لا عقوبة لوسائل إعلام أسترالية بثّت مذبحة نيوزيلندا

قالت هيئة مراقبة البثّ الأستراليّة، إنّ وسائل الإعلام التي نشرت فيديو مذبحة كرايست تشيرش في نيوزيلندا قد تكون انتهكت قواعد الممارسة، لكن لن يتمّ معاقبتها.

وقُتل 50 شخصاً في الاعتداء الإرهابي على مسجدي "النور" و"لينوود" في مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية في 15 آذار/ مارس الماضي، على يد أسترالي يميني متطرّف وثّق جريمته في أحد المسجدين عبر فيديو مدته 17 دقيقة عبر "فيسبوك".

ولاقى انتشاراً واسعاً على منصات أخرى، كـ"يوتيوب" و"تويتر" و"ريديت"، واستمرّ بالتداول لساعات بعد الجريمة. وظهر المنفّذ في المقاطع يتنقّل داخل المسجد ويُطلق النار عشوائيّاً على المصلّين، ويعود في بعض الأحيان للإجهاز على مَن بقي حيّاً منهم.

وتمت مشاهدة مقطع الفيديو نحو 200 مرة خلال البثّ المباشر، بينما لم يُبلغ أي مستخدم عنه أثناء البثّ. وتمّت مشاهدة الفيديو 4 آلاف مرة قبل حذفه من قبل "فيسبوك"، فيما تم الإبلاغ عنه بعد 29 دقيقة من بدئه و12 دقيقة على انتهائه. وخلال الساعات الأربع والعشرين الأولى، أزالت الشركة 1.2 مليون مقطع فيديو للهجوم عند التحميل، تمت إزالة نحو 300 ألف نسخة إضافية بعد نشرها، بحسب ما أعلنت شركة "فيسبوك" سابقاً.

وتمّ استخدام مقاطع من فيديو المذبحة على الهواء مباشرةً من قبل المحطات التلفزيونيّة، خصوصاً يوم حصولها.

وقالت رئيسة هيئة الاتصالات والإعلام الأسترالية نيريدا أولوفلين، إنّ هناك "فائدة تنظيمية أو تعليمية ضئيلة"، في إيجاد أنّ الشبكات التي بثّت أجزاءً من البث المباشر انتهكت القواعد. وأضافت: "بدلاً من ذلك، ترى الهيئة أنّ هذا التحقيق سيؤدي فائدة أكبر بفتحه نقاشاً مثمراً حول القطاع، وإذا ما كانت القواعد مؤطرة بشكل مناسب للتعامل مع هذا النوع من الموادّ في المستقبل، وعلى وجه الخصوص الموادّ العنيفة المتطرّفة".

واعتبرت أنّ المذيعين والمحطات أظهروا مستوى عالياً من المسؤولية في "ظروف فريدة من نوعها".

وفحصت الهيئة أكثر من 200 ساعة من لقطات المحطات، وستنشر تقريراً نهائياً حول تعليقات المذيعين في الأسابيع المقبلة.