حاولت وزارة الدفاع الروسية الترويج لصور مأخوذة من لعبة إلكترونية على أنها "أدلة دامغة" على التعاون بين القوات الأميركية ومسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي في سورية. وبعد تبين زيف هذه الصور، حملت المسؤولية لموظف مدني، وأكدت أنها تحقق في الحادثة.
وقلّل الكرملين، اليوم الأربعاء، من أهمية ما حصل، إذ صرّح المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ديميتري بيسكوف، أن "الأخطاء تحصل، وهذا ليس أمراً بالغ الأهمية إذا صُححت في الوقت المناسب"، وفق ما نقلت وكالة "تاسّ" الروسية.
ونُشرت الصور المزعومة على حسابات وزارة الدفاع الروسية الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، صباح أمس الثلاثاء، واتهمت الأميركيين بتوفير غطاء جوي لقافلة تابعة لتنظيم "داعش"، لاستخدام مقاتلي التنظيم في تعزيز المصالح الأميركية، وفق ما زعمت.
وأفادت وزارة الدفاع بأن القوات الجوية الروسية دعمت القوات السورية النظامية في تحرير مدينة البوكمال في ريف دير الزور، من "داعش"، وأشارت إلى أن "حقائق عن تعاون مباشر ودعم إرهابيي (داعش) من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة" ظهرت خلال العملية.
Twitter Post
|
كما صرحت وزارة الدفاع الروسية بأن الأميركيين لم يكتفوا برفض المشاركة في عملية لضرب مقاتلي "داعش" الذين يغادرون البوكمال، بل سمحوا لهم بإعادة التجمع على أراضٍ يسيطر عليها التحالف. ولفتت روسيا إلى أن الأميركيين تعرضوا للضربات الجوية الروسية، من أجل توفير غطاء لمقاتلي "داعش".
وأضافت الوزارة أن "الولايات المتحدة تغطي وحدات (داعش) كي تستعيد قدراتها القتالية، ثم تعيد نشرها وتستخدمها في تعزيز المصالح الأميركية في منطقة الشرق الأوسط".
هذه الادعاءات الخطيرة قد يصعب أخذها فعلياً على محمل الجد، نظراً إلى أن "الدليل القاطع" الذي قدمته وزارة الدفاع الروسية ليس إلا صوراً مفبركة. إذ إن الصور الـ5 المرفقة في منشورات الوزارة مفبركة، وإحداها مأخوذة من فيديو ترويجي للعبة إلكترونية مخصصة للهواتف المحمولة عنوانها AC-130 Gunship Simulator: Special Ops Squadron، وفق ما أكّد مدققون على مواقع التواصل الاجتماعي.
كما أكدت مجموعة "فريق الصراعات الاستخباراتي" Conflict Intelligence Team التي تحقق في ادعاءات الجيش الروسي على شبكة الإنترنت، أن 4 صور من أصل 5 مأخوذة من لقطات صادرة عن وزارة الدفاع العراقية عام 2016، وتصور قصف القوات الجوية العراقية لـ"داعش" قرب الفلوجة.
فور انتشار الصور على مواقع التواصل الاجتماعي وازدياد الشكوك، سارعت وزارة الدفاع الروسية إلى حذف الصور عن منشورات "فيسبوك"، إلا أن نسخة مخبأة (cashed) من المنشورات لا تزال تظهر الصور.
وسارعت وزارة الدفاع الروسية إلى التوضيح بأنها ستحقق في الحادثة، وألقت باللوم على موظف مدني. ونقلت وكالة "إنترفاكس" الإخبارية عن الوزارة قولها إنه "على أي حال، رفض قيادة الولايات المتحدة تنفيذ ضربات على قوافل إرهابيي (داعش) المنسحبين من البوكمال، في 9 نوفمبر/تشرين الثاني، دليل موضوعي انعكس في محاضر المحادثات المطلع عليها الجانب الأميركي".
تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها وزارة الدفاع الروسية تمرير لقطات معينة في غير سياقها. إذ في فيلم وثائقي عن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أعدّه المخرج الأميركي أوليفر ستون، عرض بوتين على المخرج لقطات على هاتف محمول باعتبارها تصور القوات الروسية في عمليات في سورية. وتبين لاحقاً أن اللقطات قديمة وتعود إلى القوات الأميركية في أفغانستان.
وبعدما كشف رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن هذه اللقطات، صرّح المتحدث باسم بوتين، ديميتري بيسكوف، بأن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، هو من قدّم هذه الصور إلى الرئيس الروسي.
(العربي الجديد)