مغربية تقبل يد إيفانكا ترامب... وناشطون: ترحيب أم استعطاف؟

08 نوفمبر 2019
تزور إيفانكا ترامب المغرب بإطار تمكين النساء (جاكلين مارتين/تويتر)
+ الخط -
أثارت مواطنة مغربية ممن التقين إيفانكا ترامب، أمس الخميس، جدلاً واسعاً بتقبيل يد ابنة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ورأى بعضهم في ما حصل حركة تلقائية ومعبرة عن حفاوة الترحيب السائدة في بعض المناطق القروية في المغرب، بينما اعتبرها آخرون دليل خضوع وتذلل.

وأعادت إيفانكا ترامب نشر الصورة التي التقطتها جاكلين مارتين على حسابها على موقع "تويتر"، ضمن صور أخرى من زيارتها إلى المغرب، وعلقت "كنت سعيدة جداً بلقاء هؤلاء النساء القويات اللواتي أصبح بإمكانهنّ امتلاك الأرض"، في إشارة منها إلى حضورها حفل الشروع في تمليك أراض فلاحية ذات خصوصية قانونية للنساء، إذ كانت القوانين السابقة تجعلها حكراً على الرجال.

لكن شبكات التواصل الاجتماعي في المغرب ركّزت بشكل خاص على الصورة التي تظهر فيها المغربية التي تقبّل يد ترامب. وانقسم المعلقون، بمن فيهم سياسيون وإعلاميون ومختصون في "البروتوكول" والتواصل، بين مدافع عن المشهد ورافض له.

وقال العضو السابق في البرلمان المغربي، عبد الكريم بونمر، إن تقبيل اليد "ليس بالضرورة أمراً سلبياً، وليس خنوعاً كما يتصور الكثيرون. فهناك الكثير من المناطق في المغرب، يُعتبَر تقبيل اليد فيها طريقة في التحية والترحيب".

من جانبها، كتبت النائبة البرلمانية الحالية عن "حزب الاتحاد الاشتراكي"، حنان رحاب، عبر "فيسبوك"، مستغربة ما وصفته بأنَّه تشويه وتحريف "طاول صورة امرأة مغربية عاشت لحظات فرح عارم، تعاملت معها بعفوية وبساطة مغربية". وأضافت رحاب مخاطبة الغاضبين من الصورة المنتشرة: "رجاء فلنترك للمرأة فرحتها. ولنبتعد عن إفساد اعتزازها بكرم الضيافة الذي بدلته لتكون في حجم ذلك الفرح الذي لا أظن أن بيتا من بيوت المغاربة سيبخل به تجاه ضيوف بلادنا".

وكتب الصحافي أنس عياش تدوينةً قال فيها إن سلوك هذه السيدة حُمَّل أكثر مما يحتمل، وأنَّه ليس في الأمر أيّ تذلل ولا تزلف، "إنما هي عادات في التحية والترحاب. كانت كبيرة عماتي تقبل يدي، وأنا شاب يافع".

في المقابل، أوضحت الخبيرة في العلاقات الدبلوماسيّة، حميدة بوعزة، أن الأمر لا علاقة مباشرة له بالسيدة التي تظهر في الصورة، بل بالتنظيم من الجانب المغربي. واعتبرت أنه كان على المسؤولين عن التنظيم القيام بزيارة مسبقة للمكان الذي سيحل فيه الضيوف.

وأشارت بو عزّة إلى أن الأميركيين قاموا بعملهم كما يجب بهذا الخصوص، بينما قصّر نظراؤهم المغاربة. وشخّصت بوعزّة التقصير بترك الأشخاص الذين تم تحضيرهم للقاء ابنة الرئيس الأميركي يتصرفون على سجيتهم. وأضافت: "التلقائية مطلوبة ومقبولة في الحياة اليومية. أما في السياقات الرسمية، فإنّها غير مقبولة إطلاقاً".

صحافي مغربي آخر، هو الجيلالي بنحليمة، نشر صورة سابقة لإيفانكا ترامب تقبل يد امرأة، وعلّق: "دفاعاً عن السيدة التي قبلت يد نجلة ترامب، عاب علي بعض الأصدقاء. هذه صورة لابنة ترامب وهي تقبل يد سيدة أخرى".



المساهمون