السودانيون بعد لقاء البرهان ونتنياهو: لا للتطبيع
رفض شعبي للتطبيع (ميخائيل مرتزل/TASS)
أعرب السودانيون على مواقع التواصل الاجتماعي عن مواقفهم الرافضة
للقاء الذي جمع رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق عبد الفتاح البرهان، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم أمس الإثنين، في العاصمة الأوغندية، كمبالا. وانهمرت أغلب التعليقات بعد الكشف عن اللقاء لتهاجم فكرة التطبيع مع إسرائيل، وذهب بعضها إلى الدعوة لإسقاط الحكومة.
وتساءل السودانيون عمّن فوّض البرهان للقاء نتنياهو، مشيرين إلى احتمال العمل على سيناريو يشبه السيناريو المصري، يكون فيه "العسكر" حاكماً، ويُفتح الباب للتطبيع مع إسرائيل، بالإضافة إلى قمع واسع للحريات. وتساءل السودانيون في منشوراتهم عن الدور المصري الذي لُعب في اللقاء، بالإضافة إلى الأدوار العربيّة الأخرى، خصوصاً أنّ عدة دول دعمت خطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة باسم "
صفقة القرن".
وغرد أحد الحسابات على تويتر قائلاً: "يا تجمع المهنيين ويا حمدوك ويا قوى الحرية والتغيير لازم تورونا رأيكم في الكلام السواهه البرهان ده مع نتنياهو. لو سكتوا معناها انتوا رضيانين تطبعوا مع العدو الإسرائيلي. عندها تسقطوا كلكم انتوا وبرهان وحميدتي".
وغرّد أمجد فريد، وهو قيادي بارز في تجمع المهنيين السودانيين، محذراً: "لقاء برهان مع نتنياهو واتفاقه معه على أي شيء هو وعد من لا يملك بما لا يستطيع لمن لا يستحق. تطبيع علاقات مع إسرائيل شنو في السخانة دي ياخ".
لكن كان لسارة محمد رأي مختلف وتحليل مختلف حينما كتبت على صفحتها الخاصة في "فيسبوك": "البرهان كش الورق.. حميدتي حيظل رجل تاني.. البرهان يستعد للانقضاض على الديمقراطية.. سيجد مباركة الجميع.. لقاء نتنياهو بالبرهان البداية.. وهذا حمدوك يلمع في الأناتيك القديمة.. ويلتقي بالفلول.. سفرجت.. كلو راح".
اما واصل علي على "تويتر" فله زاويته الخاصة، حينما كتب مغرداً: "السؤال الذي لم يسأله أحد. هل السيسي وعباس كامل كان عندهم فكرة عن لقاء البرهان مع نتنياهو؟ مصر لا تحب أن تكون آخر من يعلم في ما يختص بشؤون السودان".
وفي ساعة متاخرة من ليلة أمس أنشأ سودانيون صفحة على "فيسبوك" باسم "سودانيون ضد التطبيع" نشروا فيها عددا من المنشورات الرافضة للتطبيع.
إثر مداخلات مهللة للتطبيع أحدثت جدلاً على مواقع التواصل السودانية، كتب ناشطون منشورات ترفض التطبيع ولو كان "على غرار الدول المجاورة". وكتب طارق خالد "يتحدث الكثيرون الآن عن جدوى أو عدم جدوى التطبيع مع إسرائيل وأن مصر ودول المواجهة قد طبعوا معها وبالتالي علينا أن نراعي مصالحنا. في نظري ليست مسألة جدوى أو عدمها. إنما السؤال الأساسي: من فوض البرهان والحكومة لاتخاذ مثل هذا القرار؟ في ظل أي دولة ديمقراطية تطرح هذه الخيارات على البرلمان أو حتى الاستفتاء الشعبي حتى تنفذ الحكومة مثل هذه القرارات المصيرية والتاريخية وهي مطمئنة لخيار شعبها. هل نصت الوثيقة الدستورية على إعطاء المجلس السيادي (التشريفي كما صوروه لنا) صلاحيات لاتخاذ مثل هذا القرار؟ هل اجتمع المجلسان وقررا التطبيع؟ لماذا لم يخاطبا الجماهير بمثل هذه الخطوة.. على أقل تقدير. لكن يبدو أننا ما زلنا أسرى القرارات الأحادية وسماسرة السياسة وأجندة ما تحت الطاولة. أنا كمواطن سوداني من حقي أن أشارك في قرارات بلدي المصيرية طالما احتكمنا لنظام ديمقراطي. ليست مهمتي أن تتخذ الحكومة القرار داخل الغرف المظلمة ثم أبحث لها عن تبريرات على شاكلة هذه مصلحتنا وأن الدولة الفلانية أو العلانية لها علاقات مع إسرائيل. المهم.. واضح أن العسكر يتم إعدادهم لسيناريو سيساوي قادم وفق صفقة قد اكتملت تفاصيلها".
ونشر السودانيون قوائم "عار" تتضمّن أسماء مسؤولين وافقوا على اللقاء أو التطبيع مع إسرائيل.