وقال عضو مجلس نقابة الصحافيين محمود كامل، في تدوينة نشرها عبر صفحته بموقع "فيسبوك" "إن هناك ثلاثة من الصحافيين المحتجزين على الأقل من أعضاء الجمعية العمومية للنقابة".
وقالت منظمة العفو الدولية، اليوم الأحد، "في تصعيد خطير، اقتحمت قوات الأمن المصرية مكتب مدى مصر، ومنعت المحامين من دخول المكتب، وذلك بعد اعتقال الصحافي في الموقع شادي زلط"، مضيفة "على السلطات الأمنية مغادرة المكان فوراً، وعدم التعرض للصحافيين بسبب قيامهم بعملهم. الصحافة ليست جريمة".
واعتقل الأمن المصري زلط من منزله بمحافظة الجيزة فجر أمس، في أعقاب تقرير نشره موقع "مدى مصر" حول صدور قرار غير معلن بانتداب نجل الرئيس، الضابط في جهاز المخابرات العامة محمود السيسي، في مهمة عمل طويلة في بعثة مصر العاملة في روسيا، نتيجة تأثر والده سلباً بزيادة نفوذه.
بينما قال عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان (حكومي) ناصر أمين "ما يحدث مع موقع مدى مصر، واحتجاز العاملين به يمثل ترويعاً شديداً للعمل الصحافي والإعلامي في مصر. ويعد انتهاكاً واضحاً وصريحاً لحرية الرأي والتعبير، وحق المجتمع في المعرفة، باعتبارها حقوقاً دستورية، ومن غير المبرر المساس بها من خلال هذه الممارسات".
بدوره، قال المدير التنفيذي للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان جمال عيد "ما يتم مع مدى مصر هو إجراء بوليسي، وغير قانوني على الإطلاق. ولو أن مصر لديها نقيباً للصحافيين، فعليه أن يترك أي أمر، ويذهب إلى هناك (مقر الموقع) لوقف هذه المهزلة. إن لم يكن أداءً لدوره النقابي، فمن باب حفظ ماء الوجه!".
فيما قالت حركة "الاشتراكيون الثوريون" تعليقاً على واقعة الاقتحام "بعد يوم واحد من اعتقال قوات الأمن محرر الموقع، اقتحمت قوات الأمن مقره، واحتجزت الصحافيين بداخله. وبالطبع لم تظهر بعد أبعاد الغارة التي قامت بها قوات السلطة على الموقع، إلا أن السياسة الأمنية التي يتبعها نظام الثورة المضادة لا تحتمل التأويل، فالصمت المطلق هو ما يريده النظام، ويسعى إلى فرضه بكل السبل".
وأضافت الحركة في بيان "الصحافيات والصحافيون العاملون في موقع مدى مصر يدفعون اليوم بجسارة ثمن شجاعتهم، ورفضهم الدائم للدخول في حظيرة النظام، وإصرارهم على الاستمرار في رسالتهم الصحافي، ليتحولوا إلى حالة فريدة تقاتل بإصرار وسط مستنقع من أبواق السلطة، والتي وصلت إلى أدنى مستويات الانحطاط".
وتابعت "إذ تغير اليوم قوات الأمن على مدى مصر، لأنها تثبت للجميع أن المنارة التي أضاءها صحافيوها نجحت في أن تكشف قبح سلطة الثورة المضادة، وأكاذيبها وزيفها، فاليوم كلنا مدى مصر، لأننا نرفض أكاذيب السلطة وقبحها، ونرفض الدخول للحظيرة القذرة التي حشرت فيها سلطة غاشمة دواب صحافية، تقتصر مهارتها على كتابة التقارير للأمن، وتلقي الأوامر منه".
وزاد البيان "غارة اليوم لن تمحو ما كشفه الموقع من كل قبح السلطة وأكاذيبها. ومن لم يتأكد بعد من مصداقية كل ما نشرته مدى مصر، خاصة التحقيق الأخير عن إبعاد نجل الديكتاتور (السيسي) إلى روسيا، فقد أتاه اليوم الدليل القاطع، فسلطة التزييف لا تحارب سوى الحقيقة. التضامن اليوم مع مدى مصر بكل السبل هو دفاع عن الخندق الأخير للصحافة المستقلة، التي حولها السيسي إلى نشرات يشرف عليها الضباط المكلفون. تماماً مثلما حول نقابة الصحافيين إلى مكتب يديره موظفوه".