الإكوادور أنفقت ملايين الدولارات لحماية جوليان أسانج

16 مايو 2018
أسانج مقيم في السفارة الإكوادورية منذ 2012 (جاك تايلور/Getty)
+ الخط -

موّلت الإكوادور عملية تجسس بملايين الدولارات الأميركية، لحماية ودعم مؤسس موقع "ويكيليكس"، جوليان أسانج، المقيم في سفارتها في لندن، عن طريق شركة أمن دولية ووكلاء سريين، لمراقبة زواره وموظفي السفارة وحتى الشرطة البريطانية، وفقاً لوثائق حصرية اطلعت عليها صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.

وعلى مدار 5 سنوات، صرفت الإكوادور ما لا يقل عن 5 ملايين دولار (3.7 ملايين جنيه إسترليني) في ميزانية استخباراتية سرية لحماية أسانج، بينما استقبل الأخير زيارات من العضو في البرلمان البريطاني، نايجل فاراج، وأعضاء في مجموعات قومية أوروبية، وأشخاص مرتبطين بالكرملين.

وشملت الزيارات الأخرى صحافيين وقراصنة إلكترونيين وناشطين ومحامين.

وأشارت الوثائق إلى أن البرنامج الاستخباراتي، تحت اسم "عملية الضيف" ثم تحولت إلى "عملية الفندق"، إلى جانب إجراءات سرية متوازية، بلغ متوسط كلفته الشهرية نحو 66 ألف دولار أميركي.

وكشف تحقيق أجرته "ذا غارديان" والموقع الاستقصائي "فوكس إكوادور"Focus Ecuador عن حصول العملية الاستخباراتية على موافقة الرئيس الإكوادوري السابق، رافاييل كوريا، ووزير الخارجية السابق، ريكاردو باتينيو.




ولم يكن سفير الإكوادور في المملكة المتحدة، خوان فالكوني بويج، على علم بالعملية حتى مايو/أيار عام 2015، وفق ما أوضحت الوثائق.

وتخوفاً من احتمال إقدام السلطات البريطانية على دخول السفارة والقبض على أسانج، توصل المسؤولون الإكوادوريون إلى خطط لمساعدته على الفرار. وكان بينها تهريب أسانج في مركبة دبلوماسية أو تعيينه ممثلاً للأمم المتحدة في الإكوادور، كي يتسنى له الحصول على حصانة دبلوماسية من أجل حضور اجتماعات الأمم المتحدة، وفقاً للوثائق التي رصدتها "ذا غارديان" في أغسطس/آب عام 2012.

بالإضافة إلى منح مؤسس "ويكيليكس" اللجوء، كانت حكومة رافاييل كوريا مستعدة، على ما يبدو، لإنفاق المال على تحسين صورته. وطُلب من محامي ابتكار "استراتيجية إعلامية"، للاحتفال بالذكرى السنوية الثانية لملجئه الدبلوماسي، وذلك في رسالة إلكترونية سُربت عام 2014. وبلغت كلفة الاستشارة الإعلامية هذا، في مدة عام واحد، 180960 دولارا أميركيا.

تجدر الإشارة إلى أن الهيئة المسؤولة عن مراقبة الحسابات في الإكوادور تحقق حالياً في إنفاق وكالة الاستخبارات الإكوادورية مبلغ 284.7 مليون دولار أميركي، بين عامي 2012 و2017، ومعظمها على نشاطات خاصة، بينها تلك المرتبطة بأسانج، علماً أن 80 في المائة من هذه النفقات خصصت لنشاطات مماثلة، وفقاً لبيان نشرته هيئة المراقبة.

يذكر أنه في الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية الأميركية في 2016، نشر موقع "ويكيليكس"، على دفعات، رسائل من البريد الإلكتروني الخاص بالحزب الديمقراطي والمرشحة الخاسرة هيلاري كلينتون.

ورفعت اللجنة الوطنية الديمقراطية، الشهر الماضي، دعوى قضائية ضد الحكومة الروسية وحملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب و"ويكيليكس"، واتهمتهم بتدبير مؤامرة هدفها إيصال ترامب إلى البيت الأبيض.

وكان أسانج قد لجأ إلى السفارة الإكوادورية في لندن عام 2012، وحاز الجنسية الإكوادورية في يناير/كانون الثاني عام 2018.

(العربي الجديد)