سفيان ونذير... 5 سنوات غياب غامضة

08 سبتمبر 2019
اختفى الصحافيان في منطقة أجدابيا الليبية (كينزو تريبويار/فرانس برس)
+ الخط -


تحل اليوم الأحد الذكرى الخامسة لاختفاء الصحافيين التونسيين، سفيان الشورابي ونذير القطاري، على الأراضي الليبية. واعتمدت تونس تاريخ هذه الذكرى يوماً وطنياً لحماية صحافييها، وواظبت سنوياً على جمعهم وتوعيتهم على المخاطر التي قد يواجهونها في عملهم. 

وأصدرت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين بياناً في هذه الذكرى، عبرت فيه عن أسفها لعدم التوصل إلى معلومات حول الصحافيين المختفيين، مؤكدة أن هذه المناسبة تتزامن مع إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية حاسمة في تونس، "لن يتمكن الشورابي والقطاري من تغطيتها كغيرهما من زملائهما التونسيين والأجانب، كما لن يتمكنا من ممارسة حقهما الدستوري فيها بالتصويت أو الترشح، غير أنهما يحضران بالغياب الذي كشف عن فشل الحكومات المتعاقبة في معالجة موضوع أول اختفاء قسري لصحافيين في تاريخ تونس". 

وثمنت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين دعم شركائها المحليين والدوليين في البحث عن الحقيقة في قضية اختفاء الشورابي والقطاري. إذ تم تدويل القضية من خلال مراسلة الأمين العام للأمم المتحدة، طلباً للتدخل في المسألة والتوجه لمحكمة الجنايات الدولية. 

واعتبرت أن الانتخابات الحالية، وخاصة الرئاسية، يجب أن تولي اهتماماً حقيقياً لهذه القضية الهامة، "ليس فقط لأنّ الرئيس المقبل مؤتمن على الأمن القومي وقائد الدبلوماسية، وهو موكول له كشف الحقيقة في الموضوع وتفعيل كل الآليات الضرورية في سبيل ذلك، بل أيضا لأنه لا يُمكن فرض احترام الدستور وحرية الصحافيين مصادرة ولا تُبذل المجهودات الضرورية في سبيل تحريرهما والتقاعس حتى في فتح حوار وطني في الموضوع يمتدّ إلى طرح مسألة حماية الصحافيين التونسيين في سياق انتقالي هشّ". 

ودعت المرشحين للانتخابات الرئاسية المبكرة إلى التركيز في حملاتهم على قضية اختفاء سفيان الشورابي ونذير القطاري، فضلاً عن طرح موضوع حماية الصحافيين وحرية الصحافة والتعبير بجدية أكبر، خلال الحملات الشعبية والدعائية والإعلامية. كما طالبت الصحافيين الذين يتولون تغطية الانتخابات الرئاسية بطرح أسئلة تتعلق بالقضية، وتمتد إلى التزامات المرشحين بحماية حرية الصحافة والصحافيين. 

يذكر أن سفيان الشورابي ونذير القطاري غادرا الأراضي التونسية يوم 6 أيلول/سبتمبر عام 2014، للقيام بتحقيق تلفزيوني لصالح قناة "فارست تي في" الخاصة حول حرس المنشآت النفطية في منطقة أجدابيا الليبية، ثم انقطعت أخبارهما منذ يوم 8 أيلول/سبتمبر من العام نفسه. منذ ذلك التاريخ تتواتر أخبار عدة متضاربة حول مقتلهما أو وجودهما في أحد السجون التابعة للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، من دون أن يجري التأكد إلى الآن من هذه المعلومات، ليظل مصيرهما مجهولاً. 

تجدر الإشارة إلى أن الانتخابات الرئاسية في تونس ستجرى يوم 15 سبتمبر/أيلول الحالي، بعدما قُدّم موعدها إثر وفاة الرئيس الباجي قائد السبسي، في 25 يوليو/تموز الماضي. ومساء أمس السبت، شهدت تونس المناظرة التلفزيونية الأولى بين المرشحين الستة والعشرين للانتخابات الرئاسية، على أن تكون المناظرة الثانية مساء اليوم الأحد، تليها المناظرة الثالثة والأخيرة مساء غد الاثنين. ويعتقد كثيرون في تونس أنّ المناظرات التلفزيونية ستكون واحدة من المحدّدات الرئيسيّة لفوز هذا المرشح أو ذاك، وبالتالي ستعيد الإعلام التونسي إلى الواجهة من جديد. 

المساهمون