وقالت "فاراييتي" إنّه بينما كان مذيعاً في برنامج "توداي" الصباحي على "إن بي سي" (NBC) أهدى مات لاور، إحدى زميلاته، لعبةً جنسيّة، تضمّنت رسالةً تتحدّث عن رغبته في استخدامها عليها. ذُعرت تلك الموظّفة.
في يوم آخر، أرسل لاور بطلب حضور زميلةٍ أخرى إلى مكتبه، ثم خلع بنطاله. بعدما رفضت تلك الموظّفة فعل أي شيء، فيما كانت ترتجف، وبّخها لاور لعدم انغماسها في ممارسات جنسيّة معه، بحسب ما أضافت.
وتابعت: في بعض المرات، كان "يختبر" زميلاته النساء حول "من يمكن لهنّ أن يمارسن الجنس معه"، ليتبادل معهنّ الأسماء، ويصرّح عن أسماء النساء اللواتي يودّ ممارسة الجنس معهنّ.
هذه الروايات حول سلوك مات لاور الجنسي في "إن بي سي" كانت ثمرة جهود تحقيق صحافي لشهرين، قامت به مجلة "فاراييتي"، وأجرت خلاله عشرات المقابلات مع موظفات حاليات وسابقات. وتحدّثت "فاراييتي" مع 3 نساء عرّفن عن أنفسهنّ كضحايا تحرّش جنسي من قبل لاور، وتم التحقق من رواياتهنّ عبر روايات أصدقاء وزملاء قامت الضحايا الثلاث بإخبارهم عمّا حدث. طلبت السيدات أن تبقى أسماؤهنّ غير معلنة، لخوفهنّ من الآثار المهنيّة التي قد تترتّب على رواياتهنّ.
يوم الأربعاء، طردت "إن بي سي" مات لاور من "توداي". كانت خطوةً مفاجئة للمذيع المشارك، والذي كان يُعتبر على نطاقٍ واسع "جوهرةً" لقسم الأخبار في الشبكة، براتب سنوي يبلغ 25 مليون دولار. وكان السبب المباشر وراء الطرد، بحسب ما أبلغت مصادر لـ"فاراييتي"، شكوى مفصّلة تقدمت بها إحدى زميلات لاور، روت فيها "سلوكه الجنسي غير اللائق" والذي بدأه إثر رحلةٍ إلى ألعاب سوتشي الأولمبية عام 2014، واستمرّ لعدة أشهر.
الموظفة قابلت قسم الموارد البشرية في "إن بي سي" ليل الإثنين. وفي بيان، قال مدير الأخبار في الشبكة آندي لاك، إنّ تلك كانت الشكوى الأولى بحقّ لاور في 20 عاماً، لكنّها قد لا تكون الأخيرة.
وأعلنت القناة النبأ في برنامج "توداي" نفسه، فقالت زميلة لاور، سافانا غاثري، على الهواء إنّه صباح حزين في "إن بي سي"، وتلت البيان الذي أرسله مدير الأخبار في القناة، أندرو لاك، لجميع الموظفين، صباح اليوم بالتوقيت المحلي، وأعلن فيه خبر فصل لاور بعد تلقّي شكوى عن ممارساته الجنسية غير اللائقة، يوم الاثنين الماضي، والتحقق منها.
وأبلغت عدة سيدات "فاراييتي" أنهنّ شكين لمدرائهنّ عن سلوك لاور، لكنّ الشكاوى لم تلقَ آذاناً صاغية، بسبب انهمار الإعلانات على برنامج "توداي". رفضت "إن بي سي" التعليق.
ولم يتّضح بعد إن كانت "إن بي سي" ستدفع المال لـ لاور، والذي ينتهي عقده معها عام 2018، في حين لم يكُن متاحاً الوصول لـ لاور للتعليق.
تقول مصادر داخل "إن بي سي" إنّ القناة أجبرت على التصرّف بسرعة بعد الشكوى هذا الأسبوع، بسبب خطورة الاتهامات بحق لاور، والاتهامات التي وُجّهت ضدّ ممثلين وإعلاميين مشاهير، كهارفي وينستين وتشارلي روز وكيفن سبيسي ولويس سي كاي، والحديث الذي يُسيطر على أميركا حول التحرش الجنسي وإنهاء الحياة المهنيّة لكثيرين إثر المزاعم بحقّهم.
اليوم، تُطرح أسئلة حول مستقبل "توداي". فلأكثر من عقدين، صنع لاور لنفسه صورة الأب الأميركي النظيف. ولكن وراء الكواليس، كان شخصاً مختلفاً.
وبحسب "فاراييتي"، ركّز لاور على أجساد النساء ومظهرهنّ. وبحسب أكثر من 10 شهادات لموظّفات حاليات وسابقات، كان لاور معروفاً بتوجيه تعليقات إباحيّة قولاً وعبر الرسائل النصيّة. وفي إحدى المرات، تحدث إلى زميلته عن "أدائها في السرير" مقارناً ذلك بقدرتها على إكمال مهامها الوظيفيّة. بالنسبة لـ لاور، كان الجنس والعمل يتلاقيان.
كان هناك العديد من العلاقات الموافق عليها من قبل الطرفين، لكنّ "المشكلة كانت لا تزال قائمة بسبب النفوذ الذي كان يتمتع به لاور"، بحسب ما قالت منتجة سابقة علمت بشكلٍ مباشر بتلك العلاقات، أضاف تحقيق المجلة.
من جانبها، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركيّة إنّ NBC تلقّت شكويين بالتحرش الجنسي ضدّ مات لاور بعد طرده، أمس الأربعاء.
(العربي الجديد)