سنوياً قبل حلول ذكرى ثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني في مصر، يتخذ النظام بعض الإجراءات للاستعداد للموعد، خوفاً من استغلاله من قبل الشعب والثورة مجدداً. وغالباً ما تكون تلك الاستعدادات بالترويج في وسائل الإعلام التابعة للنظام عن وجود مخططات لهدم الدولة، وعلى أساس ذلك يقبض على العشرات من جميع المحافظات، ثم الترويج لفكرة أن الأجهزة الأمنية "مسيطرة على الموقف".
الأمر هذا العام اختلف قليلا، فبالإضافة إلى ما سبق، فعّلت الأجهزة الأمنية المصرية خطة إعلامية أخرى تعتمد على حملة موسعة للإساءة والهجوم على الثورة وكل ما ينتمي إليها، وذلك ما أكدته مصادر مختلفة داخل وسائل الإعلام التي تتبع الاستخبارات المصرية لـ "العربي الجديد".
وتقوم الخطة على مجموعة من القراصنة الإلكترونيين وبرامج فنية تم شراؤها من دول منها الاحتلال الإسرائيلي، تخترق عبرها حسابات بعض المحسوبين على قوى المعارضة في الخارج، مثل حساب "واتساب" الخاص بالمقاول والفنان المصري المقيم في الخارج محمد علي، وحسابات قناة "الشرق" على "تويتر" و"إنستغرام"، وبث وثائق ومستندات "مفبركة" لتشويه سمعة العاملين في القناة. وكان على رأسهم المذيع معتز مطر الذي أطلق في مارس/ آذار الماضي حملة "اطمن إنت مش لوحدك"، عبر برنامجه "مع معتز"، لطمأنة كل مناصر للثورة بأنه ليس وحيداً.
وبحسب ما أكد مصدر من داخل أحد المواقع الإلكترونية التابعة لإدارة الاستخبارات الحربية، فقد اخترقت حسابات قناة "الشرق" التي تبث من تركيا، ونشرت مستندات مفبركة منها عقد مزيف لمعتز مطر مع القناة، وعقد آخر للفنان هشام عبد الله. وقال المصدر إن صور تلك المستندات كانت تصلهم في الموقع في نفس اللحظة التي تنشر فيها على حسابات القناة المخترقة، وأحياناً تصلهم قبل ذلك. وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه إن الأجهزة الأمنية "قصدت نشر تلك المستندات قبل ذكرى ثورة 25 يناير"، لـ "تشويه كل المعارضين، وإظهارهم أنهم يتقاضون مبالغ مالية ضخمة".
وكانت حملة "اطمن أنت مش لوحدك" التي أطلقها معتز مطر جاءت على خلفية الغضب الشعبي إثر حادث قطار "محطة رمسيس" في القاهرة/ في السابع والعشرين من شهر فبراير/شباط 2019 التي أسفرت عن مقتل 28 شخصاً وإصابة 50 آخرين. ولقيت الحملة تجاوبا شعبياً كبيراً أربك الحكومة المصرية، وهو ما تسبب في اختفاء اثنين من أشقائه مع زوجتيهما وأبنائهما، لتعلن الحكومة لاحقا عن اعتقالهم لقضايا مرتبطة بالإرهاب.
وأدى التنكيل بأسرة الإعلامي معتز مطر إلى استياء دولي من أشخاص ومنظمات، فقد دانت "المنظمة العربية لحقوق الإنسان" في بريطانيا قيام السلطات المصرية باعتقال تسعة أفراد من عائلة الإعلامي معتز مطر، وتعريضهم للإخفاء القسري. واصلت السلطات المصرية التنكيل بأسرته عبر اعتقال أفراد آخرين، بعد الحملة الثانية، ليبلغ إجمالي المعتقلين ثلاثة عشر فرداً.
وكان قد نُشر على حساب القناة المخترَق "بيان للعاملين في القناة" يقول إنه "بعد ظهور التسريبات الخاصة بياسر العمدة وادعائه تمويل القناة بملايين الدولارات شهريا، وأنه حتى الآن لم نجد أي رد من مالكي القناة مما يثبت صحة التمويل... وبعد مطالبتنا بتعديل رواتبنا من دون جدوى في ظل الرواتب الباهظة التي يتحصل عليها بعض المذيعين في القناة في حين أننا نتحصل على رواتب قليلة على الرغم من صعوبة المعيشة في إسطنبول لأننا لسنا من علية القوم مثل غيرنا ممن يحصلون على الجنسية التركية... لذا قررنا أن يصل صوتنا للجميع، فقمنا بالسيطرة على الموقع الرسمي للقناة المملوكة لشركة (إنسان) والمتمثلة في شخص الدكتور أيمن نور وكذلك الصفحة الرسمية للقناة على موقع (تويتر) والصفحة الرسمية للقناة على موقع (إنستغرام)... وسنقوم بنشر المستندات التي تثبت صحة ما ذكرنا من رواتب وفضائح للقائمين على قناة (الشرق)".
وأوضح المصدر أنه بالتوازي مع نشْر المستندات المزيفة تقوم وزارة الداخلية بالإعلان عن إلقاء القبض على مجموعة من المواطنين بزعم "تورطهم في تنظيم حسم"، ثم يبدأ الترويج لحملة تزعم ارتباط "التنظيم الإرهابي الداخلي" المزعوم بالمعارضين في الخارج، وخصوصاً في تركيا.
اقــرأ أيضاً
وتابع القصاص أن "آخر إبداعات تنظيم الإخوان هو خلية حسم التي تم القبض على أفرادها واعترفوا بنفس ما يروجه التنظيم في لجانه وصفحاته وقنواته. اعترف أعضاء الخلية أنهم يجهزون للعمل خلال ذكرى 25 يناير، من خلال تفجيرات وتخريب، والهدف معروف إراقة الدم تمهيدا لصناعة حدث من لا شيء". وأضاف: "المتهمون اعترفوا بالمشاركة في إطلاق النار على رجال الشرطة وخفراء في القليوبية، وأنهم تلقوا تعليمات من قياداتهم في تركيا ويستأجرون شققا في مناطق بعيدة، يتخذونها أوكارا لإخفاء المتفجرات، لتنفيذ عمليات إرهابية. في نفس الوقت العمل مع لجان إلكترونية لعمل حملات دعائية ونشر الشائعات والتلاعب بالأخبار. وتجنيد "سذج" للعمل معهم، وقدم المتهمون أسماء قياداتهم في تركيا وكيفية تلقي التمويلات".
القصاص استشهد في مقاله بالمستندات المفبركة التي نُشرت على الحسابات المخترقة لقناة "الشرق"، وقال إن "النتيجة كما هو ظاهر من خلال بيانات التنظيم ومشاجرات الزعماء الممولين علناً على صفحات مواقع التواصل، أن المناضلين يعملون بالأجر ويتمولون من قطر وينفذون تعليمات ضباط مخابرات أتراك ليعملوا في مصر". بينما الحقيقة كما أكدتها مصادر "العربي الجديد" أن الحسابات المخترقة كانت تدار من القاهرة، بدليل وصول المحتوى الذي ينشر عليها إلى الصحافيين العاملين في المواقع المصرية أحياناً قبل نشرها على الحسابات المخترقة.
وقالت المصادر لـ "العربي الجديد" إنه من ضمن الحملة الإعلامية التي تنظمها الأجهزة الأمنية التأكيد على وجود دعوات للتظاهر يوم 25 يناير بينما الحقيقة أنه لا وجود لمثل هذه الدعوات على أرض الواقع ولا في الفضاء الرقمي.
وفي سياق "تشويه ثورة 25 يناير" أيضاً نشرت صحيفة "أخبار اليوم" الحكومية حواراً مع القيادي البارز في الحزب الوطني المنحل، حسام بدراوي، وهو أحد رجال جمال مبارك السابقين، هاجم فيه ثورة يناير وقال إنها "أحدثت فراغاً ملأه الإخوان"، مضيفاً أن "جينات مصر الحضارية أسقطتهم سريعاً".
وقال بدراوي في حواره: "كنت أرى أنها (يقصد ثورة يناير) أهم من ثورة 1919... وغيرت رأيي بعد تكشُّف الحقائق". وأضاف: "واجهنا لعبة مخابراتية... وتاريخ الدولة المصرية حماها من التفكك".
وفي وسط حملة التشويه والإساءة لثورة 25 يناير خرج الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الخميس الماضي، وقال خلال كلمة في احتفال عيد الشرطة الـ 68، في أكاديمية الشرطة، إن "يوم 25 يناير فرصة لاستعادة الذكريات وتدبر المعاني القيمة والنبيلة التي يأتي في مقدمتها الولاء والانتماء المطلق لمصر أرضاً وشعباً التي تعرضت لمحاولات مستميتة للقفز عليها والنيل من ثوابتها في القضاء على أسس الدولة الوطنية، لكن الله يسخّر من أبنائه من يقف حائلا أمام أطماع الطامعين وتآمر المتآمرين". ورغم تلميح السيسي إلى أن 25 يناير كانت "مؤامرة" إلا أنه وجّه "التحية لثورة 25 يناير وتحقيق مطالبها في حياة نبيلة".
الأمر هذا العام اختلف قليلا، فبالإضافة إلى ما سبق، فعّلت الأجهزة الأمنية المصرية خطة إعلامية أخرى تعتمد على حملة موسعة للإساءة والهجوم على الثورة وكل ما ينتمي إليها، وذلك ما أكدته مصادر مختلفة داخل وسائل الإعلام التي تتبع الاستخبارات المصرية لـ "العربي الجديد".
وتقوم الخطة على مجموعة من القراصنة الإلكترونيين وبرامج فنية تم شراؤها من دول منها الاحتلال الإسرائيلي، تخترق عبرها حسابات بعض المحسوبين على قوى المعارضة في الخارج، مثل حساب "واتساب" الخاص بالمقاول والفنان المصري المقيم في الخارج محمد علي، وحسابات قناة "الشرق" على "تويتر" و"إنستغرام"، وبث وثائق ومستندات "مفبركة" لتشويه سمعة العاملين في القناة. وكان على رأسهم المذيع معتز مطر الذي أطلق في مارس/ آذار الماضي حملة "اطمن إنت مش لوحدك"، عبر برنامجه "مع معتز"، لطمأنة كل مناصر للثورة بأنه ليس وحيداً.
وبحسب ما أكد مصدر من داخل أحد المواقع الإلكترونية التابعة لإدارة الاستخبارات الحربية، فقد اخترقت حسابات قناة "الشرق" التي تبث من تركيا، ونشرت مستندات مفبركة منها عقد مزيف لمعتز مطر مع القناة، وعقد آخر للفنان هشام عبد الله. وقال المصدر إن صور تلك المستندات كانت تصلهم في الموقع في نفس اللحظة التي تنشر فيها على حسابات القناة المخترقة، وأحياناً تصلهم قبل ذلك. وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه إن الأجهزة الأمنية "قصدت نشر تلك المستندات قبل ذكرى ثورة 25 يناير"، لـ "تشويه كل المعارضين، وإظهارهم أنهم يتقاضون مبالغ مالية ضخمة".
وكانت حملة "اطمن أنت مش لوحدك" التي أطلقها معتز مطر جاءت على خلفية الغضب الشعبي إثر حادث قطار "محطة رمسيس" في القاهرة/ في السابع والعشرين من شهر فبراير/شباط 2019 التي أسفرت عن مقتل 28 شخصاً وإصابة 50 آخرين. ولقيت الحملة تجاوبا شعبياً كبيراً أربك الحكومة المصرية، وهو ما تسبب في اختفاء اثنين من أشقائه مع زوجتيهما وأبنائهما، لتعلن الحكومة لاحقا عن اعتقالهم لقضايا مرتبطة بالإرهاب.
وأدى التنكيل بأسرة الإعلامي معتز مطر إلى استياء دولي من أشخاص ومنظمات، فقد دانت "المنظمة العربية لحقوق الإنسان" في بريطانيا قيام السلطات المصرية باعتقال تسعة أفراد من عائلة الإعلامي معتز مطر، وتعريضهم للإخفاء القسري. واصلت السلطات المصرية التنكيل بأسرته عبر اعتقال أفراد آخرين، بعد الحملة الثانية، ليبلغ إجمالي المعتقلين ثلاثة عشر فرداً.
وكان قد نُشر على حساب القناة المخترَق "بيان للعاملين في القناة" يقول إنه "بعد ظهور التسريبات الخاصة بياسر العمدة وادعائه تمويل القناة بملايين الدولارات شهريا، وأنه حتى الآن لم نجد أي رد من مالكي القناة مما يثبت صحة التمويل... وبعد مطالبتنا بتعديل رواتبنا من دون جدوى في ظل الرواتب الباهظة التي يتحصل عليها بعض المذيعين في القناة في حين أننا نتحصل على رواتب قليلة على الرغم من صعوبة المعيشة في إسطنبول لأننا لسنا من علية القوم مثل غيرنا ممن يحصلون على الجنسية التركية... لذا قررنا أن يصل صوتنا للجميع، فقمنا بالسيطرة على الموقع الرسمي للقناة المملوكة لشركة (إنسان) والمتمثلة في شخص الدكتور أيمن نور وكذلك الصفحة الرسمية للقناة على موقع (تويتر) والصفحة الرسمية للقناة على موقع (إنستغرام)... وسنقوم بنشر المستندات التي تثبت صحة ما ذكرنا من رواتب وفضائح للقائمين على قناة (الشرق)".
وأوضح المصدر أنه بالتوازي مع نشْر المستندات المزيفة تقوم وزارة الداخلية بالإعلان عن إلقاء القبض على مجموعة من المواطنين بزعم "تورطهم في تنظيم حسم"، ثم يبدأ الترويج لحملة تزعم ارتباط "التنظيم الإرهابي الداخلي" المزعوم بالمعارضين في الخارج، وخصوصاً في تركيا.
وفي السياق كتب الصحافي أكرم القصاص مقالاً في موقع "اليوم السابع" قال فيه "يوماً بعد آخر يقدم زعماء تنظيم الإخوان في قطر وتركيا كل الأدلة على عقلياتهم الفذة، فهم يعترفون بتلقي تمويل قطري وتعليمات تركية لتنفيذ عمليات تخريبية في مصر، ويسمون هذا دعوة للديمقراطية والعمل السياسي. وإذا كان هناك من يصدق أن الإخوان يريدون الديمقراطية، فهو يستحق أن يستحمره التنظيم وقياداته الهاربة في تركيا".
وتابع القصاص أن "آخر إبداعات تنظيم الإخوان هو خلية حسم التي تم القبض على أفرادها واعترفوا بنفس ما يروجه التنظيم في لجانه وصفحاته وقنواته. اعترف أعضاء الخلية أنهم يجهزون للعمل خلال ذكرى 25 يناير، من خلال تفجيرات وتخريب، والهدف معروف إراقة الدم تمهيدا لصناعة حدث من لا شيء". وأضاف: "المتهمون اعترفوا بالمشاركة في إطلاق النار على رجال الشرطة وخفراء في القليوبية، وأنهم تلقوا تعليمات من قياداتهم في تركيا ويستأجرون شققا في مناطق بعيدة، يتخذونها أوكارا لإخفاء المتفجرات، لتنفيذ عمليات إرهابية. في نفس الوقت العمل مع لجان إلكترونية لعمل حملات دعائية ونشر الشائعات والتلاعب بالأخبار. وتجنيد "سذج" للعمل معهم، وقدم المتهمون أسماء قياداتهم في تركيا وكيفية تلقي التمويلات".
القصاص استشهد في مقاله بالمستندات المفبركة التي نُشرت على الحسابات المخترقة لقناة "الشرق"، وقال إن "النتيجة كما هو ظاهر من خلال بيانات التنظيم ومشاجرات الزعماء الممولين علناً على صفحات مواقع التواصل، أن المناضلين يعملون بالأجر ويتمولون من قطر وينفذون تعليمات ضباط مخابرات أتراك ليعملوا في مصر". بينما الحقيقة كما أكدتها مصادر "العربي الجديد" أن الحسابات المخترقة كانت تدار من القاهرة، بدليل وصول المحتوى الذي ينشر عليها إلى الصحافيين العاملين في المواقع المصرية أحياناً قبل نشرها على الحسابات المخترقة.
وقالت المصادر لـ "العربي الجديد" إنه من ضمن الحملة الإعلامية التي تنظمها الأجهزة الأمنية التأكيد على وجود دعوات للتظاهر يوم 25 يناير بينما الحقيقة أنه لا وجود لمثل هذه الدعوات على أرض الواقع ولا في الفضاء الرقمي.
وفي سياق "تشويه ثورة 25 يناير" أيضاً نشرت صحيفة "أخبار اليوم" الحكومية حواراً مع القيادي البارز في الحزب الوطني المنحل، حسام بدراوي، وهو أحد رجال جمال مبارك السابقين، هاجم فيه ثورة يناير وقال إنها "أحدثت فراغاً ملأه الإخوان"، مضيفاً أن "جينات مصر الحضارية أسقطتهم سريعاً".
وقال بدراوي في حواره: "كنت أرى أنها (يقصد ثورة يناير) أهم من ثورة 1919... وغيرت رأيي بعد تكشُّف الحقائق". وأضاف: "واجهنا لعبة مخابراتية... وتاريخ الدولة المصرية حماها من التفكك".
وفي وسط حملة التشويه والإساءة لثورة 25 يناير خرج الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الخميس الماضي، وقال خلال كلمة في احتفال عيد الشرطة الـ 68، في أكاديمية الشرطة، إن "يوم 25 يناير فرصة لاستعادة الذكريات وتدبر المعاني القيمة والنبيلة التي يأتي في مقدمتها الولاء والانتماء المطلق لمصر أرضاً وشعباً التي تعرضت لمحاولات مستميتة للقفز عليها والنيل من ثوابتها في القضاء على أسس الدولة الوطنية، لكن الله يسخّر من أبنائه من يقف حائلا أمام أطماع الطامعين وتآمر المتآمرين". ورغم تلميح السيسي إلى أن 25 يناير كانت "مؤامرة" إلا أنه وجّه "التحية لثورة 25 يناير وتحقيق مطالبها في حياة نبيلة".