الأمن يقتحم "مدى مصر" ويحتجز فريق الصحافيين

24 نوفمبر 2019
فقدان التواصل مع الصحافيين (ديفيد ديغنر/ Getty)
+ الخط -
اقتحمت قوات الأمن المصرية مقر موقع "مدى مصر"، اليوم الأحد، في أثناء اجتماع لصحافيي الموقع والإدارة، وصادرت هواتف العاملين.

وبحسب المفوضية المصرية للحقوق والحريات، فقد قام نحو 20 رجل أمن باقتحام مقر موقع "مدى مصر"، وانقطع التواصل مع أي من الصحافيين أو العاملين في الموقع بعد غلق هواتفهم.

ونشر الموقع قبل أيام تقريراً حول تهميش دور العميد محمود السيسي، نجل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، داخل جهاز المخابرات العامة.

وأعلن المحامي الحقوقي المصري، جمال عيد، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن قوات الأمن المصرية اقتحمت قبل قليل مقر موقع مدى مصر الإخباري المستقل، واحتجزت جميع الصحافيين والعاملين فيه. ثم أشار عيد إلى أن جميع الموجودين في الموقع تم إغلاق هواتفهم المحمولة.

ودعت منظمة العفو الدولية السلطات المصرية إلى الإفراج الفوري عن الصحافيين المحتجزين بمقر موقع "مدى مصر" في القاهرة. وقالت المنظمة في حسابها الرسمي على تويتر إنه "في تصعيد خطير، تقوم قوات الأمن المصرية الآن باقتحام مكتب مدى مصر ومنع دخول المحامين من دخول المكتب، يأتي ذلك بعد اعتقال الصحافي شادي زلط بالأمس". وأضافت: "على السلطات الأمنية مغادرة المكان فورا وعدم التعرّض للصحافيين بسبب قيامهم بعملهم".



وبالأمس، أعلن القائمون على موقع مدى مصر الإخباري المستقل القبض على الصحافي شادي زلط من منزله، السبت، 23 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.

وحسب بيان أصدره الموقع، فإنه "في الساعات اﻷولى من فجر السبت، طرق أربعة ضباط أمن في ملابس مدنية باب منزل شادي حيث يعيش مع زوجته وابنته". وقال الضباط إنهم حضروا من أجل شادي دون أن يفصحوا عن هوياتهم أو يظهروا أمر ضبط وإحضار. بينما بقي عدد آخر من عناصر اﻷمن المسلحة خارج منزله. وصادرت الشرطة لابتوب شادي إلى جانب لابتوب زوجته قبل رحيلهم مصطحبين شادي معهم. بعدها بدقائق، عادوا مرة أخرى غاضبين وطلبوا تلفونه. قبل رحيلهم، أخبروا زوجته أنه في طريقه إلى مديرية أمن الجيزة، لكننا لم نتمكن من التأكد من حقيقة احتجازه هناك أو في مكان آخر، بحسب "مدى مصر".

وقضى شادي زلط (37 عامًا) طوال حياته في مهنة الصحافة، ويعمل محرراً في مدى منذ ست سنوات.

وقال مدى مصر "لم يُذنب شادي في شيء سوى استخدام الكلمات لنقل اﻷخبار. ولا يعني القبض عليه سوى تصعيد جديد في الحملة التي تشنها الحكومة ضد الصحافة في مصر". وحمّل الموقع السلطات المصرية مسؤولية أمان شادي، وطالب باﻹطلاق الفوري غير المشروط لسراحه.

وأمس السبت، أصدرت لجنة الحريات في نقابة الصحافيين المصريين بياناً، تعليقاً على واقعة اعتقال الصحافي بموقع "مدى مصر" شادي زلط، فجراً، مؤكدةً أن الجميع في مصر بات يدرك مدى قسوة الحصار المفروض على الصحافة، حتى أوشكت المهنة ذاتها أن تموت، بعد أن حاصرتها قبضة باطشة، وقيود خانقة بدرجة لا يمكن قبولها.

وقالت اللجنة: "وسط تواتر الأنباء والتبشير بتوسيع هامش الحرية المتاح للصحافة، تستمر الهجمة على الصحافيين من دون مبررات واضحة أو أسباب جادة، والتي كان آخرها القبض على الصحافي شادي زلط، بما يعد استكمالاً لسياسة خنق كل الأصوات الحرة، وهو ما سبقه تقييد حرية زملاء آخرين لم يفعلوا أكثر من التمسك بممارسة عملهم الصحافي".

وأضافت أن "إعلان الرأي في الشأن العام من الحقوق التي كفلها لهم الدستور والقانون، بل هو واجب فرضته عليهم مهنتهم وانتماؤهم لها"، مشددةً على أن التضييق المفروض على الصحافيين "وصل إلى إحالة زملاء للتحقيق، وإيقافهم عن العمل لمجرد استخدام حقهم القانوني في إعلان رأيهم في قضايا عامة".

المساهمون