اختار الرئيس التنفيذي لشركة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، مارك زوكربيرغ، زيارة العاصمة واشنطن هذا العام ووضع نفسه في متناول المشرعين الأميركيين وحتى الرئيس دونالد ترامب. وتضمنت هذه الزيارة المفاجئة اجتماعات وعشاءً ليلة الأربعاء، بين زوكربيرغ ومجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ.
وهدد بعض أعضاء المجلس زوكربيرغ باللوائح التي يمكن أن تغير عمله بشكل أساسي. وخلال اليومين التاليين، التقى بالعديد من المشرعين، بمن فيهم الذي اقترح عليه بيع "إنستغرام" و"واتساب" قبل أن تفرض أي قوانين قادمة تفكيك الشركة.
وتقول شبكة CNBC إن خطوة زوكربيرغ تعد تغييراً كبيراً منذ عام 2017، عندما لم يكلف زوكربيرغ نفسه عناء حضور جلسات الاستماع الأولى للكونغرس حول القوى الأجنبية التي تستخدم "فيسبوك" لمحاولة التأثير في الانتخابات الرئاسية لعام 2016.
الآن، تقول الشبكة، وبينما تتراكم التحقيقات والغرامات بمليارات الدولارات، يبدو أن زوكربيرغ يدرك أن الأمور تزداد خطورة.
وعلم زوكربيرغ أن التقنين قادم، لذا فمن المنطقي بالنسبة له أن يقف أمام الأشخاص الذين يضعون هذه القوانين ويحاول التأثير على تفكيرهم.
ولم يكن زوكربيرغ تحت القسم في اجتماعاته مع المشرعين. هذا يعني أن أي التزامات تعهد بها للدفاع عن قانون خصوصية وطني أو العمل على أمن الانتخابات، تعتمد على كلمته وحدها، تقول الشبكة.
وتتناقض دعوات زوكربيرغ الأخيرة لتنظيم التكنولوجيا بشكل صارخ مع شعار "فيسبوك" السابق "تحرك بسرعة واكسر الأشياء"، لكن الشبكة توضح أن قبول الواقع السياسي الجديد هو أيضاً خطوة استراتيجية بالنسبة لـ"فيسبوك".
ويعد كسر القواعد خطة جيدة عندما لا يتم إعداد نظام يتعامل مع خروقات التكنولوجيا، لكن الآن، وبعد أن استيقظ المشرعون على الأضرار المحتملة لترك الصناعة خالية من القوانين، تعمل الدول والبلدان في جميع أنحاء العالم بسرعة على سن قوانين تحمي ناخبيها.