أول ما واجهه الناجون من الزلزال المدمر بقوة 7.8 درجات على مقياس ريختر الذي ضرب جنوبي تركيا وشمال غربي سورية الإثنين الماضي، هو الهروب إلى الشوارع وسط الأمطار والبرد القارس الذي لا يرحم الأبدان داخل البيوت فكيف الحال خارجها؟
بالنسبة إلى البعض تحوّل الهروب إلى واقع حياتي جديد مع رؤيتهم انهيار بيوتهم وعدم العثور على أشخاص من عائلاتهم وجيرانهم وأصدقائهم، فتجمعوا في الشوارع، وانضموا إلى مجموعات تنتظر أخباراً عن حال ممتلكاتهم أو عن إمكان جمع مقتنيات إذا أمكن ذلك، أو عن مصير معارفهم، وربما الحصول على بعض المساعدات خصوصاً الغذائية.
وبالطبع تختلف قدرات الفرق الحكومية والمنظمات الخاصة المعنية بالإغاثة من الكوارث بين تركيا وسورية في التدخل لمساعدة الناجين واحتواء تداعيات ما حصل، فحال تركيا أفضل على صعيد البنى التحتية وإمكان استقبال المساعدات الدولية عبر المطارات، في حين تخضع منافذ عبور المساعدات إلى سورية إلى قيود، وتتحكم السياسة بالمبادرات حتى في الحالات الإنسانية الطارئة جداً.
لكن بالنسبة إلى بعض المنتظرين في الشوارع ليست هذه المساعدات مهمة في ظل استمرار شعورهم بالصدمة والحسرة اللتين تظهران في جلوسهم باستسلام واضح في الشوارع أمام أخشاب مشتعلة ومتلحفين ببطانيات عاجزة عن تأمين الدفء الكامل. ويحتاج تغيير هذه المشاعر إلى توفير سلطات المناطق المتضررة بدائل إيواء لتلك التي فقِدت، واستيعاب الناجين تدريجياً هول وألم ما أصابهم بفقدان أعزاء خسروهم في ثوانٍ.
(العربي الجديد)