منذ بدء الحرب في السودان، فرّ أكثر من مائة ألف شخص إلى جنوب السودان المجاورة، حسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
في المخيم الواقع بالقرب من "الرنك"، يصل بعضهم على ظهور الحمير لأن ضعفهم يمنعهم من المشي، والأطفال هم الأكثر تضررا، إذ يعانون من الجفاف، وسوء التغذية بعد رحلة مروعة يقطعون خلالها مئات الكيلومترات عبر أراضٍ شبه قاحلة.
في الطابور الطويل أمام المستوصف، ينتظر نازح مع ابنته الرضيعة لمقابلة طبيب. وتعاني الطفلة من سوء تغذية حاد يهدد حياتها. تقول أسونتا أغوك التي تعمل في مفوضية اللاجئين إن عدداً كبيراً من الأشخاص توفوا بعد وقت قصير من وصولهم، ومن بينهم رضيع كان يعاني من مرض خطير، ولم يكن هناك فريق طبي لتقديم المساعدة.
ويحذر برنامج الأغذية العالمي وغيره من المنظمات الإنسانية العاملة في المخيم من أن الوضع قد يزداد سوءاً. يقول رئيس برنامج الأغذية العالمي في الرنك، ليونيداس روجيماليلا، إن "هذا المكان ليس قادراً على استقبال هؤلاء الأشخاص أو مساعدتهم. خلال موسم الأمطار الحالي، يمكننا أن نتوقع انتشار أمراض مثل الكوليرا، ويمكن أن تزداد حالات سوء التغذية".
يرغب كثيرون في مغادرة المخيم، لكنه يقع في منطقة نائية شمال شرقي جنوب السودان. يرغب البعض في التوجه إلى العاصمة جوبا التي تبعد 800 كيلومتر، لكن لا وجود لوسائل النقل العام، والطريق الترابي مليء بالمستنقعات في موسم الأمطار، والطبيعة البرية، والنازحون معرضون لخطر هجمات مسلحة.
(فرانس برس)