً مع التزاماتهم المهنية مع القناة، بالإضافة إلى الإضرار بحقها في الصورة والتعامل الصحافي معها بشكل حصري"، مطالباً إياهم بوقف هذه الأنشطة بشكل فوري حتى لا تضطر القناة لاتخاذ الإجراءات التي تضمن لها حقوقها.
ويأتي قرار منع القناة صحافييها كافة من الظهور في حوارات البث المباشر على مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت عرفت فيه منصات التواصل الاجتماعي بالمغرب حركية لافتة في زمن الحجر الصحي، حيث درجت أحزاب وجمعيات وناشطون على تنظيم ندوات ونقاشات ينشطها صحافيون مغاربة من بينهم يوسف بلهايسي وإيمان أغوتان، الصحافيان بالقناة.
إلى ذلك، اعتبر المحلل السياسي والناشط في مواقع التواصل الاجتماعي، عمر الشرقاوي، أن "منع إدارة قناة "ميدي 1 تي في" صحافيي القناة من التصرف بحرية في حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي هو مس مباشر بحقوقهم الشخصية"، لافتاً إلى أن" الدفع بمنافسة الصحافيين للقناة كعمل غير مشروع أمر لا يسنده الواقع ولا بنود عقد العمل الذي يربط الصحافيين بالقناة".
وأضاف في تدوينة له عبر "فيسبوك": "إذا كانت القناة تعترض على مضمون ما ينشر على تلك الحسابات الشخصية فهذه ممارسة تنفخ الروح في جثة مشروع القانون سيئ الذكر 22.20 (مشروع قانون يعرف في المغرب بمشروع "قانون تكميم الأفواه").
من جانبه، قال الإعلامي، عبد الصمد العلوي المدغري، في تدوينة له:"مدير تحرير القناة اتخذ قراراً بتكميم أفواه يوسف وإيمان من لايفات فيسبوكية كان يستفيد منها الكثير من المغاربة في هذه الأزمة، خصوصاً تلك التي كانت تناقش بعض المواضيع التي خلقت الجدل كموضوع 22.20".
بالمقابل، علّق مصطفى الفن، مدير نشر موقع "آذار"، على الجدل بالقول: "القضية في نهاية المطاف هي قضية توافق وليست قضية تكميم أفواه"، لافتاً في تدوينة له إلى أن "من حق إدارة "ميدي 1 تي في" هذه المرة أن تدق ناقوس الخطر إذا رأت أن صحافييها تحولوا إلى مدونين وناشطين ومعدي برامج بـ"فيسبوك" ونسوا أنهم يشتغلون في قناة".
وتابع قائلاً: "نعم من حق الصحافي أن يشترط ما يشاء من البنود في العقد الذي يربطه بمؤسسته الإعلامية، لكن حتى هذه المؤسسة من حقها أن تحمي كيانها من التآكل الذاتي. أما أن يجمع الصحافي بين الزبدة وثمن الزبدة فلا أعتقد أن هناك "باطرون" (رب عمل) في العالم يوافق على عقد عمل بهذه البنود غير العادلة".