هل ولّى عصر صحافة الحزن والحروب؟

09 يونيو 2016
المواضيع الإيجابية الأكثر انتشارا عبر السوشال ميديا(Getty)
+ الخط -
ليس في العالم العربي فقط، غالبية صحف العالم تغطي صفحاتها الأولى أخبار الموت والدمار والحزن، ما دفع صحيفة "لوموند" الفرنسية للتساؤل: "هل فعلاً جاء الوقت لتقديم أخبار إيجابية، كأخبار مركزية ورئيسية؟".

نشرت "لوموند" تحليلاً حول مضمون الصحافة العالمية، بدأ بخلاصة مفادها بأن الصحافة العالمية تسير على القاعدة الأنجلوساكسونية if it bleeds, it leads، أي أن الخبر كلما كان دمويًا كلما كان خبرًا رئيسيًا.

وتتصدّر أخبار الإرهاب والحروب والموت والكوارث الصفحات الرئيسية للصحف، والأخبار الرئيسية في القنوات، والعناوين الكبرى للمواقع الإخبارية، بينما تتوارى الأخبار الإيجابية بين أخبار المنوعات.

وأوضحت "لوموند" أن دراسات نفسية متعددة وكثيفة كشفت أن الجمهور يفضّل الأخبار السلبية على الأخبار الإيجابية، لكن الأمر تغيّر في عصر الانترنت.

وأجرى مركز أبحاث "بيو" سنة 2007 دراسة جمعت 165 استطلاع رأي حول ما يفضّل الأميركيون مشاهدته في الأخبار، فتصدّرت أخبار الحرب والإرهاب نتائج البحث.

لكن الأمر تغيّر مع وصول مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تنتشر الأخبار والمقاطع والروابط الإيجابية أكثر من تلك السلبية والحزينة والمقلقة.

وأجرت جامعة بنسلفانيا دراسة على أكثر من 7000 مقال على موقع "نيويورك تايمز" لتكتشف الرابط بين المشاعر والأخبار، وتتوصل إلى أن المقالات الإيجابية كان لها الحظ الأوفر في إعادة الانتشار عبر البريد الإلكتروني، وهي نتيجة سارية على كل المواقع الأخرى، بحسب "لوموند".

وإثر هذه النتيجة، حاولت عدة مواقع تبني خط تحريري مبني على نشر أخبار أكثر إيجابية، منها موقع "آب وردي"، الذي بنى سياسته التحريرية على شعار "كرم، تقدم، مساواة"، وبنى أولوياته الإخبارية على هذا الشعار، والنتيجة كانت احتلاله المرتبة الأولى على قائمة المقالات الأكثر انتشاراً على مواقع التواصل الاجتماعي، وفق "بيزنيس إنسايدر".

وقالت "لوموند" إن مشكلة الأخبار تكمن في كون معيار نشر خبر من عدمه، ليست هي إيجابيته أو سلبيته، بقدر ما يتعلق بأهميته، فلن ننشر خبراً لأنه إيجابي فقط أو لأنه سلبي فقط، إذ يمكن اعتبار نشر خبر إيجابي عبثيا أو مفصولا عن الواقع.

وفي استطلاع للرأي أجرته "ذا غارديان"، سألت القراءة حول نوع الأخبار التي يودون مشاهدتها، لتخلص إلى أن الجمهور يفضّل نصف الكأس الفارغ، أي الأخبار السلبية.

وطلبت "ذا غارديان" من المستجوبين، في أسفل المقال، اقتراح حلول من أجل تغذية سلسلة مقالات عنوانها "النصف المملوء"، شعارها "حلول، ابتكار، أجوبة". وبين هذه المقالات، جاء اقتراح حول شركة صغيرة لإنهاء الجوع في العالم، وآخر من أجل زيادة الدخل حول العالم.

وخلصت "لوموند" إلى أن الصحافة الإيجابية لا تعني خبراً سطحياً وساذجاً، بقدر ما تعني تبَني نموذج إخباري مبني على الحلول، وسمتها "الصحافة البناءة".

(العربي الجديد)

المساهمون